لليوم السابع على التوالي تواصل الحرائق التمدد على مساحات إضافية من مدينة لوس أنجلوس التابعة لولاية كاليفورنيا الأميركية على المحيط الهادي غربي الولايات المتحدة.
وحتى صباح اليوم الاثنين بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الحرائق 24 وفاة، وقد أجلي نحو 300 ألف آخرين ممن تعرضت منشآتهم للحرق أو اقتربت منها النيران، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية مناطق عدة قبل وبعد الحرائق وما خلفته النيران من دمار وآثار واسعة النطاق.
انتشرت حرائق الغابات في لوس أنجلوس بسرعة عبر مساحات شاسعة بالمدينة والمناطق المحيطة بها، وبسبب الظروف الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية -التي تجاوزت سرعتها 150 كلم في الساعة- أتت الحرائق على آلاف الدونمات في غضون أيام قليلة.
وقد تحولت أحياء بأكملها إلى رماد ودُمرت البنية التحتية الحيوية.
وعلى الرغم من عمل فرق الطوارئ المستمر وتدخّل طواقم الدفاع المدني التابعة لولايات مجاورة لاحتواء الحرائق فإن حجم الكارثة طغى على الموارد المتاحة.
وفي جميع أنحاء لوس أنجلوس أُجبرت المدارس على الإغلاق بسبب الدخان الكثيف ونوعية الهواء الخطيرة، وأغلقت منطقة مدارس لوس أنجلوس الموحدة (ثاني أكبر منطقة في البلاد) جميع المدارس، في حين يُجري المسؤولون تقييم الأضرار.
وأفادت وزارة التعليم في كاليفورنيا بإغلاق 335 مدرسة في 5 مقاطعات، بما في ذلك لوس أنجلوس وسان برناردينو وسان دييغو، في حين لا يزال الجدول الزمني لإعادة فتح المدارس غير مؤكد.
ويشير علماء ومدافعون عن البيئة إلى تغير المناخ باعتباره عاملا رئيسيا يسهم في شدة وتواتر حرائق الغابات بكاليفورنيا، حسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
وأدت درجات الحرارة العالمية المرتفعة إلى إطالة فترات الجفاف وجفاف الغطاء النباتي، مما وفّر الظروف المثالية لانتشار الحرائق بسرعة.
ووفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال ووكالة بلومبيرغ، فإن شركات التأمين كانت على يقين بأن الظروف المحيطة بولاية كاليفورنيا تنذر بخطر على الأصول الخاضعة للتأمين.
ومنذ عامين، يورد تقرير لبلومبيرغ أن 7 من أكبر 12 شركة تأمين أميركية قيّدت وصول المؤمّنين في كاليفورنيا لتأمين أصولهم لديها بسبب ارتفاع حدة المخاطر.
ونقل خبراء لصحيفة واشنطن بوست أول أمس السبت أن تكلفة الخسائر المباشرة وغير المباشرة للحرائق المندلعة تبلغ 150 مليار دولار، في حين أعلنت شركة متخصصة بخدمات التنبؤ بالطقس حول العالم الخميس الماضي أن التقديرات الأولية لتكلفة الحرائق المندلعة في أجزاء واسعة من لوس أنجلوس تتراوح بين 52 و57 مليار دولار.
وبحلول مساء أول أمس السبت، قالت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا إن حرائق مقاطعات بالمدينة مثل باليساديس وإيتون وكينيث وهيرست أتت على نحو 62 ميلا مربعا (160 كيلومترا مربعا)، وهي مساحة أكبر من سان فرانسيسكو.
وفي إحاطة نُشرت عبر الإنترنت مساء أول أمس، قال مايكل تراوم من مكتب خدمات الطوارئ في كاليفورنيا إن أوامر الإخلاء صدرت لـ250 ألف شخص في مقاطعة لوس أنجلوس.
وقال إن طواقم من كاليفورنيا و9 ولايات أخرى هي جزء من الاستجابة المستمرة التي تشمل 1354 سيارة إطفاء و84 طائرة وأكثر من 14 ألف فرد، بمن في ذلك رجال الإطفاء الذين وصلوا حديثا من المكسيك.
ورغم إعلان إدارة الإطفاء في كاليفورنيا عن احتواء جزئي لبعض الحرائق أمس الأول فإن الظروف الجوية لا تزال حرجة، وسط توقعات ببدء جولة أخرى من الرياح القوية اليوم الاثنين.