شنت إسرائيل سلسلة غارات، ليل الجمعة، على الضاحية الجنوبية لبيروت. فيما أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا جديدا لسكان في الضاحية الجنوبية لبيروت، حارة حريك وبرج البراجنة، بضرورة إخلاء منازلهم على الفور، وهي تحذيرات تعقبها عادة عمليات قصف عنيفة.
واستهدفت غارات إسرائيلية حي شويفات الأمراء في جبل لبنان، وحارة حريك بالضاحية الجنوبية، وبلدة الرفيد في البقاع الغربي، وبلدة الفيضة - سعدنايل بالبقاع.
وسُمع دوي انفجارات في أنحاء العاصمة بيروت، وأظهرت لقطات دخانا يتصاعد من المنطقة القريبة من المطار.
وأعلن حزب الله، فجر السبت، أنه يخوض اشتباكات مع القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، بعدما اكد في وقت سابق أنه "أجبر" الجنود الإسرائيليين على "التراجع" في المنطقة.
وقال الحزب في بيان: "أعاد جنود العدو الإسرائيلي محاولة التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة عند الساعة 01:50 من فجر يوم السبت 5-10-2024"، مؤكدا التصدي لعملية التسلل وتواصل الاشتباكات.
ويوم الجمعة، واصلت إسرائيل تكثيف غاراتها على لبنان، وشملت الغارات بلدات المنصوري ومجدل زون والخيام جنوب البلاد.
وانطلقت صواريخ من جنوبي لبنان تجاه الجليل شمالي إسرائيل التي أطلقت بدورها صواريخ اعتراضية فوق بلدات جنوبية لبنانية.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن مسيرة قادمة من العراق استهدفت قاعدة عسكرية في الجولان وتسببت بمقتل جنديين.
وشهد ليل الخميس واحدة من أعنف الغارات الإسرائيلية على الضاحية والتي استهدفت مواقع تابعة لحزب الله، وتركز القصف على القيادي هاشم صفي الدين، المرشح الأبرز لخلافة حسن نصر الله.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل توجه ضربات مؤلمة للغاية ومتتالية لحزب الله، مضيفاً أن هناك المزيد من "المفاجآت" لدى إسرائيل.
وقال إن الجيش الإسرائيلي "يعمل في عدة قرى" جنوبي لبنان، وسيواصل العملية العسكرية حتى "تدمير جميع المواقع العسكرية" لحزب الله، التي يتم منها التخطيط لشن هجمات على إسرائيل.
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل محمد رشيد سكافي، قائد منظومة الاتصالات في حزب الله، أمس الخميس.
من جهته، أعلن حزب الله، الجمعة، أن مقاتليه استهدفوا بالمدفعية آليات وجنوداً إسرائيليين في منطقة حدودية في جنوب لبنان. وأكد في بيان أن مقاتليه استهدفوا "قوة لآليات وجنود" إسرائيليين "في سهل مارون الراس بقذائف المدفعية، وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة". كما قال حزب الله إنه استهدف صفد برشقة صاروخية.
بالمقابل، أبلغ الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق 20 صاروخا من لبنان، مؤكداً "اعتراض معظم الصواريخ التي أطلقت من لبنان والباقي سقط بمناطق مفتوحة". وقال حزب الله إنه أطلق رشقة صاروخية باتجاه شمال حيفا.
هذا وأعلنت 3 مستشفيات في جنوب لبنان تعليق خدماتها على وقع تكثيف الغارات الإسرائيلية.
وقال الطبيب مؤنس كلاكش، مدير مستشفى مرجعيون الحكومي في جنوب لبنان، إن ضربة إسرائيلية وقعت على بعد نحو خمسة أمتار من مدخل المستشفى، مضيفا أن الطاقم الطبي قرر إخلاء المستشفى مؤقتا.
وليل الخميس، وجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنذارا عاجلا يدعو من خلاله سكان أكثر من 30 بلدة في جنوب لبنان إلى الإخلاء الفوري. ونشر أدرعي على صفحته على موقع "إكس" قائمة تضم 35 بلدة في جنوب لبنان.
يأتي هذا وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل في وقت تدرس فيه إسرائيل خيارات الرد على هجوم صاروخي باليستي شنته طهران عليها يوم الثلاثاء. وشنت إيران الهجوم ردا على العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان.
ويثير التصعيد العسكري مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة في الشرق الأوسط، بعد عام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وفي ظل تبادل التهديدات بين إسرائيل وإيران بعد ضربة صاروخية وجّهتها إيران إلى إسرائيل، الثلاثاء.
واندلعت أحدث جولة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود إثر هجوم قادته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، وأسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 أسيرا.
وردا على الهجوم، أطلقت إسرائيل حملة على غزة أسفرت وفقا لسلطات الصحة بالقطاع عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني ونزوح كل سكان القطاع تقريبا.
وأسفرت الهجمات التي شنتها إسرائيل في الآونة الأخيرة في لبنان عن مقتل 2000 على الأقل المئات وتشريد أكثر من مليون شخص.