في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، أن موسكو لا تطرح شروطاً مسبقة لإجراء المفاوضات بشأن التسوية في أوكرانيا، وإنما تطالب بالوفاء بالاتفاقات القائمة.
وقال لافروف في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية والأجنبية: "عندما يقولون لنا إن روسيا تضع شروطا مسبقة، هذه ليست شروطا مسبقة، بل مطالبات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا".
ولم يستبعد وزير الخارجية الروسي أن تصبح مراكز صنع القرار في كييف هدفا للضربات الروسية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن موسكو لا تقصف أهدافا مدنية.
وأضاف: "نختار الأهداف على الأراضي الأوكرانية انطلاقا من التهديد الذي تشكله لروسيا. قد تكون هذه الأهداف منشآت عسكرية، ومؤسسات الصناعة الدفاعية، وممكن أن تكون مراكز صنع القرار في كييف من بين هذه الأهداف أيضاً، لكننا لا نقوم بالرد من خلال ضرب أهداف مدنية، هذا ليس نهجنا، بل نهج النازيين الذين استقروا في كييف بدعم من الغرب، ونهج أولئك الذين يزودونهم بالأسلحة لتدمير البنية التحتية المدنية والمدنيين".
وأعرب لافروف عن أمله أن تتفهم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الأسباب الجذرية للصراع في أوكرانيا، مؤكدا أن روسيا مستعدة للمشاورات.
وأعلن لافروف أن بلاده لا تستطيع الاكتفاء "بحديث فارغ" بشأن التسوية الأوكرانية، فالهدنة الآن لن تؤدي إلى أي نتيجة، بل هناك حاجة إلى اتفاقيات قانونية نهائية.
وقال لافروف في حديثه إلى وسائل الإعلام الروسية والأجنبية: "لقد قيل الكثير بالفعل حول هذا الموضوع، وقد تناول الرئيس (الروسي فلاديمير بوتين) هذا الموضوع مرارًا، بما في ذلك خلال المؤتمر السنوي الكبير و"الخط المباشر"، وقبله نادي فالداي، وخلال فعاليات أخرى: لا يمكننا الاكتفاء بالكلام الفارغ. حتى الآن كل ما نسمعه هو الحديث عن ضرورة التوصل إلى هدنة، ولا يخفى بشكل خاص أن هذه الهدنة ضرورية من أجل كسب الوقت لمواصلة ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا، حتى يعيدوا ترتيب صفوفهم، وتنفيذ تعبئة إضافية وما إلى ذلك".
وأضاف لافروف: "الهدنة لن تؤدي إلى شيء. نحتاج إلى اتفاقيات قانونية نهائية تحدد جميع شروط ضمان أمن روسيا، وبالطبع المصالح الأمنية القانونية لجيراننا، ولكن في سياق يرسي بطريقة قانونية دولية استحالة انتهاك شروط هذه الاتفاقيات".
وأشار لافروف إلى أن هذه الاتفاقيات يجب أن ترتبط في المقام الأول بالأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية. "السببان الرئيسيان هما، أولاً، انتهاك جميع الالتزامات بعدم تقدم حلف "الناتو" إلى الشرق، وابتلاع حلف الناتو الفضاء الجيوسياسي بأكمله حتى حدودنا، وهو ما كان مصير أوكرانيا. السبب الجذري الثاني، بالطبع، هو التصرفات العنصرية المطلقة التي قام بها نظام كييف بعد الانقلاب، عندما تم الإعلان رسميًا عن إبادة كل ما هو روسي ووضع القوانين لذلك، (حظر) اللغة ووسائل الإعلام والثقافة، وحتى استخدام اللغة الروسية في الحياة اليومية، والحظر المفروض على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية".
وصرح لافروف أن أوكرانيا بحاجة إلى إجراء انتخابات إذا كانت تريد رئيسا شرعيا للبلاد، لكن في الوقت الحالي فقط الرادا (البرلمان) الأوكراني يتمتع بالشرعية.
وبالتطرق إلى سوريا، قال وزير الخارجية الروسي إن قائد الإدارة الجديدة في سوريا وصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، مضيفا أن موسكو تتفق معه في ذلك.
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للسياسة الخارجية، يوم الاثنين، إن روسيا على تواصل مع الإدارة الجديدة في سوريا على المستويين الدبلوماسي والعسكري.
وأعلن لافروف أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم في تنظيم الانتخابات في سوريا بحيث يتم الاعتراف بها من قبل الجميع ولا تثير أي تساؤلات.
وقال لافروف: "لدينا اتصالات حول هذا الموضوع مع المملكة العربية السعودية والعراق والأردن ومصر وقطر والإمارات والبحرين ولبنان.. كلهم مهتمون بضمان عدم تكرار سوريا للمسار الذي سلكته الدولة الليبية بعد أن دمرها حلف الناتو".
وزير الخارجية الروسي قال إن روسيا تبحث مع السلطات السورية الجديدة مسألة ضمان أمن مواطنيها والسفارة في دمشق، مؤكدا أن موسكو مستعدة للحوار بشأن المواضيع الأخرى.
وعن تركيا، أعلن لافروف أن موسكو تتفهم مخاوف تركيا المشروعة بشأن الأمن على الحدود السورية، مؤكداً ضرورة الحفاظ على السيادة السورية.
وقال لافروف في حديثه إلى وسائل الإعلام الروسية والأجنبية، اليوم الخميس: "نحن نتفهم المخاوف المشروعة للقيادة التركية والشعب التركي بشأن الأمن على الحدود مع سوريا، حيث وقعت حوادث متكررة تتعلق بهياكل إرهابية أحدثت اضطرابات هناك".