وبحسب المعلومات التي أوردها الموقع، استخدم الموساد الإسرائيلي قنبلة عالية التقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاغتيال هنية، في عملية تم التخطيط لها بعناية فائقة.
وفقاً لمصادر "أكسيوس"، كان الموساد على دراية تامة بمكان إقامة هنية، حيث تم زرع القنبلة في غرفته قبل فترة طويلة من تنفيذ العملية.
القنبلة التي تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تم تفجيرها عن بُعد بعد التأكد من وجود رئيس المكتب السياسي لحماس في الغرفة، مما يدل على استخدام تقنيات متقدمة في هذا الهجوم.
أفادت "نيويورك تايمز" بأن التخطيط للعملية استغرق شهوراً، حيث أجرت أجهزة الاستخبارات مراقبة دقيقة للمبنى الذي وقع فيه الهجوم. وقد أكد مسؤول أمريكي أن القنبلة انفجرت فقط بعد التأكد من وجود هنية في غرفته، مما يعكس تنسيقاً فائقاً ومستوى عالٍ من الاحترافية في العملية.
وفي ظل التصعيد، نفى المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أن تكون العملية قد نُفذت عبر غارة جوية، مؤكدًا أن الجيش في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي ردود فعل محتملة مع تعزيز التعاون مع شركاء دوليين.
وقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن مصدر في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة نشرت 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أنه لم تكن هناك سفن حربية أمريكية في البحر الأحمر، حيث اشتبك الجيش الأمريكي في الأيام الأخيرة مع الحوثيين في اليمن الذين شنوا العديد من الهجمات على السفن التجارية والعسكرية خلال الأشهر القليلة الماضية.
التحقيقات الإيرانية وفرضية الاختراق الأمني
كشفت وكالة "فارس" الإيرانية عن تفاصيل التحقيقات الأولية التي أكدت أن "الهجوم كان عملاً مدبّراً من قبل النظام الإسرائيلي". كما "أصيب مقر هنية بقذيفة دمّرت أجزاء من سقف ونوافذ شقته التي تقع في الطابق الرابع من بناية في منطقة الزعفرانية، مما أسفر عن قتل القيادي في حماس وأحد حراسه"، وفقاً للوكالة.
وأكدت بيانات الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم كان موجهاً بشكل مباشر ضد هنية، وشدد المرشد الأعلى علي خامنئي على أن الانتقام لهنية هو"واجب" لإيران، واصفًا العملية بأنها "اعتداء إرهابي" يستدعي أشد العقاب.
فيما انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" ما وصفته" باختراق أمني خطير في إيران"، وأشارت إلى أن هذا الحادث يعكس ضعفاً في فرق الحماية المكلفة بحماية الشخصيات الحساسة.
بدورها، رأت صحيفة "هم ميهن" أن الهجوم يهدف إلى إفشال جهود الحكومة الجديدة لتحسين العلاقات الدولية بعد أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين. من ناحية أخرى، اعتبرت صحيفة "اعتماد" أن الهدف الأساسي للاغتيال هو تقويض مشروع تطبيع العلاقات الإيرانية مع العالم، ودعت إلى الرد بحذر لتجنب توريط طهران في صراع شامل.
تاريخ عمليات الموساد في إيران
لطالما كانت عمليات الموساد في إيران معقدة وملفتة. إذ بدأت سلسلة الاغتيالات منذ يناير 2010 عندما قُتل مسعود علي محمدي، أستاذ الفيزياء النووية، ثم تلتها عمليات أخرى استهدفت عدة علماء نوويين إيرانيين هم مجيد شهرياري وداريوش رضائي نجاد، وانتهت باغتيال مصطفى أحمدي روشان.
وفي نوفمبر 2011، استهدفت إسرائيل حسن طهراني مقدم، المعروف بـ"أب البرنامج الصاروخي الإيراني"، في انفجار هائل في قاعدة عسكرية. لكن عملية اغتيال محسن فخري زاده في نوفمبر 2020 كانت من بين الأكثر تعقيدًا، حيث استخدمت تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لتشغيل مدفع رشاش عن بُعد، مما يعكس التقدم التكنولوجي البارز الذي وصل إليه الموساد في تنفيذ عملياته.