قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الخميس (الأول من أغسطس/ آب)، إن قتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس لا يساعد في التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وعند سؤاله عما إذا كان اغتيال هنية قد أضاع فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ردّ بايدن "هذا (مقتله) لا يساعد".
وقال بايدن إنه أجرى محادثة مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق. ورغم أن حكومة نتنياهو لم تعلن رسميا مسؤوليتها عن مقتل اسماعيل هنية، إلا أن الرئيس الأمريكي قال إن إسرائيل وجهت ضربات ساحقة إلى حلفاء إيران في الأيام القليلة الماضية والذين من بينهم حماس وجماعة حزب الله اللبنانية. وتابع بايدن بأن إسرائيل سترد بقوة على أي هجوم، مشددا على "التزام" بلاده بالدفاع عن أمن الدولة العبرية في مواجهة "أيّ تهديدات من إيران"، بحسب ما أعلن البيت الأبيض في بيان. وأضاف البيان أنه وخلال هذه المحادثة الهاتفية التي شاركت فيها أيضاً نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أكّد بايدن "على أهمية الجهود المستمرة لتهدئة التوترات في المنطقة". كما دار النقاش الثلاثي حول "الجهود الرامية لدعم الدفاع عن إسرائيل في مواجهة التهديدات، بما في ذلك تلك الناجمة عن صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة". وتابع المصدر أنّ دعم هذه الجهود يمكن أن تنطوي على "عمليات نشر جديدة لأسلحة دفاعية أميركية". وسبق لمستشار الأمن القومي لجو بايدن، جايك ساليفان، أن أشار في وقت سابق إلى أنّ الولايات المتحدة "منخرطة في جهود مكثفة" لتجنّب توسّع رقعة النزاع في الشرق الأوسط. وأتت هذه المكالمة الهاتفية على وقع دعوات للانتقام من إسرائيل، بعد اتهامها باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء، وتبنّيها تصفية فؤاد شكر، أحد أبرز القادة العسكريين لحزب الله، في غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
دوامة التصعيد
وفي ألمانيا انتقد رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، كريستوف هويسغن، نهج الحكومة الإسرائيلية في حرب غزة . وقال هويسغن في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل مساره المتمثل في القضاء الحاسم على الإرهابيين الذين يهددون وجود إسرائيل، "دون مراعاة للرهائن الذين بين أيديهم ودون اعتبار للأمريكيين الذين يدعون إلى الاعتدال".
وأضاف هويسغن في إشارة إلى مقتل إسماعيل هنية، في هجوم بالعاصمة الإيرانية طهران: "من ناحية أخرى، سيتعين على إيران الرد لحفظ ماء الوجه"، مشيرا إلى أنه لا يسعنا هنا سوى الأمل في أن يكون رد الفعل الإيراني معتدلا، وأشار إلى أن "دوامة التصعيد في الشرق الأوسط مستمرة في الدوران. ومن الناحية الواقعية، فإن الحكومة الألمانية ليس لديها القدرة على التأثير على أي شيء".
وبحث مسؤولون إيرانيون مع ممثلين لمجموعات موالية للجمهورية الإسلامية، بينها حزب الله وحماس، خلال اجتماع عقد في طهران الأربعاء، في سيناريوهات الردّ المحتملة على إسرائيل، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من التنظيم اللبناني مطلّع على مضمون المباحثات. وناقش المجتمعون، وفق المصدر، "إمكان أن يحصل الردّ بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافا إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كلّ طرف بمفرده إنما بشكل منسّق".
ورجّح قيادي في "المقاومة الإسلامية في العراق" لوكالة فرانس برس لم يشكف عن هويته، أن "تقود إيران الردّ الأول بمشاركة فصائل من العراق واليمن وسوريا ضد أهداف عسكرية، على أن يتبعه ردّ ثان من حزب الله".
وفي تطور موازي، أعلنت اليونان وضع جهاز الاستخبارات الوطني وسلطات مكافحة الإرهاب، في حالة تأهب قصوى، في أعقاب تحذير، وصل إلى أثينا، من أجهزة أمنية أجنبية بشأن محاولة محتملة لضرب هدف للمصالح الإسرائيلية في اليونان. وتردد أن جهاز الاستخبارات الوطني في اليونان "لديه خط اتصال مفتوح مع نظرائه الأجانب ويتعاون عن كثب مع قبرص".
هنية يوارى الثرى
ويوارى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الثرى في قطر الجمعة. وعصر الخميس وصل نعشه إلى الدوحة بعد هجوم أدى إلى مقتل مرافقه الشخصي أيضا على مكان إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، ونُسب الهجوم إلى إسرائيل.
وأدّى هنية دوراً رئيسياً في المفاوضات للتوصل إلى هدنة محتملة في غزة، بالتنسيق مع الوسطاء في قطر، التي قادت شهوراً من المفاوضات خلف الكواليس إلى جانب مصر والولايات المتحدة. ودانت قطر اغتيال هنية، معتبرة أنها "جريمة شنيعة" و"تصعيد خطير". وشكّك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء في جدوى المفاوضات التي ترعاها الدوحة بين الدولتين.
حجب انستغرام في تركيا
وفي تركيا قالت هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية (بي.تي.كيه) اليوم الجمعة إنه تم حجب منصة إنستغرام للتواصل الاجتماعي، بدون إبداء أسباب أو تحديد مدة الحجب الذي جعل تطبيق المنصة على الهاتف المحمول غير متاح أيضا.
تأتي هذه الخطوة بعد تصريحات لرئيس دائرة الاتصال لدى الرئاسة التركية فخر الدين ألتون يوم الأربعاء انتقد فيها المنصة بسبب ما وصفه بقرارها حذف منشورات التعازي في مقتل إسماعيل هنية . وقال ألتون على منصة إكس "إنها رقابة بكل بساطة"، مضيفا أن
منصة إنستغرام لم تعز قرارها إلى أي انتهاك للسياسة. ولم تدل ميتا بلاتفورمز، الشركة الأم للمنصة، بأي تعليق بعد سواء على الحجب أو تصريحات ألتون.
ع.خ/ و.ب ( د ب ا، أ ف ب ، رويترز)