في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الإعيسر إن الدعم السريع "معول هدم استعانت به دول ومنظمات دولية لتستأثر بالموارد السودانية".
وأضاف الوزير -في مقابلة أجرتها معه وكالة الأناضول- أن السودان دولة زاخرة بالموارد وهذا سبب إشكالاتها، وشدد على أن "الدول التي تعادي السودان الآن وترتكب جرائم بلغت حد جرائم ضد الإنسانية إنما هدفها هو الاستئثار بموارد الدولة".
وأشار الإعيسر إلى أن تلك الدول -التي لم يُسمّها- أرادت من خلال الحرب أن "تأتي بمجموعات من عربان الشتات الذين لا بلاد لهم، واستفادت من الامتدادات الجغرافية والقبلية والتداخل الإثني، في محاولة لتغيير هوية الشعب ودولته"، وفق وصفه.
كما أن رغبة تلك الدول المحمومة بالسيطرة على موارد السودان جعلتها "تستعين بكوادر سودانية حتى تسيطر على السلطة عبر مليشيا الدعم السريع التي ستفتح لها كل مواعين الاستثمار والاستئثار بالمكاسب الوطنية"، كما أشار الإعيسر.
وأوضح الإعيسر أن الحكومة والشعب أدركا باكرا هذه القضية، ولذلك تصدى الجميع لها "لأنها حرب وجودية"، بحسب وصفه.
وقال وزير الثقافة والإعلام السوداني إن السودانيين تضرروا من الحرب، فلا تخلو أسرة أو منطقة أو مدينة من ضرر، والأكثر معاناة "هم من وقعوا في دائرة سيطرة الدعم السريع"، وفق تعبيره.
وتحدث الوزير في مقابلته عن دور الإعلام الغربي في "تزييف الحقائق لصالح المليشيات"، وتحدث عن اهتمام الدعم السريع المبكر بالسيطرة على المنافذ الإعلامية منذ الساعات الأولى لما سماها "المحاولة الانقلابية الفاشلة" في منتصف أبريل/نيسان 2023، وأنها "خططت لتكتم كل أصوات الإعلام السوداني"، بحسب تعبير الإعيسر.
وأضاف أن قوات الدعم السريع "وضعت يدها على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ووكالة السودان للأنباء وكل المؤسسات الإعلامية القومية والخاصة لكي تنجح العملية الانقلابية".
وأكمل الإعيسر أن قوات الدعم السريع "استهدفت المؤسسات الإعلامية ضمن جهودها للسيطرة على السلطة وتهجير الشعب وتغيير الهوية السكانية للمواطنين".
وأفاد بأن هذا انعكس سلبا على الأداء الإعلامي في الفترات السابقة، و"لكننا بصدد بناء مؤسسات جديدة، وبدأنا العمل منذ أشهر"، مشيرا إلى أن "خسائر المؤسسات الإعلامية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات".
وبيّن الإعيسر أنه "لا بد من تأسيس دولة سودانية بمفاهيم جديدة، فهناك حملات إعلامية لإضعاف القضية الوطنية وضرب الشراكات الإستراتيجية للسودان".
وتناولت المقابلة التي أجرتها وكالة الأناضول مع الوزير السوداني العلاقات السودانية التركية، وقد وصفها الإعيسر بـ"الراسخة والمتينة".
وقال الإعيسر إنه "كان لتركيا دور مهم ومحوري خلال الأعوام الفائتة من خلال التعاون السياسي والاقتصادي والأمني مع السودان".
وتعقيبا على الوساطة التركية الرامية إلى حل الصراع في السودان بين الجيش السوادني وقوات الدعم السريع، قال الإعيسر "إن بلاده ترحب بكل المبادرات الساعية لوقف قتل السودانيين ووضع حد لمن يمدون مليشيات الدعم السريع بالسلاح"، وفق تعبيره.
وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري أن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان خلال اتصال هاتفي استعداد أنقرة للتوسط في حل النزاع بين السودان والإمارات، ووقف الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين يؤكد بحث لجامعات أميركية أن إجمالي القتلى أعلى من ذلك بكثير، إذ يصل إلى نحو 130 ألف شخص قُتلوا بشكل مباشر وغير مباشر.