آخر الأخبار

جوزيف عون.. بين آمال التغيير وإرث الأزمات

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

جوزيف عون.. رئيسا للجمهورية اللبنانية بعد شغور استمر عامين

انتُخب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، في خطوة اعتبرها الكثيرون بداية فصل جديد في تاريخ لبنان بعد عامين من الشغور الرئاسي الذي عطل مؤسسات الدولة وأدى إلى تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية.

لم يكن انتخاب جوزيف عون في الدورة الأولى لجلسة البرلمان أمرا يسيرا، إذ حصل على 71 صوتا فقط من أصل 86 المطلوبة، مما دفع رئيس البرلمان نبيه بري إلى تعليق الجلسة لساعتين للتشاور قبل العودة لإتمام الانتخاب.

هذا التأخير يعكس تعقيد المشهد السياسي اللبناني، الذي شهد على مدى السنوات الماضية انقسامات حادة بين الكتل البرلمانية وتدخلات خارجية متباينة.

عون وخطاب التغيير

في خطابه الأول كرئيس، شدد العماد جوزيف عون على أهمية الالتزام بالدستور اللبناني كمرجعية أساسية، وأكد أن احتكار السلاح يجب أن يكون للدولة وحدها، في إشارة واضحة إلى ضرورة تقليص نفوذ حزب الله الذي طالما أثار جدلًا داخليا ودوليا.

واعتبر الباحث السياسي مكرم رباح خلال لقائة مع التاسعة على سكاي نيوز عربية هذا الخطاب بمثابة بداية مرحلة جديدة تعيد الأمل للشعب اللبناني الذي عانى من انقسامات سياسية وتدهور اقتصادي لعقود.

وأشار مكرم رباح إلى أن انتخاب عون جاء في وقت بدأت فيه تبعات سقوط النظام السوري تؤثر على حزب الله، الحليف الأبرز لدمشق.

وأضاف أن نبيه بري، رغم محاولاته إعادة هيكلة النظام السياسي بأساليبه المعهودة، بات يدرك أن التوازنات الإقليمية والدولية الجديدة قد فرضت واقعا مختلفا، خصوصا مع الدور المتزايد للولايات المتحدة والسعودية في الملف اللبناني.

التحديات أمام الرئيس الجديد

لا شك أن العماد جوزيف عون يواجه ألغاما سياسية ضخمة، تبدأ بتشكيل حكومة جديدة تتجنب المحاصصة الطائفية والتعطيل المعتاد.

البيان الوزاري القادم سيكون اختبارا حقيقيا، حيث يشدد عون على ضرورة الالتزام بالقانون والدستور، مع رفضه الواضح لـ"ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة" التي طالما استُخدمت كذريعة لتعزيز هيمنة حزب الله.

رؤية المجتمع الدولي والإصلاحات المطلوبة

المجتمع الدولي، الذي دعم انتخاب عون عبر ترويكا أميركية-فرنسية-سعودية، يطالب بإصلاحات جذرية، تشمل إعادة هيكلة النظام المصرفي وإنهاء الفساد المستشري. دول الخليج، وعلى رأسها السعودية وقطر، أكدت أنها لن تقدم أي دعم مالي دون ضمان إصلاحات حقيقية تخرج لبنان من أزمته الحالية.

يرى الكاتب مكرم رباح أن انتخاب عون يمثل "فرصة تاريخية"، لكنه يحذر من أن "ثقافة الفساد والمحسوبية" المتجذرة في النظام اللبناني قد تُعيق أي تقدم.

ويؤكد أن الشعب اللبناني بحاجة إلى دعم القيادة الجديدة، مع التصدي لأي محاولات لتعطيل المؤسسات الدستورية.

في النهاية، تبقى العيون متجهة نحو العماد جوزيف عون، الذي عليه أن يثبت أنه ليس فقط "رئيسًا واعدًا"، بل قائدًا قادرًا على قيادة لبنان نحو الاستقرار والازدهار في واحدة من أصعب المراحل في تاريخه الحديث.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك الخبر

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل سوريا حرب غزة دمشق

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا