آخر الأخبار

حرب غزة: إعلان نتائج الثانوية العامة دون احتفال وطلاب غزة مغيبون بسبب الحرب

شارك الخبر
مصدر الصورة

على عكس ما يعلن سنويا عن أعداد الناجحين في امتحان الثانوية العامة في الأراضي الفلسطينية وأسماء الطلبة الأوائل في الأفرع التعليمية في المدارس الفلسطينية، بدأت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بيانها هذا العام بالحديث عن الطلبة الذين حرموا من التقدم لامتحان الثانوية العامة في قطاع غزة، بسبب الحرب المستمرة لليوم 298 على التوالي.

وزير التربية والتعليم الفلسطيني أمجد برهم قال فيه تصريح له: "هذا العام لا نسب عامة للنجاح فالأعداد لم تكتمل، إذ لم يتقدم 39 ألفا من طلاب قطاع غزة لامتحانات الثانوية العامة. فقد قتل 10 آلاف من طلبة المدارس والجامعات في غزة، من بينهم 450 طالبا في الثانوية العامة بالإضافة إلى اعتقال 55 آخرين منذ بدء الحرب والتي قتل خلالها كذلك 400 معلم فلسطيني ودمر نحو 289 مبنى مدرسيا من أصل 307، إلى جانب التدمير الكامل لـ31 مبنى تابعا للجامعات في القطاع".

"نحن شعب واحد وعار علينا أن نحتفل"

وسادت مشاعر الألم والحزن في منازل عائلات طلاب الثانوية العامة الذين قتلوا بالرصاص الإسرائيلي خلال أشهر العام الماضي، ولم يتسن لهم بلوغ نتائج الثانوية العامة. وفي مشهد تضامني، وزع شبان وبمبادرات عفوية عن أرواح طلبة الثانوية العامة في غزة الحلوى والمياه على المارة في شوارع مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة ، حسب وسائل إعلام محلية.

وساد الهدوء على جل منازل عائلات الناجحين في امتحانات الثانوية العامة لاختلاط مشاعر الفرح بالحزن والحسرة على من لم يتمكن من خوض تجربة الثانوية العامة. كما غابت أصوات أغاني الخريجين والمفرقعات عن الشوارع، وسط حالة من الالتزام الشعبي شبه التام بالتعليمات الرسمية والشعبية لإلغاء الاحتفالات السنوية التي تقام للناجحين بسبب الحرب.

زرنا منزل الطالب أحمد دراج في مدينة رام الله والذي حصل على معدل 99.7% وحاز المرتبة الأولى في الثانوية العامة - الفرع العلمي في الأراضي الفلسطينية. دموع الألم والحسرة على نظرائه من طلاب غزة ممن فارقوا الحياة طغت على فرحة النجاح، وخلا المنزل من أي مظاهر احتفالية. قال لنا أحمد :" يستحيل أن أفكر بالاحتفال وألغيت الفكرة تماما. نحن شعب واحد وعار علينا أن نحتفل أو أن نفكر بالاحتفال حتى. لا توجد فرحة حتى في إطار البيت فما بالكم بالاحتفالات!

وأرسل دراج رسالة لزملائه في غزة الذين لم يتمكنوا من خوض الامتحانات مطالبا إياهم بالصبر حتى تعود الأمور إلى طبيعتها.

بناء الجدران وخطط ترميم نفسية الطلاب

يقول الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور لبي بي سي، حول غياب النسبة العامة للنجاح عن نتائج الثانوية العامة: "نتيجة حرمان الطلاب من العملية التعليمية بفعل الحرب في غزة وما تشهده الضفة الغربية المحتلة من حصار وعمليات عسكرية، تقدم ما نسبته 55% فقط من طلاب الثانوية العامة للامتحانات.

ويضيف الخضور أن خوف الطلبة على حياتهم وقلقهم من التغيب عن الامتحانات وتدمير مدارسهم في غزة، كذلك قلق الطالب في الضفة الغربية مما إذا كان سيتمكن من التقدم للامتحان في اليوم التالي تحديدا في مدن جنين وطولكرم ونابلس حيث تكثفت الاقتحامات العسكرية لأيام، كل ذلك شكل ضغطا نفسيا هائلا لأن ما يعيشونه يتخطى القلق من الامتحان الذي يختبره أي طالب للثانوية العامة في أي مكان في العالم".

