قبل يومين فقط، أفاد تقرير أميركي بأن إسرائيل تعدّ العدة داخلياً، استعداداً لفتح حرب عند الجبهة الشمالية.
استعداد إسرائيلي ثم تصعيد
وكشف التقرير أن الاستعدادات الإسرائيلية شملت تخطيطا لهجوم على حزب الله فوق الأرض وتحتها، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وشملت تجهيز مبنى تحت الأرض في مجمع رمبام للرعاية الصحية، بما يشمل 4 غرف عمليات وجناح للولادة ومركزا لغسيل الكلى.
كذلك وضع تلك المرافق جميعها في طوابق المواقف التي كانت مخصصة للسيارات.
أيضا تدريب الأطباء على إخلاء التواجد في أروقة المجمع الطبي والانتقال إلى المواقف المجهزة في أسرع وقت.
وتابعت الصحيفة أن العملية تشمل اجتياحاً برياً إسرائيلياً لجنوب لبنان، وإطلاق صواريخ تدمر البنية التحتية تجاه شمال إسرائيل.
كما توقع التقرير أن تؤثر هجمات حزب الله على المدن والبلدات القريبة من شمال إسرائيل.
قلق بعد التصعيد
ورغم كل هذه التفاصيل، فلم تشر الصحيفة إلى أي موعد لانطلاق الحرب، إلا أن التطورات الأخيرة أثارت قلقاً واسعاً.
فبينما تستمر المفاوضات بين الوسطاء بحثاً عن حل ينهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، لم تهدأ جبهة لبنان أبداً. بل ازدادت حدة التوترات إلى حد كبير خلال الساعات القليلة الماضية، خصوصا عقب إعلان الحوثيين استهداف تل أبيب بمسيرة.
وشهدت الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً كبيراً آخر 48 ساعة، جاء عقب اغتيال إسرائيل 4 من قياديي وكوادر "حزب الله" و"الجماعة الإسلامية" واتبعت تلك الهجمة بغارة مدمرة على بلدة الجميجمية مودية بعدد من الضحايا والجرحى.
ليرد الحزب بغارات شملت ولأول مرة، 3 مستوطنات إسرائيلية جديدة لم يسبق له استهدافها في عملياته السابقة، مما أثار مخاوف دولية من رد إسرائيلي قد ينذر بحرب شاملة.
واليوم، أعلن حزب الله عن استهدافه صباحاً تجمعا لجنود إسرائيليين في محيط موقع المنارة بقذائف المدفعية.
فيما أفيد بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة على بلدة حولا، وقد توجهت سيارات الإسعاف إلى مكان الاستهداف.
كذلك سجل تحليق للطيران التجسسي الإسرائيلي خلال ساعات الليل وحتى صباح اليوم فوق مزارع شبعا ومنطقة حاصبيا، وصولا حتى أجواء مرتفعات جبل الشيخ المشرفة على منطقة راشيا الوادي وسهل البقاع وإقليم التفاح، وذلك بعدما استهدفت المدفعية الإسرائيلية أمس أطراف بلدات في الجنوب وعند الحدود.
توتر مستمر
يشار إلى أن الأمين العام حسن نصر الله، كان حذّر في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء، الأسبوع الماضي، الجيش الإسرائيلي بأنه "لن يعاني من نقص في الدبابات إذا جاءت إلى لبنان وجنوب لبنان" بل "لن تبقى لديه دبابات".
أتى هذا بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي لأول مرة بمعاناته من نقص في الدبابات، بسبب تضررها في جبهات القتال في غزة، كما أوردت صحيفة "يديعوت أحرنوت".
جاء هذا بعدما حذّر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب، من العواقب الكارثية لأي تصعيد أو اجتياح إسرائيلي للبنان، مشيراً إلى أن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى توسع رقعة الحرب لتصبح إقليمية.
وخلال لقاءاته في نيويورك، على هامش مشاركته في النقاش المفتوح حول الحالة في الشرق الأوسط في مجلس الأمن، شدد بو حبيب على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة، خاصة في جنوب لبنان، وعلى أهمية تنفيذ القرار 1701 بالكامل.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ أن دخلت حركة حماس، حليفة الجماعة في قطاع غزة، حرباً مع إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول.
في حين أن تصاعد حدة الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية يزيد من المخاوف من إمكانية تحول هذا التبادل إلى حرب شاملة.