آخر الأخبار

أسرار الهجوم على قصر تشاد الرئاسي.. هل يتكرر سيناريو الرئيس السابق؟

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي



الرئيس التشادي محمد ديبي

*ماذا يحدث في تشاد؟
*كيف تمكنت عناصر جماعة بوكو حرام المنتشرة على الحدود الجنوبية البعيدة عن العاصمة، من مهاجمة القصر الرئاسي؟
*وما علاقة انسحاب فرنسا من تشاد وتصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة إيمانويل ماكرون الذي أكد أن دول الساحل تدين بسيادتها لوجود القوات الفرنسية؟

أسئلة تفرض نفسها وتفتح باب التكهنات لما قد يحدث مستقبلا في تشاد، من استمرار محاولات قلب نظام الحكم أو قتل الرئيس محمد ديبي، كما حدث قبل أربع سنوات حين قُتل والده الرئيس السابق إدريس ديبي في هجوم شنته مجموعات مسلحة على معسكره شرق البلاد.

وتشير قوة الهجوم الذي أسفر عن مصرع 19 شخصاً، واستهدافُه بشكل مباشر للقصر الرئاسي إلى دقة التخطيط للعملية والدعم الذي حصلت عليه بوكو حرام لتنفيذ هجومها متجاوزة كل الحواجز الأمنية بالعاصمة التشادية نجامينا.



ولعل قوة الهجوم المباغت وجرأته فاجأت الحكومة ودفعتها إلى الخروج بتصريحات متضاربة في محاولة لتبرير ما حصل من تقصير، ما قد يمنح الجماعات المسلحة المتربصة بالنظام الحاكم في تشاد، القوة والشجاعة لتنفيذ هجوم آخر على القصر الرئاسي.

فقد أفادت الحكومة أن أفراداً من الحرس الرئاسي سقطوا في الهجوم بين قتيل وجريح فيما قتل أغلب عناصر المجموعة المهاجمة واعتقل آخرون، وقال وزير الخارجية التشادي المتحدث باسم الحكومة ‏عبد الرحمن كلام الله‏‏، إن "الهجوم نفذته مجموعة مكونة من 24 شخصاً مسلحين بأسلحة ثقيلة، حاولوا اختراق القصر الرئاسي، فهاجموا في البداية و"بعنف" عددا من عناصر الحرس الرئاسي، لكن الحرس الرئاسي تصدى لهم، ما أسفر عن القضاء على معظم المهاجمين واعتقال 6 آخرين تم تقديمهم للعدالة".

وفي محاولة منه للتقليل من أهمية الهجوم قال المسؤول إن الهجوم "عمل يائس ومعزول"، وكان هدفه محاولة زعزعة استقرار تشاد، وطمأنة المواطنين بأن الأمور باتت تحت السيطرة تماماً، وأن التحقيقات جارية لتحديد ملابسات الهجوم والجهات التي تقف وراءه.

وعقب الهجوم، شددت السلطات الأمنية الإجراءات في محيط القصر والمواقع الحساسة في العاصمة، مؤكدة استمرار حالة التأهب لضمان الاستقرار الأمني.

هجوم مباغت لجس النبض

يشكل هذا الهجوم أول هجوم من نوعه تنفذه بوكو حرام على القصر الرئاسي، ليس فقط في تشاد لكن أيضا في جميع دول الساحل، حيث لم يسبق لهذه المجموعة أن نفذت هجوما على القصور الرئاسية والأماكن الحساسة بالعواصم، واقتصرت عملياتها السابقة على الثكنات والقواعد العسكرية والمجموعات الجائلة في المناطق البعيدة عن المدن.

وتكمن خطورة الهجوم في أنه تم أثناء تواجد الرئيس التشادي محمد ديبي داخل القصر الرئاسي، ما يعني أن المهاجمين حصلوا على معلومات دقيقة عن تحركاته، كما أنهم حاولوا مباغتة الحراس بمهاجمتهم بداية بالسكاكين والسيوف، لمنع أي إطلاق نار قد يثير انتباه بقية الحراس.

ونجحوا بالفعل في دخول القصر الرئاسي وتجاوز بوابته الرئيسية، لكن سرعان ما أثار تواجدهم انتباه المجموعة المراقبة التي أنذرت بقية الحراس فهاجموهم، وبعد اشتباكات دامت نصف ساعة تم القضاء على المهاجمين واعتقال البقية، ونشر الحرس الرئاسي دبابات لإغلاق المداخل المؤدية إلى القصر الرئاسي.

وضع هش وخلاف مع باريس

ويخشى المراقبون من أن يكون هذا الهجوم محاولة لجس النبض ومعرفة مدى تفاعل الأوساط الداخلية والسلطات مع ما سيجري، خاصة أن المناخ السياسي الحالي يتسم بالتوترات الاجتماعية والاقتصادية، وكثرة الانتقادات التي تطال حكم إدريس ديبي.

ويؤكدون أن الكثير من الانقلابات العسكرية نجحت بعد محاولات للهجوم كالتي حدثت الأربعاء بنجامينا، حيث إن مثل هذه العمليات توفر أرضًا خصبة للمحاولات الجادة الدقيقة، وتدخل الشك والريبة لدى الرأي العام حول قدرة النظام والحكومة على الحفاظ على الأمن والمؤسسات.

ولا يزال الوضع السياسي والأمني في تشاد يعاني منذ مقتل الرئيس إدريس ديبي في أبريل 2021، ورغم نجاح ابنه محمد ديبي في قيادة المرحلة الانتقالية ثم الفوز بالانتخابات الرئاسية، إلا أن تحديات أمنية كبيرة لا زالت تواجهه.

واتخذ ديبي مؤخرا قرارا بإلغاء الاتفاقيات العسكرية مع فرنسا، فبعد أن كانت تشاد، المستعمرة الفرنسية السابقة، آخر موطن للقواعد العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل، طلب ديبي نهاية نوفمبر من العام الماضي، إنهاء اتفاقيات الدفاع والأمن مع باريس، لتنضم بذلك تشاد إلى قائمة الدول المجاورة لها في منطقة الساحل والتي أنهت الوجود العسكري على أراضيها، سواء تعلق الأمر بالدول التي تحكمها مجالس عسكرية (بوركينا فاسو ومالي والنيجر)، أو دول ذات أنظمة ديمقراطية في غرب إفريقيا، كالسنغال وساحل العاج.

ومع بدء سحب القوات الفرنسية من تشاد، انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء الماضي الزعماء الأفارقة الذين قرروا إنهاء اتفاقية الدفاع مع فرنسا، وقال ماكرون إن الزعماء الأفارقة نسوا شكر فرنسا على مساعدتها لهم في الحرب ضد الإرهاب.

وأضاف خلال مؤتمر السفراء في الإليزيه، إن دول الساحل التي تعاني من اضطرابات أمنية تدين بسيادتها لوجود القوات الفرنسية، ما أثار غضب قادة دول الساحل خاصة في تشاد والسنغال.

وانتقد وزير الخارجية التشادي عبدالرحمن كلام الله تصريحات ماكرون، قائلا إنها تكشف ازدراءه لإفريقيا، وقال في بيان بثه التلفزيون الوطني: "تشاد تعرب عن قلقها العميق عقب التصريحات التي أدلى بها مؤخرا الرئيس الفرنسي والتي تعكس ازدراءً تجاه إفريقيا والأفارقة". وأضاف: "يجب على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعوب الإفريقية والاعتراف بقيمة تضحياتها".

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

الأكثر تداولا اسرائيل سوريا أمريكا لبنان

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا