آخر الأخبار

الضفة الغربية: إسرائيل تقول إن "الأونروا تساوي حماس"، ومصر تؤكد على "حقوق الشعب الفلسطيني الرافض للتهجير""

شارك الخبر
مصدر الصورة

مخيم جنين "لن يعود إلى ما كان عليه"

قُتل عشرة أشخاص وأُصيب آخرون خلال قصف إسرائيلي استهدف بلدة طمون قرب طوباس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة القتلى، إذ أعلنت في وقت سابق مقتل تسعة أشخاص، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت ما وصفه بـ"خلية إرهابية مسلحة".

ويأتي هذا القصف في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، أبرزها مخيم جنين ومدينة ومخيم طولكرم.

وفي وقت سابق الأربعاء، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيَيْن اثنين في غارات ليلية منفصلة في الضفة الغربية المحتلة، أحدهما في جنين حيث يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً كبيراً.

وقالت الوزارة في بيان إن رجلاً يبلغ من العمر 25 عاماً يدعى أسامة عمر أبو الهَيجاء قتل في وقت متأخر من الثلاثاء في جنين "جراء قصف الاحتلال على منطقة دوار السينما في جنين".

وذكرت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت محيط دوار السينما وسط مدينة جنين بعد قصفه، ومنعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى المكان، واعتقلت المصاب.

وقال الهلال الأحمر إن طواقمه تعاملت مع عدة إصابات جراء اعتداء القوات الإسرائيلية عليهم بالضرب في عدة مناطق بالمدينة.

وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إن طائرة إسرائيلية نفذت غارة في جنين مساء الثلاثاء "بعد أن ألقى إرهابي عبوة ناسفة" تجاه القوات.

ويشن الجيش الإسرائيلي هجوماً مكثفاً على منطقة جنين لليوم التاسع، قائلاً إنه يهدف إلى التخلص من الجماعات المسلحة الفلسطينية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال زيارة إلى مخيم جنين للاجئين، الأربعاء، إن العملية ـ التي أطلق عليها اسم "الجدار الحديدي" - تهدف إلى إلحاق الهزيمة بـ"البنية التحتية للإرهاب" التي بنيت "بتمويل وتسليح من إيران".

وأضاف كاتس أن مخيم جنين للاجئين "لن يعود إلى ما كان عليه" فبعد اكتمال العملية، سيبقى الجيش الإسرائيلي في المخيم "لضمان عدم عودة الإرهاب" بحسبه.

مصدر الصورة

يفرض الجيش الإسرائيلي طوقاً أمنياً على مخيم جنين، مع وجود أعداد كبيرة من الجنود والآليات العسكرية والجرافات في محيط المخيم وفي الشوارع الرئيسية بالمدينة، ويقوم بتجريف واسع في شوارعها.

وفي الليلة الماضية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شاب برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدينة طولكرم، ليرتفع عدد القتلى جراء العملية العسكرية المستمرة في يومها الثالث إلى ثلاثة.

وأفادت مصادر محلية أن الشابَ قُتِل خلال حصار الجيش الإسرائيلي لمنزل بضاحية "ارتاح" جنوبي طولكرم، واحتجز الجيش جثمانه قبل تسليمه للهلال الأحمر الفلسطيني.

كما اعتقلت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، خمسة مواطنين بعد اقتحامها عدة بلدات وقرى في محافظة رام الله والبيرة.


* أبرز مخيمات الضفة الغربية؟

وداهمت القوات الإسرائيلية مدينة البيرة، وقرى ديرعمار وكوبر وشقبا، وسلواد، ومخيم الجلزون.

وهدمت القوات الإسرائيلية منزل عائلة القتيل تامر فقها، أحد عناصر كتائب القسام التابعة لحركة "حماس"، في ضاحية الشويكة عقب إخطار عائلته بقرار الهدم قبل نحو شهرين.

واتُهِمَ فقها بتنفيذ عملية عناب في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، واعتُبِرَت تلك العملية أولى عمليات كتائب القسام بالضفة الغربية في أعقاب الحرب في قطاع غزة.

وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة إن المخيم يشهد نزوحاً كبيراً لسكانه، إذ نزح أكثر من 1000 شخص توزعوا في ضواحي وأحياء المدينة بعد فتح عدد من المساجد والمراكز والجمعيات فيها.

وقد خلفت العملية العسكرية في الضفة الغربية المحتلة حتى اللحظة 17 قتيلًا فلسطينياً وأكثر من 90 إصابة، فضلاً عن اعتقال العشرات.

وقال رئيس البلدية محمد جرار لبي بي سي إن الجيش هدم وحرق وفجّر أكثر من 100 منزل داخل مخيم جنين، وأجبر 15 ألف شخص على النزوح إلى خارجه، في ظل انقطاع المياه والكهرباء عنه.

وقد سبقت العملية الإسرائيلية الحالية، عملية أمنية للسلطة الفلسطينية في مخيم جنين للاجئين، قالت السلطة إنها محاولة لاستئصال المسلحين الفلسطينيين في المنطقة.

وبشكل عام، ارتفعت وتيرة العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.

وقتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون ما لا يقل عن 863 فلسطينياً منذ بدء حرب غزة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

مصدر الصورة

"النزوح إجباري"

مصدر الصورة

وقد تحدث فريق "غزة اليوم" من بي بي سي، إلى بعض النازحين من الضفة الغربية المحتلة عن ما حدث خلال وجودهم في المخيم.

قال أحدهم: "منذ دخول الجيش الإسرائيلي للمخيم وتطويقه، بدأ بإجبار الناس على الخروج، والنزوح إجباري وليس اختيارياً".


* تشكيلات عسكريّة معقدة: ماذا نعرف عن الفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة؟

وأضاف: "من لم يُدمّر بيته تم حرقه، وإن لم يحرقوا بيته، كسّروا أثاثه".

وقالت نازحة أخرى: "الوضع غير مستقر في المخيم. وإن اشتبه الجنود بأحد، أطلقوا الرصاص عليه. لا يسمحون لأحد بالدخول أو الخروج، والكهرباء غير متوفرة". "منعوا التجول، وهددنا الجيش بإخلاء منازلنا وإلا سيقصف البيت على رؤوسنا".

"حارتنا دمار. كل شيء حولنا تم هدمه وكسره. كل بيت يوجد أمامه جرافة نوع D9 (بولدوزر)".

تقول نهاية سالم لبي بي سي، وهي نازحة من مخيم طولكرم، "قاموا بتفتيشنا وطردنا من المخيم وأُمِرنا بأن نعود بعد أسبوع، لكننا لن نرحل".

وتضيف: "الطريق غير آمن، وخصوصاً للأطفال. لا أستطيع أن أرسل أولادي إلى مدارسهم من خوفي عليهم من الطريق الوعر والدبابات. نتمنى أن تنسحب قوات الجيش الإسرائيلي، نحن نريد العيش بسلام".

ومن مخيم طولكرم أيضاً، يقول محمد رجب: "يوم أمس، اقتحم الجيش بيتنا وبيوت جيراننا - بحدود الساعة الثامنة صباحاً - اتخذوا من منزلي ثكنة عسكرية لهم، ووضعونا أنا وكل أفراد أسرتي في غرفة واحدة ولم يسمحوا لنا بالخروج أو الدخول. نعاني من نقص الماء والكهرباء والغذاء. وضع المخيم كارثي جداً".

رؤى الدريدي من طولكرم تقول: "مساء أمس اقتحم جيش الاحتلال المخيم وقصف سيارة في مخيم نور شمس - وهنا بدأ القصف على المدينة بأكملها. تفاجأنا بدخول الجرافات العسكرية ووجود قوات خاصة إسرائيلية في مخيم طولكرم. بدأت حالة من الفوضى والتوتر تعم جميع أنحاء طولكرم". وتضيف: "دمّروا مناطق مهمة وحيوية في طولكرم وقطعوا عنا الخدمات الرئيسية".

الأونروا "مليئة" بعناصر حماس

اتهمت إسرائيل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأنها مليئة بعناصر حماس، مؤكدة التزامها بإنهاء العلاقات مع الوكالة هذا الأسبوع، كما رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية الطعن في حظر المنظمة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر إن "الأونروا تساوي حماس. لقد قدمت إسرائيل أدلة لا يمكن دحضها على أن الأونروا مليئة بعناصر حماس".

وأضاف مينسر أن الأونروا توظف أكثر من 1200 عضو من حركة حماس، قائلاً إن هذا العدد يشمل "الإرهابيين الذين نفذوا مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول".

يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لقطع العلاقات مع الهيئة التابعة الأمم المتحدة يوم الخميس. وشدد المتحدث الإسرائيلي على أن قيام أي دولة بتمويل الأونروا يعني "أن هذه الدولة تمول الإرهابيين".

في وقت لاحق من يوم الأربعاء، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماساً قدمته منظمة (عدالة) المعنية بحقوق الفلسطينيين، يطعن في الحظر.

وقالت المحكمة إنه بعد النظر في حجج الطرفين، فإنها لا ترى أن من المناسب إصدار وقف تنفيذ الحكم.

وأضافت المحكمة أن التشريع "يحظر نشاط الأونروا فقط على الأراضي السيادية لدولة إسرائيل" لكنه "لا يحظر مثل هذا النشاط في مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) وقطاع غزة".

ومع ذلك، فإن الحظر يشمل القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، حيث يوجد للأونروا مقر ميداني لعملياتها في الضفة الغربية.

وعلقت منظمة (عدالة) على قرار المحكمة بأن إسرائيل "تتجاهل العواقب الإنسانية الكارثية".

وستوقف إسرائيل، بدعم من واشنطن، الاتصال بالأونروا اعتباراً من يوم الخميس، وهي الخطوة التي أثارت إدانة من دول حليفة للولايات المتحدة وكذلك المنظمات الإغاثية.

"وحدة الضفة وغزة"

مصدر الصورة

من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على "وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة" و"أهمية تمكين" السلطة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً.

جاء ذلك خلال محادثات أجراها في القاهرة، الأربعاء، مع وفد فلسطيني برئاسة أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن اللقاء أكد "الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني".

وأعرب عبد العاطي عن "دعم مصر للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية" و"حقوق الشعب الفلسطيني الرافض للتهجير أو النقل خارج أرضه"، مشدداً على ضرورة "التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين".

في اللقاء نفسه، أشار خالد مشعل القيادي بحركة حماس إلى أن الضفة الغربية، خاصة القدس، "ما زالت أرض الصراع"، مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين ونابلس وطولكرم.

ودعا مشعل كل قوى المقاومة إلى وضع خطط وبرامج إبداعية لتعزيز المقاومة في الضفة الغربية، وتعظيمها، ومفاجأة السلطات الإسرائيلية بصدها وإفشال مخططاتها.

وأكد مشعل أن الوحدة الوطنية هي السبيل لتحقيق النصر، مشيراً إلى أن هذه الوحدة يجب أن تتجسد في الالتقاء على الحقوق الثابتة والتوافق على السياسات والبرامج.

وقال مشعل إن معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول "كشفت بشاعة الاحتلال الصهيوني أمام العالم، وأسهمت في كسب المزيد من التأييد الدولي للقضية الفلسطينية".

كما انتقد زاهر جبارين، مسؤول حماس في الضفة الغربية المحتلة، في كلمة له، المداهمات التي شنتها أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ضد "المقاومة في جنين".

وكانت حركة حماس، قد أعلنت الاثنين أن وفداً قيادياً من الحركة وصل إلى القاهرة في زيارة رسمية برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي للحركة، لبحث تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بمراحله الثلاث مع القيادة المصرية.

وأضافت الحركة أن الوفد يضم المجلس القيادي ووفد الحركة للتفاوض وهم: خالد مشعل، وخليل الحية، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله، ومحمد نصر وغازي حمد.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا