آخر الأخبار

حرب غزة: "أطفال غزة المفقودون لا يستحقون ما جرى لهم" - الغارديان

شارك الخبر
مصدر الصورة

نبدأ جولتنا من صحيفة الغارديان البريطانية، ومقال بعنوان "وداعاً لأطفال غزة المفقودين... لقد أحببناكم ونذكركم. أنتم لا تستحقون ما جرى لكم"، كتبته نسرين مالك.

تستهل الكاتبة بالحديث عن عودة سكان قطاع غزة إلى منازلهم التي تحولت معظمها إلى أنقاض، وإلى موتاهم الذي لا زالوا يرقدون تحت الركام.

وترى الكاتبة أنه "الآن فقط سنبدأ في الحصول على صورة أكثر اكتمالاً للخسائر الحقيقية لهذه الحرب، والآن فقط يمكن لأي نوع من الحزن أو الحداد أن يبدأ، وهي العملية التي حُرم منها الفلسطينيون جسدياً وعاطفياً طيلة الأشهر الخمسة عشر الماضية".


* ماذا نعرف عن مروان البرغوثي الذي يتردد اسمه ضمن الصفقة بين إسرائيل وحماس؟

* أسلحة "النخبة الإسرائيلية" في قبضة مقاتلي القسام أثناء تسليم الرهائن، فما قصتها؟

وكتبت: "وبمجرد أن تتضح الحصيلة النهائية، فمن المرجح أن يتبين لنا عدد هائل من القتلى من الأطفال".

وأضافت: "بالفعل، تكشف المؤشرات عن أن الأطفال هم الذين شكلوا أغلبية الضحايا. وقد أكد تحليل الأمم المتحدة للوفيات، التي جرى التحقق منها خلال فترة خمسة أشهر، أن 44 في المئة من القتلى كانوا من الأطفال. وفي أغلب الأحيان، كان هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم بين خمس إلى تسع سنوات، وقتل 80 في المئة منهم في منازلهم".

وترى الكاتبة أن هذه الإحصاءات ليست مجرد أرقام، وإنما مآسٍ عاشها الأطفال الفلسطينيون. وتعتبر أن وقف إطلاق النار يحول الأنظار الآن بعيداً عن الموت، وينقلها إلى تحليل ما يمكن وما ينبغي أن يحدث بعد ذلك بشأن مستقبل سكان غزة الغامض.

وتضيف: "لكن هذا يتضمن خطر التقليل من شأن ما حدث. فما حدث هو أن الآلاف من الأبرياء ماتوا، ومن بينهم الآلاف من الأطفال".

وترى الكاتبة أن المرعب في الأمر ليس فقط أنهم ماتوا، بل الطريقة التي ماتوا بها.

وتضيف: "لقد مات الكثيرون في منازلهم، على الأرض المهتزة، ووسط ضجيج القنابل، ثم سُحقوا أو خُنقوا، ليتم انتشالهم وقد غطاهم الغبار، أو تم تجميعهم في أكياس بلاستيكية. ومات آخرون في أقصى درجات الألم، حيث أدى نقص التخدير والإمدادات الطبية إلى استسلام البعض للإصابة دون أي راحة. وهلك آخرون بعد بتر أطرافهم دون جرعة واحدة من مسكنات الألم".

وتشير الكاتبة إلى "لحظات الذعر والألم التي سبقت وفاة هؤلاء الأطفال، التي لن نعرف عن معظمها شيئاً، لأن من عاشوها لم يبق منهم أي شخص على قيد الحياة الآن ليحكي تلك القصص".

وتضيف: "لكن في حالة القليلين، مثل الطفلة هند رجب البالغة من العمر خمس سنوات، هناك لمحة مؤلمة عن نوع الرعب الذي عانوه. لقد قُتلت بين أقاربها القتلى، بمفردها بعد أن توسلت إلى خدمات الطوارئ عبر الهاتف لإنقاذها. وانقطع الخط بعد أصوات إطلاق النار".

وتشير الكاتبة إلى أن "ما عرفناه لا يمثل سوى قصص عدد ضئيل من هؤلاء الأطفال، الذين وُجد بعضهم متحللين في غرف العناية المركزة، وآخرون تجمدوا حتى الموت، وغيرهم كتب آباؤهم أسماءهم بالحبر الأسود على أجسادهم حتى يمكن التعرف عليهم".

وتتابع: "كل وفاة من هذه الوفيات تشكل مأساة فريدة من نوعها".

وتشير الكاتبة إلى وجود ما يقرب من أربعين ألف يتيم في غزة، وآلاف من مبتوري الأطراف، ومئات الآلاف من النازحين الذين دُمرت مدارسهم، فضلاً عن الدمار النفسي الكامل الذي عانى منه كل الأطفال الذين عاشوا الحرب.

وكتبت: "لا يزال عشرون ألف طفل في عداد المفقودين، ولا يزالون تحت الأنقاض أو مدفونين في مقابر جماعية. ومع محو أغلب البنية الأساسية في غزة وتوقف الحياة الطبيعية بسبب الحرب، تراكمت وفياتهم وانتقلت إلى حالة من الغموض الإحصائي. ولم تٌقم جنازات لأغلبهم، ولا صلوات، ولا لحظات صمت، ولا احتفاء بحياتهم، وروحهم، وشخصياتهم".

واختتمت: "لكن كل الجهود المتضافرة، التي بذلت لتقليل قيمة حياة أولئك الذين ماتوا، لا تجعل من ذلك حقيقة واقعة. وقبل أن نندفع إلى المرحلة التالية من مأساة غزة، يتعين علينا أن نتوقف أمامهم، وأمام أنفسنا، أياً كانت توجهاتنا السياسية، لنفكر في الحياة الصغيرة التي انتُزِعَت منهم. وداعاً لأطفال غزة. لقد أحببناكم، ونذكركم. أنتم لا تستحقون ما جرى لكم".

"الظل الطويل لحماس"

مصدر الصورة

وننتقل إلى صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، ومقال بعنوان "ظل حماس الطويل سوف يتطلب استثماراً أكبر في موارد الصحة النفسية"، كتبه الطبيب الإسرائيلي جوناثان ليبرمان.

يستهل الكاتب مقاله بالحديث عن اللقطات التي أظهرت لحظات إفراج حركة حماس عن الرهينات الإسرائيليات الثلاث قبل نحو أسبوع، في أول خطوة من خطوات تنفيذ وقف إطلاق النار، التي تسببت في "انهيار استقراره العاطفي"، على حد وصفه.

يعبر ليبرمان عن ارتباك مشاعره التي اختلطت ببعضها بعضاً وكأنها "قد وُضِعَت في خلاط عصير تم تشغيله بكامل قوته".

ويكتب: "كان هناك فرح في لم شمل رومي وإميلي ودورون مع أسرهم. كانت هناك رغبة شديدة ومؤلمة تقريباً في أن ينضم إليهم زملاؤهم الرهائن في لم شملهم على أسرهم".

وأشار في الوقت ذاته إلى مشاعره بـ"الاشمئزاز من شهوة الدم التي تحركها وسائل الإعلام التي أظهرها خاطفوهم"، والخوف من عواقب إطلاق سراح العديد من "الإرهابيين المتشددين"، في إشارة للسجناء الفلسطينيين، إلى جانب "الأمل في اقتراب الكابوس من نهايته".

وكتب: "سوف ينصب التركيز الأولي بطبيعة الحال، على الصحة البدنية للرهائن المفرج عنهم، لكن لا ينبغي لنا أن نتجاهل أو نقلل من تأثير أهوال السابع من أكتوبر/تشرين الأول، التي شكلت عصراً جديداً، والآثار اللاحقة لها على الصحة النفسية، ليس فقط للرهائن، بل وأيضاً للجرحى والثكالى والنازحين وكل مواطن في البلاد".

ثم يتطرق الكاتب إلى ما سماه "ظل هتلر الطويل" الذي عاناه اليهود بعد الحرب الثانية، و"هو الصدمة المستمرة والعميقة التي شعر بها الجيل الثاني وحتى الثالث، من ضحايا الهولوكوست أو الناجين منه"، ثم يربط ذلك بأحداث السابع من أكتوبر.

وكتب: "إن الصدمة الجماعية، التي مررنا بها كأمة منذ السابع من أكتوبر وما زلنا نعاني منها، سوف تتوازى مع هذه الصورة، ويجب علينا أن نستعد للظل الطويل لحماس".

ويرى الكاتب أن هناك نقصاً حاداً في علماء النفس والمعالجين النفسيين، وغيرهم من المتخصصين في الصحة النفسية في إسرائيل، وقد يكون هذا بسبب عدد من العوامل، بما في ذلك نقص التمويل، وظروف العمل السيئة، والطلب المرتفع على الخدمات.

وكتب: "إن الحلول طويلة الأجل لهذه الأزمة يجب أن تشمل استثماراً أكبر من قبل الدولة في البنية التحتية للصحة النفسية، والموارد اللازمة لمعالجة التأثيرات الطويلة الأجل للحرب".

ويرى الكاتب أن هناك حاجة ملحة لتدريب المزيد من المعالجين، وخاصة أولئك الذين يتقنون الاستشارة المتعلقة بالصدمات.

وكتب: "على المدى القصير، نحتاج جميعاً إلى تكثيف الجهود والتحول إلى أخصائيين نفسيين هواة".

ويختتم الكاتب مقاله بتقديم بعض النصائح، التي تساعد الإسرائيليين على تعلم كيفية اكتشاف علامات اضطراب ما بعد الصدمة عندهم وعند الآخرين، وإرشاد أولئك الذين يعانون منها إلى الخدمات المناسبة.

"الأمل يزور بيروت"

مصدر الصورة

وأخيرا نطالع مقالاً في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بعنوان "بيروت... زائر اسمه الأمل"، كتبه غسان شربل.

يرى الكاتب أن " للبنان رصيد في عالمه العربي لم تنجح سنوات الانحدار الطويل في تبديده".

ويشير الكاتب إلى مكالمة تلقاها مؤخراً من سياسي عربي صديق له، أعرب فيها عن سروره بانتخاب لبنان رئيساً لها بعد سنتين من شغور المنصب.

ونقل شربل عن ذلك السياسي: "أتصل بك لأعبر عن بهجتي بما أسمع. فهمت أن لبنان اختار لرئاسة الجمهورية رجلاً نزيهاً، يمكن أن يؤتمن على مصيره انطلاقاً من حرصه على التمسك بالسيادة والوحدة واحترام الدستور والمؤسسات، وهو العماد جوزيف عون. وأفرحني أنه اختار لتشكيل الحكومة رجلاً من خارج النادي، يجمع الكفاءة والنزاهة والسمعة الدولية المحترمة، هو نوّاف سلام".

ونقل الكاتب أيضاً عن ذلك السياسي تمنياته بألا يرتكب اللبنانيون خطيئة إضاعة الفرصة، مؤكداً على وجود رغبة عربية فعلية في مساعدة لبنان على استعادة شروط الحياة الطبيعية في ظل دولة ومؤسسات مع إنعاش اقتصاده، معتبراً أن زيارة وزير الخارجية السعودي للبنان ترجمة لقرار سعودي في هذا الاتجاه.

وتابع الكاتب نقلاً عن صديقه: "العالم مستعد لمساعدة لبنان. يبقى أن يقرر اللبنانيون مساعدة بلدهم ومغادرة حروب الحصص والرهانات الخاطئة ومحاولات الاستعانة بالخارج لقلب موازين الداخل. أتمنى من كل قلبي ألا تضيع عليكم هذه الفرصة".

ويستذكر الكاتب كلاماً سمعه خلال العقود الماضية، عن ما كانت تعنيه بيروت من رمز لكثير من العرب "بحيويتها وتنوعها وإرادة التقدم فيها ونوافذها المفتوحة على المحيط القريب والعالم" وكُتَّابها ومثقفيها وحرية الصحافة فيها.

وأشار إلى إعجاب زعماء وساسة عرب راحلين ومعاصرين بها حينذاك، مثل حازم جواد الذي قاد حزب "البعث" العراقي إلى السلطة في 1963، والرئيس المصري جمال عبدالناصر، ونائب رئيس دولة الإمارات العربية حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وغيرهم.

ويقول الكاتب إن كلام صديقه السياسي العربي جاء في وقت، يطلق فيه الجيش الإسرائيلي النار على اللبنانيين الذين يحاولون العودة إلى قراهم الجنوبية، ولو للعيش قرب ركام بيوتهم.

وكتب: "واضح أن حكومة بنيامين نتنياهو تحاول استدراج لبنان لتعميق مأساته".

وتابع: "المهم أن يُسلِّم اللبنانيون رغم أوجاعهم بأنْ لا خلاص لهم إلا الرهان على الدولة وحدها، لاسترجاع كامل التراب والسيادة والعيش الطبيعي، في دولة هاجسها الاستقرار والازدهار".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا