تعرض رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان لمحاولة اغتيال صباح الأربعاء في اليوم الأخير من شهر يوليو/حزيران الحالي. فماذا نعرف عن محاولة الاغتيال هذه؟
محاولة اغتيال البرهان هذه، جاءت خلال مشاركته في احتفال بتخريج ضباط من الكلية الحربية بمنطقة جبيت العسكرية بولاية البحر الأحمر شرقي البلاد.
وهذه المرة الأولى التي يتعرض فيها البرهان لهجوم منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان من العام الماضي، رغم مشاركاته المتكررة في الكثير من الأنشطة العسكرية في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش.
كان البرهان يرتدي زي المقاتلين ويعتمر قبعة مموهة وليس لباس الضباط المرصع بالنجوم والمزخرف بالنياشين، كما جرت العادة في مثل هذه الاحتفالات العسكرية.
وبعد مرور نحو نصف ساعة على بدء الاحتفال، وخلال الاستعراض العسكري للضباط المتخرجين تفاجأ المشاركون بمن فيهم المدنيون، بانقضاض مسيرتين على المكان.
وقال أحد شهود العيان لبي بي سي إنهم سمعوا صوتا عاليا قبل أن يسقط جسم غريب في مكان الاحتفال، وواصل " كنا نتابع العرض العسكري وفجأة سقط جسم غريب في ساحة الاحتفال وانفجر، وعرفنا لاحقا أنها طائرة مسيرة، وبعدها سقطت مسيرة أخرى بالقرب من المنصة وساد الهرج والمرج في المكان بعد سقوط ضحايا إثر الهجومين".
وقطع تلفزيون السودان الرسمي بث وقائع الاحتفال الذي كان ينقله بشكل مباشر، إثر واقعة الهجوم مباشرة.
نجا البرهان من محاولة الاغتيال وتم إجلاؤه إلى مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة التي تقع على بعد نحو مئة كيلومتر من مكان الهجوم.
بعد مرور ساعات على الحادثة، أصدر الجيش السوداني بيانا مقتضبا أكد فيه أنه تصدى لهجوم مسيرتين وأن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين دون ذكر تفاصيل.
ولكن مصادر عسكرية كشفت لبي بي سي أن من بين القتلى والمصابين ضابطا برتبة عقيد وجنود صف ومدنيين.
وقد نفى المستشار القانوني لقوات الدعم السريع محمد المختار لبي بي سي ضلوع الدعم السريع في الهجوم، متهماً الإسلاميين بأنهم السبب وراءه.
وتعتبر منطقة جبيت العسكرية من المناطق العسكرية الحصينة التي تقع داخل سلسلة من الجبال والمناطق الوعرة، وبها عدد من القواعد العسكرية ومراكز التدريب مثل معهد المشاة ومعهد لإعداد القادة العسكريين.
وظلت المنطقة التي تبعد عن الخرطوم بأكثر من 700 كيلومتر بعيدة عن العمليات العسكرية المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
بعد ساعات من الحادثة عاد البرهان مرة أخرى إلى منطقة جبيت العسكرية وخاطب الضباط والجنود وتفقد الجرحى في المستشفى وزار سوق البلدة.
وتحاشى البرهان خلال حديثه للضباط التطرق لواقعة الهجوم، لكنه أكد أن الجيش سيواصل القتال حتى القضاء على قوات الدعم السريع.
وقال: " لن نضع البندقية حتى يتم تنظيف البلاد من أي متمرد ومرتزق وماضون في سحق مليشيا آل دقلو الإرهابية – في إشارة الي قوات الدعم السريع- والقضاء عليها".
ومضي يقول: "معركتنا مستمرة مع العدو، ولن نتراجع أو نستسلم ولن نتفاوض مع أي جهة مهما كانت".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الهجوم على موقع عسكري، فقد سبق أن هاجمت مسيرات مواقع تابعة للجيش والأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة في البلاد.
فقبل ساعات من الهجوم على منطقة جبيت، هاجمت خمس مسيرات مناطق تابعة للجيش والأجهزة الأمنية في مدينة كوستي الواقعة جنوبي البلاد.
وقالت مصادر مقربة من الجيش إن الهجوم وقع على مقر المخابرات العامة وأسفر عن مقتل ضابط أمن وإصابة آخرين.
ولكن واقعة الهجوم على منطقة جبيت العسكرية هذه تعتبر الأولى من نوعها في ولاية البحر الأحمر، والتي اُختيرت عاصمتها بورتسودان عاصمةً إداريةً مؤقتةً، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم بعد أيام من بدء القتال في منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي.