في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
بعد الهجمات الدعائية في مجلس ديني بمحافظة أردبيل الإيرانية المجاورة لجمهورية أذربيجان في ديسمبر الماضي، تعكرت العلاقات بين طهران وباكو. وخلال زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، في الثامن من الشهر الجاري لجمهورية أذربيجان ولقائه بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أكد على أهمية العلاقات بين البلدين ورد عليه علييف بالمثل، ولكن يبدو أن الأزمة لا تزال عالقة وتعصف بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
فقد أعلنت العلاقات العامة في وزارة الخارجية لجمهورية أذربيجان، اليوم السبت، استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في باكو إلى وزارة الخارجية الأذربيجانية.
ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام في جمهورية أذربيجان، تم خلال اجتماع القائم بالأعمال الإيراني مع مسؤولي وزارة الخارجية الأذربيجانية تقديم احتجاج رسمي من باكو على "الحملة العلنية ضد جمهورية أذربيجان ورئيسها في الصحافة ووسائل الإعلام الإيرانية".
في مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية الأذربيجانية أجراها في السابع من يناير الجاري، انتقد الرئيس الأذربيجاني علييف بشدة طهران، متهما إياها بالإساءة للعلاقات بين البلدين، ومتحديا إياها بخصوص فتح ممر زنغزور عبر أراضي أرمينيا بمحاذاة الحدود الإيرانية.
وقال علييف: "لم نكن نحن السبب في ظهور المشاكل مع إيران"، وأشار إلى "تهديد أذربيجان" عبر خطب رجال دين في محافظة أردبيل، وإجراء مناورات عسكرية قرب بلاده قائلا: "قمنا بتنظيم مناورة عسكرية على حدودنا مع إيران، وأثبتنا أننا لا نخشى منهم، لأننا كنا على حق".
وأضاف علييف: "كل هذه التهديدات كانت نتيجة ضعفهم، وكنا ندرك ذلك جيدًا، فأعلنوا أنهم يريدون تنظيم العلاقات بين البلدين، لكننا شاهدنا العمل الإرهابي المنظم من خلال الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان في طهران، نصفه بالإرهابي لأن المهاجم تصرف بحرية تامة لمدة 40 دقيقة دون أي تدخل من الشرطة، وتم وصف المهاجم الإرهابي في الدقائق الأولى من اعتقاله على أنه مريض نفسي، بينما كان من الضروري إجراء تحقيق من لجنة متخصصة لعدة أيام لتحديد ذلك، وفي المقابل، قمنا بإخلاء كامل طاقم سفارتنا من طهران".
وتابع علييف: "في الأيام الأخيرة، ومن جديد بسبب الضعف، شهدنا هجومًا في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية على رئيسي أذربيجان وتركيا، هذه المرة أيضًا، قام إمام جمعة أردبيل بتنظيم مراسم تم بثها مباشرة على التلفزيون الإيراني، أُطلقت فيها إهانات غير لائقة ضد الشعب الأذربيجاني ورئيسه".
ورغم أن وزارة الخارجية الإيرانية أعربت عن أسفها لهذا الحادث، إلا أن ذلك غير كافٍ، بل ينبغي عليهم تقديم اعتذار رسمي واتخاذ إجراءات ضد رجل الدين الذي قام مرارًا بأعمال عدائية ضد أذربيجان.
وفي إشارة غير مباشرة لتعيين إمام جمعة أردبيل من قبل المرشد الإيراني، قال الرئيس الأذربيجاني: "نحن ندرك جيدًا أن هذا الشخص لم يصل إلى منصبه بشكل مستقل، ونعرف من عيّنه، لذا نحن ننتظر لنعرف كيف سيتعامل المسؤول عن تعيينه معه، وهل سيدعمه أم سيقوم بأقل الإجراء، وهو إقالته من منصبه".
وتشهد العلاقات بين البلدين الشد والجذب على خلفية موقف طهران من الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، ودعم أوساط دينية وسياسية إيرانية لجماعات دينية معارضة لباكو من قبيل كتائب حسينيون، التي كانت تقاتل في سوريا إلى جانب فصائل موالية لإيران دفاعا عن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وموضوع ممر زنغزور لربط منطقة نخجوان بالوطن الأم أذربيجان عبر الأراضي الأرمينية، ما من شأنه قطع الطريق من إيران إلى أوروبا عبر القوقاز.