آخر الأخبار

روسي قاتل.. من هو "محور" صفقة تبادل السجناء الكبرى؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

في حديقة وسط العاصمة الألمانية برلين عام 2019، أطلق روسي على متن على دراجة نارية، النار صوب رأس مقاتل انفصالي شيشاني سابق، بينما كان أطفال وآباء يتابعون الحادث.

وفي وقت لاحق، وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مطلق النار، فاديم كراسيكوف، بأنه رجل وطني قبل أن تدين محكمة ألمانية الرجل الروسي وتقضي بسجنه مدى الحياة لارتكابه "إرهاب دولة" بإيعاز من موسكو، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وكان كراسيكوف من بين المشمولين في أول صفقة بين روسيا ودول غربية منذ ديسمبر عام 2022، حيث تم الاتفاق على عملية تبادل سجناء كبيرة بينهم عدد من الأميركيين، الخميس، تتضمن إطلاق سراح ما لا يقل عن 16 محتجزا لدى روسيا، مقابل 8 روس سجناء في الولايات المتحدة وألمانيا والنرويج وبولندا وسلوفينيا.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن "الشخصية المحورية" في الصفقة هو القاتل الروسي المدان كراسيكوف.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بوتين أشاد بكراسيكوف بعد جريمته وأصبح يركز بشكل كبير على القيام بكل الجهود من أجل إخراجه من سجنه في ألمانيا.

وذكرت أن سلوك بوتين وإصراره على إطلاق سراح كراسيكوف "حيّر" المسؤولين الأميركيين المنخرطين في المفاوضات لإتمام الصفقة، الذين قالوا إنهم غير متأكدين من سبب رغبة بوتين القوية في إخراجه من السجن.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن كراسيكوف قال لحارس سجنه ذات مرة: "روسيا الاتحادية لن تتركني أتعفن في السجن".

وكان الانفصالي الشيشاني، زليمخان خانغوشفيلي، فر إلى ألمانيا عام 2016 طلبا للجوء بعد وضع اسمه على قائمة الاغتيالات الروسية لقيادته غارة شنها مقاتلون شيشانيون عام 2004 أدت لمقتل مسؤولين أمنيين كبار، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

واتهمت السلطات الألمانية كراسيكوف بأنه كان يعمل لدى جهاز الأمن الفدرالي الروسي عندما ركب دراجة واقترب من خانغوشفيلي وأطلق رصاصتين في رأسه من مسافة قريبة بحديقة "كلاينر تيرغارتن" في 23 أغسطس 2019. وحكم عليه أواخر 2021 بالسجن مدى الحياة.

كيف دخل ألمانيا؟

أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أنه في بداية محاكمته، حاول إخفاء هويته الحقيقية، وسبب تواجده في ألمانيا. 

وقال إن اسمه فاديم سوكولوف وليس فاديم كراسيكوف، وكان يحمل جواز سفر روسيا يُعرفه على أنه سوكولوف. وقالت السفارة الروسية في برلين إن اسمه فاديم سوكولوف وليس فاديم كراسيكوف.

وذكر أنه سائح لا علاقة له بالحكومة الروسية، وأنه كان في برلين لزيارة صديقته.

لكن المحققين الألمان علموا في نهاية المطاف أنه كان ضمن قسم العمليات الروسية السرية، وعلى الأرجح ضمن وحدة خاصة تابعة لجهاز الأمن الفدرالي تسمى "فيمبل" التي أعيد تسميتها بـ"V".

وقبل السفر إلى برلين، استأجر غرفة في وارسو يوم 20 أغسطس، وفي 22 أغسطس، غادر إلى برلين لتنفيذ جريمته خلال اليوم التالي، تاركا أمتعته وهاتفه المحمول في غرفته بالفندق الواقع بالعاصمة البولندية، التي حجزها حتى 25 أغسطس، وهو اليوم الذي خطط فيه للعودة إلى موسكو، وفقا لملفات المحكمة.

وقال محققون ألمان إنه التقى في برلين بأشخاص زودوه بملابس جديدة ودراجة سوداء وتفاصيل عن الروتين اليومي لضحيته. وحصل على مسدس. وجهز مساعدوه دراجة كهربائية من أجل الهرب بعد تنفيذ الجريمة، لكنه اعتقل أثناء الفرار.

وخلال المحاكمة، بدا كراسيكوف غير مهتم، وقام في بعض الأحيان بنزع سماعات الرأس التي كانت توفر ترجمة للشهود الذين يشهدون ضده.

وبعد وقت قصير من صدور الحكم عليه، نقلته السلطات من برلين إلى منشأة أمنية مشددة، لم يكشف عنها في بافاريا.

خطوات حساسة.. قصة "القاتل المأجور" الذي يريد بوتين استعادته
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن روسيا مهتمة باستعادة عميلها السابق فاديم كراسيكوف (57 عاما) ، "القاتل المأجور"، الذي عمل لدى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وحكم عليه بالسجن مدى الحياة لتدبير عملية اغتيال معارض شيشاني في حديقة بوسط برلين في وضح النهار

ولد كراسيكوف في قرية كينستوبي في كازاخستان، وخدم في الجيش السوفييتي خلال حربه في أفغانستان. وانضم لاحقا إلى وحدات النخبة العسكرية في وزارة الداخلية الروسية وجهاز الأمن الفدرالي، وفقا لصهره الذي شهد أمام الادعاء في المحاكمة، بحسب "وول ستريت جورنال".

وتُظهر صور فوتوغرافية من حفل زفاف كراسيكوف في يوليو 2010 بموسكو ضباطا تابعين لجهاز الأمن الفدرالي بين الضيوف.

وقال شاهد لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه كان يعيش هو وزوجته الثانية في شقة راقية بموسكو، حيث أخبرت زوجته عائلتها أنه كان يكسب حوالي 10 آلاف دولار شهريا، بالإضافة إلى مكافآت لما سماه "رحلات العمل"، التي تستمر في بعض الأحيان لأسابيع.

وقال صهره إن كراسيكوف تفاخر ذات مرة بلقاء بوتين في منشأة تدريب عسكرية. ويتذكر أنه قال إن بوتين "يطلق النار بشكل جيد".

وحصل المدعون الألمان على لقطات من كاميرا مراقبة تعود إلى عام 2013 أظهرت رجلا عرفوه على أنه كراسيكوف وهو يقتل رجل أعمال روسيا وبطريقة تشبه قتل خانغوشفيلي.

وتشير الصحيفة إلى أن زوجة كراسيكوف وطفله نقلا إلى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا بعد اعتقاله عام 2019 ويعيشان الآن تحت مراقبة جهاز الأمن الفدرالي، وفقا لأشخاص مقربين من العائلة.

الحرة المصدر: الحرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا