استقبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الإثنين، وفداً من حركة حماس، لمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة برئاسة خليل الحية.
واستعرض أمير قطر مع وفد حماس مستجدات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في القطاع.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إن الأمير القطري بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن "آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وكان الرئيس الأمريكي بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفياً، في الأسبوع الأخير لبايدن في منصبه في ظل تزايد التوقعات حول اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وأصبح من المعروف أن إسرائيل وحماس تحرزان تقدماً، لكن الشك لا يزال قائماً بشأن جوانب رئيسية للاتفاق المحتمل.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن إحراز تقدم في مفاوضات صفقة الرهائن، مشيراً إلى أنه سيُحَدّدُ قريباً ما إذا كان الجانب الآخر (حماس) يتبنى نفس الرغبة في إتمام الاتفاق.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، استناداً إلى مصادر محلية ودولية، بأن إسرائيل وحماس تسلمتا مسودة الاتفاق لمراجعتها.
كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والمعتقلين، أن قطر سلمت إسرائيل وحماس مسودة نهائية لوقف إطلاق النار.
وأضاف المسؤول أن انفراجة تحققت في الدوحة بعد منتصف الليل عقب محادثات بين رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ومبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ورئيس الوزراء القطري- وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
كما أفادت صحيفة معاريف عن مصادر مطلعة على المفاوضات أن الخطوط العريضة لصفقة التبادل أصبحت واضحة الآن.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنه تم التوافق على بنود اتفاق وقف إطلاق النار، فيما ينتظر الجميع رد حركة حماس على المقترح. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي تأكيده بأنه يمكن القول بحذر أن الأطراف المعنية تقترب من إتمام صفقة التبادل، مشيرا إلى أن هناك تقدما ملحوظاً في المفاوضات.
أكد زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس أن عدم استعادة الرهائن وإهمال قضيتهم يمثل كارثة وطنية، رداً على تصريحات سموتريتش المعارضة لصفقة مع حماس. وشدد على أن حزبه سيقدم الدعم السياسي الكامل لأي مقترح يهدف إلى إعادتهم.
وتوجّه رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، قدورة فارس، صباح الإثنين، إلى الدوحة للقاء المفاوضين الفلسطينيين، وذلك للمشاركة في تحديد أسماء السجناء الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم ضمن صفقة التبادل، والتأكد من المعايير المتبعة في تنفيذها.
وفي حديثٍ لبي بي سي، أوضح فارس أن المطالب الفلسطينية تتركز حول الإفراج عن جميع النساء والأطفال المعتقلين في السجون الإسرائيلية، مشيراً إلى وجود 583 سجيناً محكوماً بالمؤبد.
كما أكد أنه سيطالب بتحسين ظروف المعتقلين، سواءً فيما يتعلق بالمعيشة والرعاية الصحية، أو بوقف "ممارسات التعذيب"، مع ضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية، مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية.
وأوضح فارس أنه ليس جزءاً من فريق التفاوض، وأنه يأمل أن تتم الصفقة، وأن تتوقف الحرب في قطاع غزة.
ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بحسب إدارة السّجون حتى بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أكثر من عشرة آلاف و300، من بينهم 89 من النساء، وما لا يقل عن 345 من الأطفال، و3428 معتقلاً إداريا.
وتتواصل المفاوضات حول صفقة التبادل في العاصمة القطرية الدوحة لليوم الثاني على التوالي، وسط تفاؤل إسرائيلي بإحراز تقدم ملموس، رغم وجود خلافات في بعض القضايا. ووفقاً لمصدر إسرائيلي تحدث للقناة 13 الإسرائيلية، تم تحقيق تقدم في بعض القضايا، إلا أن فجوات لا تزال قائمة في نقاط أخرى.
ووصل إلى العاصمة القطرية الدوحة وفد إسرائيلي رفيع المستوى يضم رئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، والمسؤول عن شؤون الأسرى والمفقودين نيتسان ألون.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي بدأ في تفكيك منشآت في محور نتساريم تمهيداً للانسحاب، في إطار التفاهمات الجارية.
وأوردت الصحيفة يديعوت عن مصادر فلسطينية أن المرحلة الأولى من صفقة التبادل تشمل إطلاق سراح 25 رهينة إسرائيلياً مقابل الإفراج عن 48 سجيناً فلسطينياً، أُعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط، بالإضافة إلى نحو 200 أسير محكوم عليهم بالسجن المؤبد، وحوالي 1000 سجيناً آخر، يشمل ذلك جميع النساء والأطفال والمرضى.
وقال البيت الأبيض إن بايدن ناقش "الظروف الإقليمية المتغيرة بشكل جذري" في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وسقوط نظام الأسد في سوريا، وإضعاف قوة إيران في المنطقة.
وقال مكتب نتنياهو إنه أطلع بايدن على التعليمات التي أعطاها لكبار المفاوضين في الدوحة "من أجل المضي قدما في إطلاق سراح الرهائن".
وخلال المكالمة التي جرت الأحد، والتي كانت الأولى التي يتم الإعلان عنها علناً منذ أكتوبر، أكد بايدن "على الحاجة الفورية لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن مع زيادة المساعدات الإنسانية التي يتيحها وقف القتال بموجب الاتفاق".
جاء ذلك بعد يوم من إرسال نتنياهو وفدًا أمنياً إسرائيلياً رفيع المستوى، بما في ذلك مديري وكالة التجسس الموساد وجهاز الأمن الداخلي الشاباك، إلى مفاوضات غير مباشرة في العاصمة القطرية بوساطة مسؤولين قطريين وأمريكيين ومصريين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو كان يلتقي بأعضاء حكومته المعارضين لاتفاق وقف إطلاق النار لإقناعهم بعدم الاستقالة.
كما التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بنظيره الإسرائيلي في القدس لمناقشة التقدم المحرز في الاتفاق.
والسبت، التقى مبعوث دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف برئيس الوزراء الإسرائيلي وسط جهود لمحاولة التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب الرئيس المنتخب في 20 يناير/كانون الثاني.
أعلن الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، عن توجيه ضربات للجيش الإسرائيلي أدت لمقتل 10 جنود إسرائيليين خلال آخر 72 ساعة، وفق ما نشر عبر منصة تلغرام.
وقال أبو عبيدة إن عمليات القسام مستمرة رغم "أكثر من 100 يوم من عملية التدمير الشامل والإبادة الجماعية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي شمالي قطاع غزة".
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الإثنين، عن اعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن استهدفت جنوب إسرائيل، دون الحاجة إلى تفعيل صافرات الإنذار وفق السياسة المتبعة، بحسب ما أفاد بيان المتحدث العسكري.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي شنّ، الجمعة الماضية، هجمات على مواقع في "عمق اليمن"، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الغارات جاءت رداً على "الهجمات المتكررة من نظام الحوثيين" ضد إسرائيل، التي تضمنت إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ أرض-أرض باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مستهدفة البنى التحتية المدنية والسكان.
شهدت مناطق في شمال غزة عمليات نسف وتفجير لمبان سكنية كثيرة طوال ليلة الأحد-الإثنين، تزامناً مع قصف مدفعي وجوي إسرائيلي عنيف طال مناطق واسعة في المنطقة وفي مختلف محافظات القطاع، وفق ما نقل مراسل بي بي سي.
وأدت إحدى الغارات الإسرائيلية إلى قتل 5 على الأقل عندما استهدفت مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين بحي الدرج شرقي غزة.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إن 5 أشخاص قتلوا فجر الإثنين، جراء غارات جوية في حي الشجاعية تسببت في تدمير أكثر من منزل.
وفي جباليا البلد قتل فلسطينيان وأصيب ثالث بجروح خطيرة في قصف مسيرة لمجموعة من المواطنين، و سط تواصل للقصف المدفعي في المنطقة وفي بيت لاهيا وبيت حانون.
وصباح الإثنين أيضاً، أكدت مصادر طبية مقتل 4 على الأقل في قصف جوي إسرائيلي استهدف سيارة مدنية بقرب منطقة شمال مدينة رفح.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل تطالب بإنشاء منطقة عازلة على طول حدود قطاع غزة بعرض 1500 متر، مقارنة بالمنطقة العازلة السابقة التي كانت بعرض 300 متر فقط، والتي كانت خالية من المركبات الإسرائيلية لكنها خاضعة لسيطرتها.
كما أوصى كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بإقامة "منطقة عازلة دائمة" في بيت حانون شمال شرق القطاع.