هذه المرة لم تستهدف الغارات الإسرائيلية معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، بل طالت حيين سكنيين بمنطقة النويري والبسطا في قلب العاصمة اللبنانية، وأدمتهما.
فيما تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف في سماء بيروت، إثر الغارتين المتزامتين اللتين وقعتا مساء أمس الخميس، وأسفرتا عن مقتل 22 شخصا وإصابة أكثر من مئة آخرين، بحسب حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.
وفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا مشدّدا في المكان، فيما أفادت مصادر مطلعة بأن المستهدف كان وفيق صفا، مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله، إلا أنه نجا، حسب ما نقلت رويترز.
فيما أعلن حزب الله أنه سيلغي مؤتمرا صحافيا كان مقررا، اليوم الجمعة، "في ضوء التطورات الحالية".
صدمة ورعب
أما سكان المنطقة فوجدوا أنفسهم في حالة صدمة. ففي حيّ البسطا الشعبي الذي تقطنه غالبية مختلطة من السكّان السنّة والشيعة، انهار جراء الغارة مبنيان مكوّنان من بضعة طوابق.
وعلى بُعد نحو كيلومتر واحد من هذين المبنيين كانت امرأة لبنانية لا تزال تحاول التقاط أنفاسها. وقالت هذه الأم التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها "في العادة أنا لا أخاف، لكن هذه المرة أحسست وكأن زلزالا ضرب المنطقة"، مبدية رغبتها بمغادرة منزلها إلى منطقة أكثر أمنا، وفق ما نقلت فرانس برس.
مباشر من #قناة_العربية | للمرة الأولى غاراتان إسرائيليتان على منطقة النويري في بيروت.. ما أدي لمقتل 22 شخصا والأنباء تتحدث عن نجاة وفيق صفا القيادي بحزب الله
— العربية (@AlArabiya) October 10, 2024
https://t.co/w51Hp19UHl
كذلك، في حي النويري غير البعيد كثيرا عن حي البسطا، والذي استهدفته الغارة الثانية، مساء الخميس، تعرّضت بناية جديدة من ثماني طوابق لأضرار كبيرة.
وقال أيمن الذي يعيش على مقربة من موقع الغارة، وطلب عدم ذكر اسمه الكامل، "سمعتُ ثلاثة انفجارات". وأضاف "نوافذ المطبخ تحطمت... وابني بدأ يبكي".
بدوره، روى حسن جبر الذي يقيم في مبنى مجاور كيف أصيب بجروح في يده وقدمه من جراء الغارة. وقال "نزلتُ من البيت لرمي القمامة، فتحتُ باب المصعد وفجأة حدثت الضربة" التي أسقطته أرضه.
كما أضاف "كانت صدمة كبيرة".
ثالث مرة
يشار إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين، استهدفت إسرائيل بصورة شبه يومية الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الأساسي لحزب الله. لكنّ استهدافات العاصمة ظلت نادرة.
وهذه هي المرة الثالثة التي يطال فيها قصف إسرائيلي قلب بيروت وليس ضاحيتها الجنوبية منذ بدأ التصعيد الإسرائيلي العنيف في 23 أيلول/سبتمبر. وكانت أولى تلك الضربات في 30 أيلول/سبتمبر حين استهدفت إسرائيل عناصر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة الكولا قرب الطريق الذي يربط العاصمة بمطارها الدولي، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة من أعضاء الجبهة. تلتها لاحقا غارات على الباشورة في العاصمة أيضا.
كما بدأت إسرائيل بعد أسبوع من ذلك عمليات برية في جنوب لبنان. ومذاك، قتلت الغارات الإسرائيلية اليومية أكثر من 1,200 شخص وأدّت لنزوح أكثر من 1,2 مليون آخرين، حسب الأرقام الرسمية.