ومنذ اندلاع القتال بين الطرفين في منتصف أبريل، أسهم التحكم في الجسور التي تربط بين مناطق ومدن العاصمة الثلاثة كثيرا في تحديد خريطة السيطرة على تلك المدن والمناطق.

ومن بين 10 جسور رئيسية تربط بين مدن العاصمة السودانية الثلاثة - الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري - على النيلين الأزرق والأبيض ونهر النيل، يسيطر الدعم السريع على 6 جسور مقابل واحد للجيش.

وفيما خرج جسر شمبات الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري عن الخدمة بعد ضربه في نوفمبر الماضي يتقاسم الطرفان السيطرة على جسري الحلفايا الرابط بين المدينتين أيضا والفتيحاب الرابط بين أم درمان والخرطوم.

ويرى محللون أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ترجيح كفة الدعم السريع في السيطرة شبه الكاملة على مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري هو سيطرتها منذ الأيام الأولى من اندلاع الحرب على جسور رئيسية وهي "المنشية" و"سوبا" الرابطان بين الخرطوم ومناطق شرق النيل، إضافة إلى جسري " النيل الأزرق" و"المك نمر" الرابطان بين شمال الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، وجسر توتي الواصل بين الخرطوم وجزيرة توتي الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من الخرطوم.

وفي الجانب الآخر، مكنت السيطرة على جسري "الفتيحاب" و"النيل الأبيض" من جهة أم درمان الجيش من تحقيق أفضلية ميدانية في المدينة رغم تواجد قوات الدعم السريع في نحو 30 في المئة من مناطقها حتى الآن.

واستفاد الجيش من قطع جسر شمبات في نوفمبر من العام الماضي في تحقيق التقدم الذي أحرزه في منطقة وسط أم درمان خلال العام الحالي، فبعد 4 أشهر من تدمير الجسر الحيوي الواقع على النيل الأبيض تمكن الجيش في مارس من استعادت مبنى الإذاعة والتلفزيون وعدد من الأحياء في مدينة أم درمان القديمة بعد نحو 11 شهرا من سيطرت قوات الدعم السريع عليها.

وأكد ضابط كبير في الجيش السوداني لموقع "سكاي نيوز عربية" - مشترطا عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر - أن السيطرة على الجسور ظلت تشكل عاملا حاسما في المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهو ما أعطى أفضلية ميدانية لقوات الدعم السريع.

وقال الضابط "جسر شمبات كان يشكل واحدا من أهم مصادر الإمداد لقوات الدعم السريع وهو ما ممكنه من السيطرة على أجزاء كبيرة من أم درمان".

وأضاف: "بنى الجيش خطة استعادت السيطرة على المدينة على عنصر قطع الإمداد عن قوات الدعم السريع من خلال تحييد الجسر".

وبعد أيام قليلة من تدمير جسر شمبات، عززت قوات الدعم السريع من تواجدها في الجنوب الغربي من الخرطوم وأحكمت السيطرة على جسر "جبل أولياء" في خطوة اعتبرها محللون استراتيجية تهدف لتوفير خط إمداد بديل لمدينة أم درمان.

ورغم تعرض الجسر لعدد من الضربات الجوية من طيران الجيش إلا أنه لا يزال يشكل خط إمداد مهم مكن قوات الدعم السريع من تعزيز سيطرتها على العديد من مناطق غرب أم درمان كما مكنها من التوغل في العديد من مناطق ولاية النيل الأبيض الواقعة جنوب غرب العاصمة الخرطوم.