في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قالت الكاتبة الفلسطينية رؤى شملخ، في مقال نشره موقع موندويس الأميركي، إن المجتمع الدولي يختزل غزة في بعض مشاهد المعاناة التي تظهر في عناوين الأخبار، لكن الحقيقة أكثر تعقيدا بكثير، لأن وراء كل خبر إنسانا يعيش آلاما لا يمكن تخيلها.
وذكرت شملخ أن نزيف الدماء قد يتوقف، والجثث قد تُرفع من الشوارع، لكن ما عاشه سكان القطاع المحاصر لن يُمحى من ذاكرتهم حتى إن مضى العالم قُدما معتقدا أنه قد حلّ المشكلة.
وتابعت أن وقف إطلاق النار الذي يحتفل به العالم ليس سوى محاولة يريد من خلالها أن يشعر بأنه فعل ما يكفي لإرضاء ضميره، لكنه من وجهة نظر الفلسطينيين لا يعدو أن يكون "استراحة صغيرة" في خضم معاناة لا تنتهي.
وقالت الكاتبة -وهي من أصل فلسطيني ومن سكان حي الشيخ عجلين في قطاع غزة- إن حيها على سبيل المثال كان عالما قائما بذاته، لكنه الآن لم يعد موجودا إلا في ذاكرتها، ولم يبق منه سوى أطلال.
وتابعت أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بالقتل وبتفجير المباني، بل سيطر على الشوارع والمزارع وحتى المقابر، وحولها إلى "مناطق عسكرية"، فضاع المكان الذي كان يحمل تاريخا وهوية، ودُفن تحت الأنقاض في عملية تدمير للذاكرة والمنازل والعائلات والتاريخ.
واعتبرت أن هذا التدمير والطمس ليس مجرد أثر جانبي للحرب، بل هو جهد مقصود لقطع الروابط بين الفلسطينيين وأرضهم، وتجريدهم من هويتهم، حتى يصبحوا ضحايا بلا وجوه ولا أسماء، وتضيع قصة غزة الحقيقية بين الأنقاض، وتطغى الحسابات السياسية على معاناة البشر.
كل ذلك يحوّل معاناة الفلسطينيين -حسب تعبيرها- إلى رواية سهلة الهضم للرأي العام العالمي، بينما يتم إخفاء الخسائر الأكبر والأخطر تحت أكوام الهدم.