سادت حالة من الارتباك والخوف أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد وغيرهم من الجماعات الموالية له منذ سقوطه، إذ يتساءل كثيرون عن كيفية الإطاحة به بهذه السرعة بعد أن فقد عدد كبير من أنصاره حياتهم من أجل إبقائه في السلطة.
وحسب تقرير لوكالة رويترز للأنباء، فقد ظهر أنصار الرئيس المخلوع في حالة من الانهزام وهم يتحدثون عن انهيار حكم الأسد والذي دام 24 عاما، لينتهي بذلك حكم الأقلية العلوية الذي استمر عقودا.
ويقول سكان إن مدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد والتي تضم ضريح والده حافظ، ظلت تشهد لسنوات تشييع جثث عدد كبير من المقاتلين الذين قُتلوا في سبيل الدفاع عنه.
وتحدثت رويترز إلى أربعة أشخاص في معقل الطائفة العلوية بين مدينة طرطوس الساحلية واللاذقية بعد ساعات من الإطاحة بالأسد.
وقال أحدهم، ويدعى محسن، إنه يشعر بالحيرة إزاء استسلام الجيش السوري دون حتى استدعاء قوات الاحتياط من قاعدة الدعم الأساسية للأسد.
وأضاف "أعلم يقينا أن هناك عددا كبيرا من الرجال كانوا على استعداد للقتال إذا ما استدعاهم الرئيس، ولكن هذا لم يحدث. وبدلا من ذلك، نرى عمليات انسحاب في كل مكان. إنه أمر غريب".
وذكر أن سكان القرى العلوية القريبة من الساحل اتخذوا إجراءات أمنية غير رسمية، ونصبوا نقاط تفتيش لمراقبة من يدخل ويخرج من القرى.
واندلعت احتجاجات في اللاذقية (ذات الأغلبية العلوية) وفي طرطوس، حيث أسقط السكان تماثيل لحافظ الأسد الذي حكم سوريا من 1971 حتى وفاته في 2000، ورددوا شعارات مناهضة للأسد.
وقال أحد السكان العلويين الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إنهم فوجئوا بسلمية الاحتجاجات، وأضاف أنه لا يوجد حتى الآن توتر طائفي.
وأضاف "إذا استمر الوضع على هذا النحو، فلا سبب يدعونا للقلق.. هذا يعني أننا لن نسير على خطى ليبيا وأن كل شيء قيل لنا أن نخاف منه لم يكن صحيحا".
وتنقل رويترز عن سكان أن مقاتلي المعارضة شرعوا بعد سيطرتهم على حمص في تفتيش المكاتب الحكومية وفروع المقرات الأمنية في المدينة دون أن ينهبوها أو يدمروا الممتلكات، مما أشعر المواطنين بالارتياح.
ونشر سكان حي الزهراء في حمص، الذي تسكنه أغلبية علوية، بيانا قالوا فيه إنهم سيبقون في منازلهم، وإنهم يعارضون أي نوع من العنف، وطلبوا من مقاتلي المعارضة أن يتحلوا بالمسؤولية مثلما فعلوا في مناطق أخرى. وأضافوا أنهم ليس لهم علاقة بأي شخص يقاوم المعارضة.
وقال السكان إن المعارضة دخلت إلى الحي.
وتنبه رويترز إلى أن الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها بشار الأسد ومعظم كبار قادة الجيش، كانت تؤيد إلى حد بعيد حملة الأسد لسحق القوى المعارضة لحكمه خلال الحرب الأهلية.
ومن أعنف الجماعات التي شاركت في هذه الحملة القمعية من كانت يعرف بـ"الشبيحة"، وهم فصائل طائفية وحشية تستمد أفكارها من الطائفة العلوية.
وقال ساكن ثالث ينتمي للعلويين لرويترز يوم الأحد إن الطريقة التي يتصرف بها مقاتلو المعارضة حتى الآن، ولا سيما في حمص، هدأت من مخاوف كثيرين في المنطقة من أنهم قد يواجهون مذابح.
وأضاف "من الواضح الآن أن هناك قرارا بعدم القتال. لقد ألقى الجيش أسلحته وانسحب، وتنتشر بعض لجان الدفاع الشعبي في القرى".
وتابع "أعتقد أننا لن نواجه مشكلات إلا إذا تعرض أفراد الطائفة لهجمات.. كما تعلمون، هناك مقاتلون أجانب وبعض المتشددين لديهم أفكار مخيفة. ولكن إذا استمر (مقاتلو المعارضة) على هذا النحو وتحلت الحكومة الجديدة بالمسؤولية، فسوف نتجنب إراقة الدماء".
وفي الأيام الأولى من حرب سوريا، قال عدد كبير من العلويين إنهم ليس لديهم خيار سوى دعم الأسد خوفا من تعرضهم لمذابح بسبب انتمائهم لطائفته.
وحسب رويترز، يُعتقد أن العلويين يشكلون نحو 10% من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة، في حين يمثل المسلمون السنة نحو 70%. وتوجد جماعات أخرى في سوريا أيضا مثل المسيحيين والأكراد والدروز وأقليات دينية وعرقية.