تجمع كافة الأطراف الفلسطينية، على أن قرار الكنيست الإسرائيلي، الاثنين22 تموز/يوليو، تصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، "منظمة إرهابية"، ستكون له عواقب وخيمة على حياة اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام، وخاصة على سكان قطاع غزة، الذي شهد تدميرا واسعا من قبل إسرائيل، خلال الحرب الدائرة منذ مايزيد على تسعة أشهر، والذي تؤكد عدة تقارير دولية، على أن سكانه يعيشون في مجاعة بالفعل.
ثلاثة في واحد
ويعد مشروع القانون، الخاص بتصنيف وكالة الأونروا "إرهابية"، واحدا من بين ثلاثة مشاريع قوانين، بشأن المنظمة الدولية، وحظر عملها في إسرائيل، وقد صدق عليها الكنيست جميعا، في قراءة أولى.
ووفقا لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) الإسرائيلية الصادرة بالانجليزية ، فإن مشروع القرار الأول، ينص على منع الوكالة من العمل، في الأراضي الإسرائيلية وقد تم تمريره، بغالبية 58 صوتاً من أصل 120 بالكنيست، مقابل 9 أصوات، أما القرار الثاني، فيهدف إلى تجريد موظفي (الأونروا) من الحصانات والامتيازات القانونية، الممنوحة لموظفي الأمم المتحدة في إسرائيل، وقد أُقرّ بغالبية 63 صوتاً مقابل معارضة 9 أصوات. في حين ينص القرار الثالث على تصنيف (الأونروا) منظمة "إرهابية"، ويطالب الحكومة الإسرائيلية، بقطع العلاقات معها، وجرى تمريره بموافقة 50 صوتاً مقابل 10 معارضة أصوات.
وسيتعين إعادة مشاريع القوانين الثلاثة، إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، للتحضير للقراءتين الثانية والثالثة، اللازمتين لكي يصبح التشريع قانوناً، وفي حالة تحولت إلى قانون، فسيتم إنهاء أي علاقة بين دولة إسرائيل والوكالة الأممية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وسيتم التعامل معها ومع موظفيها باعتبارها "منظمة إرهابية" وفقا لقانون مكافحة الإرهاب.
إدانات فلسطينية وعربية
ولقي تمرير الكنيست الإسرائيلي، في قراءته الأولى، لمشروع القرار، باعتبار (الأونروا) منظمة "إرهابية"، إدانات واسعة من كافة الأطراف الفلسطينية، وبعض الأطراف العربية، إذ أجمعت المؤسسات الفلسطينية، على أن الخطوة تمثل استهتارا بالمجتمع الدولي، ومنظماته الأممية.
وقالت حركة حماس في بيان لها إنَّ " مصادقة كنيست الاحتلال، يعتبر إجراءًا باطلا وغير قانوني، صادرًا عن سلطة احتلال، تسعى لإنهاء القضية الفلسطينية وفي مقدمتها قضية اللاجئين، وحقهم في العودة إلى ديارهم"
من جانبه دعا حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والحليف البارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس، المجتمع الدولي إلى مقاومة محاولات حل الوكالة، وكتب الشيخ على تطبيق تيليجرام "قرار الكنيست الإسرائيلي بتصنيف (الأونروا) كمنظمة إرهابية هو استهتار إسرائيلي بالمجتمع الدولي".
بدوره، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن قرار الكنيست يعد "قراراً خطيراً ويحمل أبعاداً سياسية، وتحركاً خطيراً في سياق القضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين".
وكانت الخارجية الأردنية، قد أدانت من جانبها، تصنيف (أونروا) كمنظمة "إرهابية"، مؤكدة أنه محاولة لحل الوكالة واغتيالها سياسيًا واستهداف رمزيتها، التي تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وفق القانون الدولي، بحسب ما ذكرته "وكالة الأنباء الأردنية".
وفي 26 أيار/مايو الماضي، كان الكنيست الإسرائيلي، قد صوّت بقراءة تمهيدية، على مشروع قانون قطع العلاقات مع (الأونروا) ، وإعلانها منظمة إرهابية، بعد أن تراجعت معظم الدول الغربية،عن قطع تمويلها للوكالة، بعدما فشلت إسرائيل، في إثبات مزاعمها بشأن مشاركة موظفين فيها، في هجمات السابع من تشرين الأول/اكتوبر الماضي، التي شنتها حماس على إسرائيل.
اتهامات إسرائيلية
وتتهم إسرائيل موظفين في (الأونروا) ، بالمشاركة في عملية (طوفان الأقصى)، التي نفذتها عناصر تابعة لحماس على إسرائيل، كما تتهم جهاز التربية التابع للوكالة بدعم الإرهاب والكراهية.
وكانت عضو الكنيست، يوليا ميلينوفسكي، عن حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض، والتي طرحت مشروع القانون في الأصل، قد قالت بعد تمريره في القراءة الأولى "لا يمر يوم دون أن ينشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي نتائج جديدة من الميدان تربط الأونروا بالإرهاب".
وأضافت ميلينوفسكي إن "تورط الوكالة في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر معروف للجميع، كما أن المنظمة تستوفي جميع التعريفات التي تنص عليها المادة 2 من قانون مكافحة الإرهاب، ولكن لسبب ما، لا تزال دولة إسرائيل لا تعرفها على أنها إرهابية".
لابديل عنها
وتقدم (أونروا)، خدمات التعليم والرعاية الصحية والمساعدات، لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، والأردن ولبنان وسوريا، ولطالما توترت علاقاتها مع إسرائيل، لكن العلاقات تدهورت بشكل حاد منذ بداية الحرب في غزة، إذ تكررت الدعوات الإسرائيلية بحل الوكالة.
وتعمل الوكالة ،على تقديم الدعم والحماية، لحوالي 5.6 مليون لاجئ فلسطيني، مسجلين لديها في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، إلى أن يتم إيجاد حل لمعاناتهم، ويتم تمويلها بالكامل تقريبا، من خلال التبرعات الطوعية، التي تقدمها الدول الأعضاء، في منظمة الأمم المتحدة.
وهناك أكثر من 5 ملايين و900 ألف لاجئ فلسطيني، يعتمدون على المساعدات من الوكالة، التي تأسست في الأصل لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، وإيجاد فرص العمل لهم، ونجحت في تخفيف مصاب ملايين اللاجئين، على مدار 7 عقود ونصف، وبلغت أحدث ميزانية لها 1.74 مليار دولار.
وقد يؤدي وقف عمل ( الأونروا)، إلى تفاقم مأساة الجوع في غزة، بصورة كبيرة، بفعل الحرب الإسرائيلية، إذ كشف برنامج الأغذية العالمي في 25 من حزيران/ يونيو الماضي، عن أن 96% من سكان غزة، يواجهون مستويات شديدة من الجوع، والانعدام الحاد للأمن الغذائي الحاد.
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 24 تموز/ يوليو
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب