أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت عن عزمه توقيع أمر تنفيذي يهدف إلى فتح محطات ضخ المياه من شمال ولاية كاليفورنيا إلى جنوبها، وذلك خلال لقاء مع مسؤولين وقادة محليين في ولاية كاليفورنيا.
وقال ترامب، خلال الاجتماع الذي عقد في لوس أنجلوس: "نريد أن يتم ضخ المياه إلى هنا بأسرع ما يمكن، نحن نتحدث عن مياه غير محدودة قادمة من شمال غرب المحيط الهادئ، وحتى من أجزاء من كندا".
وكان ترامب قد دفع لفترة طويلة باتجاه نقل المياه من شمال الولاية إلى جنوبها، خاصة لدعم منتجي الزراعة في المنطقة.
وفي عام 2020، حاول ترامب تنفيذ هذه الفكرة لكنه واجه تحديات قانونية بسبب المخاوف بشأن التأثيرات المحتملة على الأنواع المهددة بالانقراض.
من جهة أخرى، قال مدير مجموعة الموارد المائية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لبي بي سي إن كل قطرة ماء إضافية تساعد في مكافحة الحرائق، ولكن إمدادات المياه هي جزء من مكافحة الحرائق، وأضاف "نحن لسنا بحاجة إلى مزيد من المياه فقط، بل إلى بنية تحتية محلية أيضاً قادرة على الحفاظ عليها بالقرب من مواقع الحرائق".
وفي وقت سابق، انتقد الرئيس الأمريكي استجابة السلطات المحلية للحرائق وهدد بحجب المساعدة الفيدرالية إذا فشلت كاليفورنيا في تغيير الطريقة التي تدير بها إمدادات المياه.
كما انتقد حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، وزعم مراراً وتكراراً أن الولاية لديها مشاكل في المياه لأنها حولت الإمدادات لإنقاذ سمكة صغيرة تسمى سميلت.
وعندما سألته وسائل الإعلام الأمريكية عما إذا كان سيقطع التمويل عن وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA)، قال ترامب: "قد أضطر إلى القيام بذلك. أحياناً هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله. كاليفورنيا مثال رائع على ذلك".
وأضاف "إذا قمت باستطلاع رأي الناس بالفعل، فإنهم لا يريدون التركيز على بناء ملاذات آمنة، لكن غافين نيوسوم يريد ذلك. "وهؤلاء الساسة اليساريون المتطرفون يفعلون ذلك".
من جهته قال براين رايس، رئيس جهاز رجال الإطفاء المحترفين في كاليفورنيا، في تصريح لبي بي سي: "تركيزنا الآن ينصب على إدخال المساعدات الفيدرالية إلى كاليفورنيا، خصوصاً إلى المجتمعات التي فقد فيها الناس حياتهم ومنازلهم".
وأضاف رايس: "لم يحدث في تاريخ هذا البلد أن تم ربط منح المساعدات الفيدرالية بالكوارث بشروط مثل 'إذا فعلت هذا، فستحصل على ذلك'. هذه هي المناقشة الحالية، ولم يحدث هذا من قبل".
وشهد الاجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعمدة لوس أنجلوس كارين باس تبادلًا للآراء حول كيفية تسريع عملية إعادة بناء المنازل المتضررة، إذ اتفق الطرفان على ضرورة تقليص الإجراءات البيروقراطية لتسهيل عملية إعادة الإعمار.
لكن النقاش تحول إلى خلاف عندما طرحت العمدة سؤالاً حول السماح لأصحاب المنازل بإزالة الأنقاض بأنفسهم. وقالت باس: "نريد أن تكونوا آمنين، ونريد أن تعودوا إلى منازلكم فوراً".
ورد ترامب قائلًا: "الناس مستعدون لتنظيف الأنقاض بأنفسهم، يجب السماح لهم بذلك. فبمجرد تعيين المقاولين، سيمر عامان".
لترد باس قائلة: "يمكنهم فعل ذلك، وسيسمح لهم بالعودة إلى ممتلكاتهم في غضون أسبوع".
لينهي ترامب النقاش قائلاً: "أسبوع في الواقع وقت طويل، من وجهة نظري".
وأجبر حريق هيوز- ثالث أكبر حرائق الولاية بعد حرائق باليساديس وإيتون- عشرات الآلاف من الناس على الإخلاء منذ اندلاعه يوم الأربعاء.
واليوم تم وضع لوس أنجلوس تحت منطقة خطر الحرائق المرتفعة مع زيادة معدل هبوب الرياح القوية، وفقاً لإدارة الطقس والأحوال الجوية التابعة لبي بي سي.
ومن المتوقع هطول أمطار خلال عطلة نهاية الأسبوع في المقاطعة، بالإضافة إلى تساقط الثلوج في جبال جنوب كاليفورنيا.
وكانت خمسة خمسة حرائق جديدة اندلعت في جنوب كاليفورنيا قبيل زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الولاية.
واشتعلت الحرائق - التي أطلق عليها اسم لاغونا وسيبولفيدا وغيبل وغيلمان وبوردر 2 - يوم الخميس في مقاطعات لوس أنجلوس وسان دييغو وفينتورا وريفرسايد.
وفي الوقت نفسه، تمكن رجال الإطفاء من إحراز تقدم في السيطرة على حريق هيوز الذي بلغت مساحته 10 آلاف فدان في لوس أنجلوس، واحتواء ما نسبته 36 في المئة منه منذ اندلاعه يوم الأربعاء.
وتسببت الحرائق في الكثير من الدمار في الولاية الأمريكية على مدى الأسابيع القليلة الماضية، إذ التهمت حرائق باليساديس وإيتون أكثر من 37 ألف فدان وأسفرت عن مقتل 28 شخصاً على الأقل.
وفيما يلي بعض التفاصيل حول أحدث الحرائق، استناداً إلى تحديثات إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا: