آخر الأخبار

ليلة ضرب تل أبيب.. كيف تمكن الحوثيون من بناء سلاح مسيرات هجومي في أقل من 10 سنوات؟

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

في صباح الجمعة 19 يوليو/تموز، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن أنها استهدفت تل أبيب بطائرة مسيرة قادرة على التخفي عن الرادار، وأسفر الهجوم عن تفجير أحد المباني وقتل شخص واحد مع وقوع عدد من الإصابات.

توعدت إسرائيل بالرد على الضربة، مؤكدة أنها لا تستبعد قصف أهداف داخل اليمن، وفي هذا السياق أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المسيرة "لم تُعتَرض لعدم تصنيفها هدفا معاديا".

من جهة أخرى، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن سلاح الجو المسير للجماعة "استهدف تل أبيب بمسيرة جديدة من طراز "يافا"، قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية، ولا تستطيع الرادارات اكتشافها".

مضيفا أن تل أبيب "تقع في مدى أسلحة الجماعة، وستكون هدفا رئيسيا لها"، وأن "القوات المسلحة اليمنية تعلن منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة، وستكون هدفا أساسيا في مرمى أسلحتنا، وإننا سنقوم بالتركيز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق".



وبالنسبة للطائرة المسيرة "يافا"، فقد أعلنت بعض المصادر الإسرائيلية أنها تشبه إحدى مسيرات سلسلة "صماد"، التي يمتلكها الحوثي، وأشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن الطائرة المسيرة قطعت نحو 2000 كيلومتر، وسلكت مسارات جديدة لتضليل أنظمة الرصد التابعة للجيش.

وطبقا لصحيفة يديعوت أحرونوت فإنّ معلومات إسرائيلية تفيد بأنّ المُسيرة حلقت في مسارات غير معتادة مقارنة بالمرات السابقة، وهذا أثر سلبا على أنظمة الكشف والرصد التابعة للجيش الإسرائيلي.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية فقد تم تصميم رأس الطائرة الحربي المتفجر الذي يزن بضعة كيلوغرامات بما يتلاءم مع رحلة طويلة متوقعة، وقدر وزن المُسيرة بنحو 10 كيلوغرامات، وقد سارت 10 ساعات تقريبا أثناء رحلتها من اليمن إلى تل أبيب.

تطور متسارع

ومن المعروف أن جماعة أنصار الله الحوثي في السنوات العشر الماضية تتحرك بثبات في اتجاه بناء ترسانة من المسيرات المتطورة، مقدرة أن ارتفاع حصيلتها من هذا السلاح سيعزز من أوراقها الإستراتيجية في المنطقة. لذا فالمسيرات بالنسبة لها سلاح وجودي، وليس مجرد تشكيل من تشكيلات مسلحة.

وفي هذا السياق، تتنوع المسيرات الحوثية من حيث المهام والاستخدام، فمن مسيرات الرصد والاستطلاع إلى أسراب القتال وصولا إلى المسيرات الانتحارية، مثل طائرات "صماد" بأنواعها. وهذه الأخيرة ترقت في التطور التقني من "صماد-1" إلى "صماد-2" إلى "صماد-3" إلى "صماد-4″، وكلها أجيال من المسيرات منوعة القدرات والمهام.

رحلة التطور هذه تفتح الباب واسعا لفهم مقدار ما حصل من تحديث داخل تقنية المسيرات، وكذلك المتوقع حدوثه لترسانة المسيرات التابعة للحوثيين.

فقد كانت "صماد-1" تُستخدم في المقام الأول للاستطلاع والمراقبة، وطُرحت عام 2017، مع مدى وصل إلى 150-200 كيلومتر فقط، بعدها في 2018 جاءت "صماد-2″، وكانت مجهزة بكاميرات بصرية لجمع المعلومات الاستخبارية، إلى جانب زيادة مدى طيرانها إلى ما يقرب من 1000 كيلومتر، حيث يمكنها حمل رؤوس حربية متفجرة صغيرة لتوجيه ضربات دقيقة، بوزن نحو 40-50 كغم شاملا الحمولة المتفجرة.

تلا ذلك "صماد-3" المزودة بمهام هجومية بعيدة المدى مع قدرات مراقبة متقدمة، مع قدرة طيران امتدت لمدى يصل إلى 1500 كيلومتر، ومجهزة بكاميرات بصرية وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء للعمليات النهارية والليلية مع تكنولوجيا متقدمة لنقل البيانات، كل ذلك دون تحميل إضافي في الوزن الذي لا يتعدى 50-70 كغم شاملا الحمولة.

وأخيرا أُعلن في عام 2021 عن "صماد-4″، التي تؤدي مهام مزدوجة بين الاستطلاع والعمليات الهجومية، ومن المحتمل أنها تمتلك ميزة التخفي مع مدى يصل إلى 2000 كيلومتر.

يُمثِّل نموذج "صماد" حالة تفسيرية لتراكم خبرة العمل في تقنية المسيرات عند الحوثيين، وكيف انتقلت من المراقبة بوصفها وظيفة أساسية إلى مهام أكثر تقدما وتنوعا، وقد مكَّنت الترقيات في المدى والحمولة وأنظمة الملاحة هذه المسيرات من إجراء عمليات استطلاع وهجمات بدقة وتأثير متزايدين.

أعلن الحوثيون كذلك عن "وعيد" التي يبلغ مداها 2500 كيلومتر. بشكل خاص، تشبه "وعيد" المسيرة الإيرانية "شاهد 136″، وصُمِّمت لمهاجمة أهداف أرضية من مسافة بعيدة، وهي تعمل بوصفها مسيرة انتحارية، فما إن تصل إلى الهدف حتى تفجر نفسها فيه، وإطلاقها يكون على دفعات تتكون من خمس مسيرات أو أكثر لإرباك الدفاعات الجوية عن طريق استهلاك مواردها.

تتميز المسيرة "وعيد" بطول يبلغ نحو ثلاثة أمتار ونصف، وعرض يصل إلى نحو مترين ونصف، وهي مزودة بجناح على شكل مثلث قصير، مندمج في جسم الطائرة المركزي، وتحتوي المسيرة في مقدمتها على رأس حربي يُقدَّر وزنه بـ30-50 كغم، بينما يقع المحرك في الجزء الخلفي من جسم المسيرة ويُدار بمروحة دافعة ذات شفرتين.

أما الدور الرئيس لهذه المسيرة فيتعلق بمهاجمة الأهداف الأرضية الثابتة، التي تكون إحداثياتها معروفة، وهي غير فعالة ضد الأهداف المتحركة.

خطوط تطوير فعالة

لكن كيف تمكَّن الحوثيون من تطوير سلاح المسيرات الخاص بهم بهذه السرعة؟ الإجابة هي خطوط التوريد الفعالة التي تتقاطر على الحوثي منذ سنوات.

فخلال ضربات جماعة أنصار الله السابقة، وثَّقت مؤسسة "أبحاث تسليح الصراعات" عددا من المسيرات التي أُسقطت أثناء تلك العمليات، وتوصل التقرير الخاص بالمؤسسة إلى أن مسيرة "قاصف-1" التي استُخدمت في مجموعة من تلك المهام تشبه مسيرات أبابيل الإيرانية، ولكنها تبدو أصغر.

لكن التقرير رغم ذلك رجح أن المسيرة لم تُصنع في إيران، بل جمعت محليا، حيث بُني الإطار الخارجي للمسيرة بشكل أوّلي، أضف إلى ذلك أن أجزاء جسم المسيرة حملت أرقاما مكتوبة بخط اليد، مما يشير إلى أنها من إنتاج ورش محلية، بحسب التقرير.

وقد ربط هذا التحقيق بين قدرة الحوثيين على تجميع المسيرات، ورصيدهم التقني في صناعة العبوات الناسفة.

وبدراسة عدد من المسيرات من طراز "صماد"، توصلت المؤسسة إلى استنتاج مفاده أن طرق صناعة المكونات والأجزاء الموجودة في المسيرات التابعة للحوثيين مماثلة في كثير من الحالات لتلك المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة، التي يمتلكون فيها رصيدا كبيرا، إضافة إلى أن بعض مكوناتها تتشابه مع أجزاء تقنية تعرف بها المسيرات الإيرانية.

ما يعني أنه حتى رغم اعتماد الحوثيين على تكنولوجيا إيرانية، فإنهم يمتلكون بالفعل خبرة على التصنيع المحلي بدأ العمل عليها ربما من 2015.

لتأكيد ذلك، أثبت فريق من الخبراء التابعين للأمم المتحدة أن أحد نماذج صاروخ "بركان" قد جُمِع على الأرج ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا