أفاد قيادي كبير في حماس لوكالة فرانس برس، الأحد، بأن الحركة "قررت وقف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة" مندداً بما وصفه "عدم جدية الاحتلال" و"ارتكاب المجازر في حق المدنيين العزّل".
وأكد قيادي آخر في الحركة للوكالة، أن قائد كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكري لحركة حماس- محمد الضيف "بخير"، بعدما قالت إسرائيل إن غارة استهدفته، السبت.
وقال القيادي في حماس إن "رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أبلغ الوسطاء وبعض الأطراف الاقليمية خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية بقرار حماس بوقف المفاوضات، بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل".
وحث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار والدول الإقليمية، للتدخل والقيام بما يلزم مع الإدارة الأمريكية وغيرها "لوقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني والعمل جديا لوضع حد للعدوان المتواصل".
بعد مقتل وإصابة العشرات جراء غارات إسرائيلية على منطقة المواصي في خان يونس، السبت.
وقالت حركة حماس في بيان لها مساء السبت، أجرى إسماعيل هنية، سلسلة من الاتصالات مع الوسطاء وبعض الدول الإقليمية، في ضوء "المجازر الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال" في منطقتي مواصي خان يونس ومخيم الشاطئ بقطاع غزة.
يأتي هذا فيما كشف مصدران أمنيان مصريان، يوم السبت، أسباب توقف المفاوضات حول هدنة في غزة والتي جرت في القاهرة بمشاركة وفد إسرائيلي.
وقال المصدران المصريان لوكالة رويترز، إن إسرائيل ليس لديها نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق.
كما أن سلوك المفاوضين الإسرائيليين يكشف عن "عدم اتفاق داخلي (في إسرائيل حول وقف إطلاق النار)".
وأوضحا أن "سياسة التواصل بين القادة في إسرائيل والوفد المكلف بالتفاوض من جانبهم تثبت أن هناك عدم اتفاق داخلي وهذا ما ظهر من خلال موافقات يعطيها الوفد الإسرائيلي ثم تظهر تعديلات عليها ثم نتفاجأ بشروط جديدة قد تنسف المفاوضات من الأساس".
وأكدا على أنه كان هناك في القاهرة مفاوضات مكثفة على مدار ثلاثة أيام لم تفض إلى نتيجة قابلة للتطبيق.
اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي السبت، بأنه "بارك ما وصفه بعملية المواصي بعدما عرضها على الشاباك، وبعد علمه بعدم تواجد مختطفين إٍسرائيليين في محيط موقع تنفيذ الغارة".
كما قال نتنياهو إن الغارة الإسرائيلية على مواصي خان يونس أصابت محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ونائبه رافع سلامة، "لكنني لا أعلم مصير الضيف".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ، يوم السبت، أن حصيلة ما وصفته بـ"مجزرة الاحتلال البشعة" بحق المواطنين والنازحين في منطقة مواصي محافظة خان يونس، بلغت 90 قتيلاً (نصفهم من الأطفال والنساء) و300 إصابة بينها حالات خطيرة وحرجة، ولا تزال الطواقم الطبية تتعامل معها حتى اللحظة.
وشهد يوم السبت أيضا سجالا بين حماس والرئاسة الفلسطينية حول الهجوم الإسرائيلي على المواصي ومخيم الشاطئ.
وأعلنت حركة حماس استنكارها تصريحات رئاسة السلطة الفلسطينية، والذي رغم أنه أدان إسرائيل وحملها مسؤولية الهجوم، إلا أنه قال إن حماس منحت إسرائيل الذريعة لمهاجمة المدنيين.
وقالت حماس في بيان، إن بيان السلطة الفلسطينية لم "يعف الاحتلال من مسؤولية المجازر في خان يونس والشاطئ وتساوي بين الضحية والجلاد".
وطالبت السلطة بسحب هذه التصريحات "المؤسفة"، لأن "الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية هما المسؤولان عن هذه الجرائم".
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد قالت في بيان لها السبت بعد الغارات على المواصي وموخيم الشاطئ، إن "الرئاسة الفلسطينية تدين هذه المذبحة وتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها وكذلك الإدارة الأمريكية التي توفر كل أنواع الدعم للاحتلال وجرائمه".
ووصفت الهجوم بأنه "حلقة في سلسلة المذابح اليومية التي ترتكبها في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، التي تمثل جرائم حرب مكتملة الأركان وجرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة جماعية تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وتابع البيان: "تعتبر الرئاسة حركة حماس بتهربها من الوحدة الوطنية وتقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال، شريكا في تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا".
ودعت الرئاسة الفلسطينية حركة حماس إلى "تغليب المصالح الوطنية العليا ونزع الذرائع من يد الاحتلال بغية وقف هذه المذبحة المفتوحة بحق شعبنا".