مصدر الصورة

وأكد الخضور أن خسارة طلبة الثانوية العامة بشكل خاص والعملية التعليمية الفلسطينية بشكل عام "هي خسارة فادحة ولكن من الممكن التعويض"، موضحا أنه قد يكون من الصعب تعويض المناهج كافة في كل المساقات التعليمية ولكن نسعى في الضفة الغربية لإقامة مدارس ميدانية للتعويض على ما فات الطلبة.

أما في قطاع غزة، فقد أعلنت وزارة التعليم أنها بحاجة إلى 4500 غرفة، إذ نعمل على توفير وحدات وغرف بديلة سيتم تركيبها بنظام "الليجو" لتخدم الطلاب بشكل مؤقت وعدد محدود من السنوات ويكون التدريس على فترتين صباحية ومسائية لتعويض الفاقد التعليمي، فور انتهاء الحرب، بحسب المسؤول الفلسطيني.

ويبدو أن خطط وزارة التربية والتعليم تتضمن كذلك التركيز على الحالة النفسية للطلبة والمعلمين، وفق ما أكد لنا الخضور بقوله : "لا بد من تنفيذ خطة خاصة للتدخلات النفسية للطالب والمعلم على حد سواء، إعادة بناء جدران المدارس قد تكون أسهل من إعادة نفوس تهشمت من ويلات الحرب المستمرة خاصة وأننا نتحدث عن طلبة من فئات عمرية صغيرة بالتأكيد تأثير الحرب عليها مضاعف".

مصدر الصورة

وكانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قد أعلنت نيتها عقد دورة خاصة لطلبة الثانوية العامة في غزة فور انتهاء الحرب، ضمن خطة لإنقاذ العام الدراسي ومستقبل الأجيال الفلسطينية المهددة بالطمس من قبل الاحتلال، وفق التعبير الرسمي.

كما أعلنت الحكومة الفلسطينية سعيها لتعويض الطلبة ما فاتهم من أيام دراسية فور انتهاء الحرب، من خلال إعداد وزارة التربية والتعليم الخطط اللازمة لاستكمال العملية الدراسية، وفق تأكيد بيان الحكومة، إضافة الى التحضير لاستعادة العملية التعليمية لنحو 20 ألف طالب فلسطيني مقيم في الاراضي المصرية منذ أشهر.

مصدر الصورة

تقدم نحو 50 ألف طالب فلسطيني فقط لامتحانات الثانوية العامة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة، بحسب بيان وزارة التربية والتعليم، منهم أكثر من 1530 طالبا قدموا الامتحانات في حوالي 29 دولة خارج الأراضي الفلسطينية، وتحديدا في مصر التي استقبلت الفلسطينيين ممن غادروا قطاع غزة.

وأضاف حول ذلك المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور لبي بي سي :" قتل منذ أكتوبر /تشرين الأول الماضي 450 طالبا من بينهم 20 طالبا فلسطينيا من مدارس الضفة الغربية المحتلة . ولم يكن إجراء الامتحانات في عدد كبير من مدارس الضفة الغربية سهلا تحديدا في المدن والمناطق التي شهدت عمليات عسكرية مكثفة خلال العام الماضي".

وأكدت وزارة التربية والتعليم أن عددا كبيرا من مدارس جنين وطولكرم ونابلس ومسافر يطا، "شهدت ظروفا استثنائية" على مدار العام، كتعذر استكمال امتحان اللغة الإنجليزية في مدارس مديرية طولكرم تزامنا مع عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في المدينة مطلع شهر يوليو /تموز الماضي، وتحديد موعد جلسة ثانية في ذات الشهر ليتمكن الطلبة من إنهاء أوراق الامتحان ، بحسب ما وثقت الوزارة .

" حماية حق الفلسطينيين في التعليم "

مصدر الصورة

تعتبر الغالبية في المجتمع الفلسطيني شهادة الثانوية العامة هامة ومصيرية لتحديد مستقبل الشباب الفلسطيني، وعادة ما يخيم القلق على مشاعر الطلاب وأهاليهم طوال العام الدراسي الذي كان منذ بدايته مثقلا بويلات الحرب بشكل غير مسبوق.

تصف الخبيرة التربوية الفلسطينية سائدة عفونة الظروف المعيشية للطالب الفلسطيني بالمأساوية نتيجة الخوف والقلق الدائم على حياته ومصيره وعدم وضوح المستقبل في ظل استمرار الحروب إن كان في غزة أم في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت عفونة التي تتابع عن كثب المسيرة التعليمية في المدا ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

إقرأ أيضا