اختتمت لجنة الاتصال الوزارية التابعة لجامعة الدول العربية بشأن سوريا اجتماعاتها في مدينة العقبة جنوبي الأردن، اليوم السبت، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا.
ودعا أعضاء اللجنة في بيانهم الختامي على ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية في سوريا واحترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته. مبينين أن المرحلة الحالية تستوجب حواراً وطنيا شامل وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية.
صدر عن الاجتماعين بيانان أكدا ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته، إضافة لدعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.
وشدد البيانان على أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف، بما يمنع عودة ظهور الجماعات الإرهابية، وبحيث لا تشكل الأراضي السورية تهديداً لأي دولة أو مأوى للإرهابيين، إضافة إلى مطالبتهم لجميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية في سوريا، واحترام سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأكدوا الوزراء على تضامنهم ووقوفهم إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له. ودعم أي عملية انتقالية سلمية سياسية سورية واحترام إرادة الشعب السوري وخياراته.
كما أدانت الدول الأعضاء توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة ورفضها الاحتلال الغاشم لها وخرق القانون الدولي واتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في العام ١٩٧٤،وطالبوا بالانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية، مؤكدين على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وشارك في اجتماع لجنة الاتصال الوزارية كل من المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية، والجمهورية العراقية، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية مصر العربية، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر.
وفي وقت سابق، السبت، انطلقت في مدينة العقبة جنوبي الأردن، اجتماعات لبحث التطورات الأخيرة في سوريا.، بمشاركة وزراء خارجية مجموعة من الدول العربية والأجنبية، بحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية الأردنية.
ووفقاً للبيان، يشارك في الاجتماعات، وزراء خارجية كل الولايات المتحدة وتركيا والأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والإمارات والبحرين وقطر والأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط.
ويعقد وزراء الخارجية اجتماعات يحضرها أيضا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا.
وقد حضّ المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، السبت القوى الخارجية على بذل الجهود لتجنب انهيار المؤسسات الحيوية السورية عقب سقوط الرئيس بشار الأسد.
وأعرب بيدرسن خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش الاجتماعات حول سوريا، عن تأييده لعملية سياسية "موثوقة وشاملة" لتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال "يجب ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة، والحصول على المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن".
وأضاف "إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فربما تكون هناك فرصة جديدة للشعب السوري".
من جهته قال وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، خلال لقائه بيدرسن، إن الأمم المتحدة "تؤدي دورا حاسما" في المساعدات الإنسانية وحماية الأقليات في سوريا.
وكان بلينكن قد دعا خلال الجولة التي يجريها في المنطقة، والتقى خلالها زعماء كا من الأردن وتركيا والعراق، إلى عملية سياسية "شاملة" تعكس تطلعات جميع المكونات في سوريا.
وكان بيدرسن قد قال، الثلاثاء، إنّ هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم العسكري الخاطف الذي أطاح بالرئيس السوري، بشارالأسد، ينبغي أن تقرن بالأفعال "الرسائل الإيجابية" التي أرسلتها حتى الآن إلى الشعب السوري.
وأكّد بيدرسن الذي عيّن مبعوثا خاصا لسوريا في 2018 أن "الاختبار الأهمّ سيبقى طريقة تنظيم الترتيبات الانتقالية في دمشق وتنفيذها".
وأقرّ بـ"احتمال بداية جديدة في سوريا إذا شملوا كلّ المجموعات والفئات الأخرى"، إذ عندها "يمكن للأسرة الدولية أن تعيد النظر في إدراج هيئة تحرير الشام في قائمة المنظمات الإرهابية".
وانطلقت اجتماعات العقبة باجتماع للجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا وستعقد اللجنة بعد ذلك اجتماعاً مع وزراء خارجية تركيا، و الولايات المتحدة الاميركية و فرنسا، وممثلين عن بقية اعضاء اللجنة المصغرة حول سوريا، التي تضم المملكة المتحدة وألمانيا، إضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي حول سوريا.