في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن رغبة بلاده والعالم بأسره برؤية روسيا تشارك في المؤتمرات العالمية التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ومع استعادة القوات الروسية زخمها على الجبهة وتراجع مساعدات الحلفاء لكييف، أطلق زيلينسكي مبادرة دبلوماسية طموحة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث.
وكان قادة ومسؤولون كبار من أكثر من 90 دولة قد وفدوا إلى منتجع بورغنستوك السويسري في حزيران/يونيو الماضي لحضور قمة السلام الأولى التي اعتبرتها روسيا مضيعة للوقت.
بيد أنّ زيلينسكي أشار مؤخرًا إلى أنه يجب أن تشارك موسكو في القمة الثانية التي يتم التخطيط لها، ما يعكس تغييرًا في النهج بعد أن استبعدت كييف موسكو صراحة من القمة الأولى.
وقال زيلينسكي في تصريحات لوسائل إعلام: "الغالبية في العالم تقول اليوم إن روسيا يجب أن تكون ممثلة في القمة الثانية، وإلا فلن نحقق نتائج ذات مغزى"، وأضاف: "بما أن العالم بأسره يريدهم أن يكونوا على الطاولة، فلا يمكننا أن نكون ضد ذلك".
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه منفتح على المفاوضات، لكنه لن يأمر بوقف إطلاق النار إلا إذا تنازلت كييف عن الأراضي التي تدّعي موسكو سيادتها عليها.
وتركز جهود زيلينسكي على خطة شاملة من عشر نقاط من شأنها استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية وإعادة أسرى الحرب ومنح أوكرانيا ضمانات في مجال الطاقة والاقتصاد.
وأقر زيلينسكي بأن الصين لاعب رئيسي، لكنه أكد أنه لا يريد وساطة من بكين، بل حضها بدلًا من ذلك على الضغط على الكرملين لإنهاء غزوه. وقال "إذا أرادت الصين، يمكنها إجبار روسيا على وقف هذه الحرب".
انتقاد الحلفاء
وفي حين حصل الزعيم الأوكراني على دعم دولي واسع لجهوده لتحقيق السلام، انتقد زيلينسكي بعض حلفائه لمنعهم جيشه من استخدام أسلحتهم لضرب عمق الأراضي الروسية. وقال "إن عدم قدرتنا على استخدام كل الأسلحة التي نحتاج اليها لوقف هذا العدو يشكل تحديًا خطيرًا. ماذا كنتم ستفعلون لو كنتم مكاننا؟".
وانتقد أيضًا إرسال الأسلحة بشكل متقطع، قائلًا إن أوكرانيا لا تزال تنتظر الدعم من حلفائها لتجهيز قوات تم حشدها مؤخرًا. وأضاف أنه إذا انتهكت أوكرانيا شروط استخدام الأسلحة التي قدمها الغرب "عندها يستطيعون أن يقولوا إننا لن نقدم لكم أي مساعدة أخرى (...) هذا هو الخطر".
وانتقد زيلينسكي قرار اللجنة الأولمبية الدولية السماح لبعض الرياضيين الروس بالمنافسة في ألعاب باريس تحت علم محايد. وقال "فليكن هناك بقع دماء عليها، ثم دعوهم يتنافسون"، واصفًا قرار اللجنة الأولمبية الدولية بأنه "عقوبات مجزأة".
تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على الحرب بأوكرانيا
ومع الغموض الذي يخيم على القوات الأوكرانية المنتشرة على خط الجبهة الشرقية الشاسع، أقر الرئيس الاوكراني بأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تشكل مزيدًا من "المخاطر" على أوكرانيا التي تعول على استمرار الدعم العسكري الأمريكي لمواجهة روسيا.
وقدمت واشنطن عشرات المليارات من الدولارات مساعدات عسكرية لكييف منذ أن شنت روسيا غزوها لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. لكن إمكان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يدّعي أنه سيكون قادرًا على إجبار الجانبين على التفاوض والتوصل إلى تسوية، من شأنه أن يثير تساؤلات حول استمرار دعم واشنطن.
وقال زيلينسكي "لا يمكننا التأثير في أي انتخابات، ولكن بالتأكيد تشكل الولايات المتحدة تحديًا اليوم. وهناك خطر لا يستطيع أي منا أن يتوقعه (...) علينا أن نجري اتصالات لمناقشة طبيعة المستقبل في حال فاز هذا المعسكر أو ذاك".
وكررت المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض كامالا هاريس موقف الرئيس جو بايدن المؤيد لأوكرانيا.
وكشف زيلينسكي أن فريقه كان على اتصال بمساعديها وأيضًا بحملة ترامب. وأضاف "بصفتي رئيسًا لأوكرانيا، كان علي طبعًا أن أجري حوارًا بين فريقي ومساعدي بايدن وترامب واليوم هاريس"، وتابع: "يتعين علينا إجراء كل هذه الاتصالات وبحث ما قد يبدو عليه مستقبلنا إذا فاز أحد الجانبين في الانتخابات".
م.ع.ح/أ.ح (أ ف ب)