آخر الأخبار

ترودو يرحل وترامب يتحرك.. هل كندا على أجندة الضم الأميركي؟

شارك الخبر
رئيس وزراء كندا جاستين ترودو - رويترز

كرر الرئيس المنتخب الأميركي دونالد ترامب مزاحه بأن كندا يجب أن تصبح "الولاية 51" بعد استقالة الزعيم الكندي جاستن ترودو، مما يمثل نهاية فترة حكمه التي استمرت تسع سنوات.

ترامب أعاد طرح اقتراحاته الغريبة بأن على الولايات المتحدة ضم غرينلاند وكندا، حيث جاءت تصريحاته الأخيرة بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته.

أعلن ترودو استقالته يوم الاثنين، مشيرًا إلى صراعات داخلية وحكومة غير منتجة، وقال الزعيم السابق: "هذا البلد يستحق خيارًا حقيقيًا"، منهياً بذلك ما يقرب من عقد من الزمن في السلطة.

وفي رد فعل على ذلك، نشر ترامب على منصته "تروث سوشيال" قائلاً إنه إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة: "فلن تكون هناك تعريفات جمركية، ستنخفض الضرائب بشكل كبير، وسيكونون محميين تمامًا من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بهم باستمرار".

وأضاف ترامب: "الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحمل العجز التجاري الضخم والإعانات التي تحتاجها كندا للبقاء، جاستن ترودو كان يعلم هذا، ولذلك استقال".

وهدد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع السلع الكندية إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات لوقف ما يسميه تدفق المهاجرين والمخدرات إلى الولايات المتحدة - على الرغم من أن عددًا أقل بكثير يعبر الحدود من كندا مقارنة بالمكسيك، التي هددها ترامب أيضًا بفرض تعريفات.

استقالة متأخرة

هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن فكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة. ففي ديسمبر، زعم أن "الكثير" من الكنديين يرغبون في هذا الاندماج، إلا أن استطلاع رأي حديثا أجرته مؤسسة "ليجر" أظهر أن النسبة الحقيقية تبلغ حوالي 13%.

وأعلن ترودو أنه سيتنحى عن منصب رئيس الوزراء وكذلك عن قيادة حزبه الليبرالي الحاكم، الذي سيجري انتخابات داخلية لاختيار خليفة له.

وقد انتقد البعض توقيت استقالته، حيث جاءت قبل أسابيع قليلة من تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، بحسب ما نقله موقع "euronews" واطلعت عليه "العربية Business".

وقال السفير الكندي السابق لدى الولايات المتحدة، ديفيد ماكنوتون، لشبكة CBC يوم الاثنين: "الاستقالة تعني أن ترودو لم يعد لديه الكثير ليقوم به لمواجهة تهديد ترامب بفرض التعريفات".

وأشار ماكنوتون إلى أن ترودو كان ينبغي أن يتخذ هذه الخطوة قبل أشهر ليتيح لكندا فرصة الاستعداد لتهديدات ترامب، وقد حذر الاقتصاديون من أن فرض هذه التعريفات سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الكندي.

لماذا ستؤثر التعريفات الجمركية على كندا؟

بحسب بيانات معهد الإحصاء الكندي التي اطلعت عليها "العربية Business" تمثل صادرات كندا للولايات المتحدة نحو 77%من جملة صادراتها في عام 2023، إذ بلغت نحو 594.5 مليار دولار.

فيما استوردت من الولايات المتحدة نصف وارداتها بواقع 373.7 مليار دولار، أي أنها تحمل فائضا تجاريا قدره 221 مليار دولار.

وتستحوذ الولايات المتحدة على 88% من صادرات الطاقة الكندية بواقع 166 مليار دولار، فيما تستورد منها 73% من واردات الطاقة بنحو 32.1 مليار دولار.

وتعد السيارات وأجزاؤها من بين أكثر القطاعات المتضررة، إذ إن أميركا هي وجهة 93% من الصادرات الكندية بواقع 84.9 مليار دولار، لكن وارداتها أيضًا كبيرة بواقع 83.2 مليار دولار تمثل 59% من واردات القطاع.

وتمثل صادرات السلع الاستهلاكية لأميركا أيضًا نحو 81% من صادرات كندا بواقع 69.1 مليار دولار، فيما كانت وارداتها من أميركا حصتها نحو 35% من الواردات الاستهلاكية لكندا.

وبصفة عامة تراوح نصيب أميركا في القطاعات المختلفة بين 49% و95% من جملة الصادرات الكندية.

ماذا بعد لكندا؟

يواجه الحزب الليبرالي الكندي تحديًا في اختيار زعيم جديد، وصرح ترودو يوم الاثنين بأنه يعتزم البقاء في منصبه كرئيس للوزراء حتى يتم اختيار خليفته، بحسب ما نقلته "أسوشييتد برس".

لم يتمكن ترودو من استعادة مكانته بعد استقالة وزيرة المالية كريستيا فريلاند، التي كانت واحدة من أقوى وأوفى وزرائه، من الحكومة الشهر الماضي.

ترودو، البالغ من العمر 53 عامًا، والذي يُعد أحد أبناء رئيس الوزراء الكندي السابق بيير ترودو، أحد أشهر رؤساء الوزراء في تاريخ البلاد، أصبح غير محبوب بشكل كبير بين الناخبين بسبب مجموعة من القضايا، بما في ذلك الارتفاع الحاد في تكاليف الغذاء والإسكان وزيادة معدلات الهجرة.

من سيكون رئيس الوزراء القادم؟

أحد الأسماء المطروحة هو مارك كارني، الرئيس السابق لبنك كندا، الذي يعتبر أحد أبرز الاقتصاديين على مستوى العالم. كارني، الذي عمل أيضًا كرئيس لبنك إنجلترا، يتمتع بسمعة طيبة كمنظم صارم وذو خبرة في التعامل مع الأزمات المالية.

ومع ذلك، فإن افتقاره إلى الخبرة السياسية قد يكون عقبة أمام ترشحه.

اسم آخر محتمل هو كريستيا فريلاند، التي كانت نائب رئيس الوزراء ووزيرة المالية سابقًا، بعد استقالتها، وصفها ترامب بأنها "شخصية سامة" وغير مناسبة لإبرام الصفقات، ومع ذلك، فإن فريلاند تحظى بدعم قوي داخل الحزب ولها سجل حافل في السياسة الدولية.

هل تأخر الوقت بالنسبة للحزب الليبرالي؟

تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فرص الحزب الليبرالي في الفوز بالانتخابات المقبلة تبدو ضعيفة، في أحدث استطلاع أجرته مؤسسة "نانو"، حصل الليبراليون على دعم بنسبة 21% فقط مقارنة بـ47% لصالح حزب المحافظين.

يعتقد العديد من المحللين أن زعيم حزب المحافظين، بيير بويليفر، سيشكل الحكومة المقبلة.

وبويليفر، المعروف بأسلوبه الشعبوي، ألقى باللوم على ترودو في أزمة تكاليف المعيشة وتعهد بإلغاء ضريبة الكربون وتمويل هيئة الإذاعة الكندية.

يرى البعض أن استقالة ترودو قد تمنح الحزب الليبرالي دفعة مؤقتة في استطلاعات الرأي، خاصة بعد اختيار زعيم جديد، لكن تأخر ترودو في إعلان استقالته قد يترك وقتًا محدودًا لخليفته وللحزب للاستعداد للانتخابات المبكرة.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا