حذّرت وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية من ارتفاع هائل في درجات الحرارة في أغلب أرجاء البلاد، حيث من المتوقّع أن تصل في باريس والمناطق المحيطة بها إلى أكثر من 35 درجة مئوية.
ومن غير الشّائع استخدام مكيّفات الهواء في المنازل والمتاجر والمطاعم الفرنسية.
ومن المتوقع أن تكون الحرارة أعلى في الجنوب، بما في ذلك المنطقة المحيطة بمدينة مرسيليا حيث تصل إلى 40 درجة. وتستضيف هذه المدينة، المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، المنافسات الأولمبية مثل كرة القدم والإبحار الشراعي.
وقد شهد الأسبوع الماضي ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة العالميّة. وسعى منظّمو أولمبياد باريس إلى خفض البصمة الكربونية للحدث من خلال تدابير مثل التحول إلى نظام التبريد تحت الأرض والعزل بدلاً من تكييف الهواء في القرية الأولمبية حيث يقيم الرياضيون. في حين جلب مشاركو بعض البلدان، على غرار الولايات المتحدة، وحدات تكييف الهواء الخاصة بهم.
واستخدم المتطوعون خراطيم المياه لرش المشجعين في ملعب كرة الطائرة الشاطئية بالقرب من برج إيفل.
ووضعوا لافتات عند أماكن إعادة تعبئة المياه. واختبأ المتفرجون تحت الأشجار بحثًا عن الظل، بينما أخذ اللاعبون استراحات إضافية لوضع أكياس من الثلج على رؤوسهم وأكتافهم. وقد غطس الناس في قناة باريس التي تعد مكانًا شهيرًا للغطس.
وعلّقت لاعبة الكرة الطائرة الشاطئية المصرية، دعاء الغباشي، بعد المباراة وهي ترتدي أكمام طويلة وسروال وحجاب قائلة: "الجو حار جداً... لكن ليس مثل ما هو في مصر".
نُصبت المرشّات في حديقة "لا كونكورد" حيث تُنظّم رياضة التزلج على الألواح وركوب الدراجات الهوائية الحرة (BMX). وأعلنت شركة القطارات والمترو في العاصمة باريس عن توزيع أكثر من 2.5 مليون عبوة مياه في أكثر من 70 نقطة على شبكتها وفي محطات الحافلات.
وكانت فرق الفروسية ترشّ خيولها بالماء البارد وتبقيها في الظل بعد ركوبها في السبّاق. وقال الفرسان أيضًا إنهم قلّصوا مدة الإحماء من 45 دقيقة إلى نصف ساعة قبل المنافسات التي تقام في الحدائق الملكية لقصر فرساي خارج باريس.
وقالت حاملة لقب بطولة أمريكا المفتوحة للتنس، كوكو جوف، قبل يوم واحد من إقصائها في المنافسات الفرديّة: "لقد استخدمت منشفة الثلج، وهو أمر نادرًا ما أفعله في المباريات، لكنه كان شيئًا وقائيًا".
من ناحية أخرى، وجد نجم التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الذي تغلب على غريمه الإسباني رافاييل نادال يوم الاثنين، أنّ الجو "حار جدًا على الملعب"، مشيرًا إلى التغيير الذي طرأ على الطقس بعد أمطار يوم السبت. وقال: "طقس باريس لا يمكن التنبؤ به بالمرّة".
وفي أقصى الجنوب، ارتدت راكبة الأمواج الأمريكية، دومينيك ستاتر، سترة مملوءة بأكياس الثلج بعد سباقاتها في مرسيليا يوم الاثنين، حيث بلغت درجة الحرارة 31 درجة مئوية في وقت متأخر من بعد الظهر. وقالت ستاتر، وهي من مدينة فلوريدا شديدة الحرارة: "إنّها حرارة جنونية للغاية، أكثر من ميامي".
ووصفت الوكالة الوطنية للطقس في فرنسا موجات الحر بأنها "تزداد كثافة وتواترا وطولا" في ظل التغيّر المناخي. وذكرت أنه قبل 1989، كانت درجات الحرارة المرتفعة هذه تُلاحظ في المتوسط مرة واحدة كل خمس سنوات، لكن منذ 2000 أصبحت تتكرّر كل سنة. ومن المتوقع أن تستمر في الارتفاع.