آخر الأخبار

دراسة جدلية تتحدى المعرفة السائدة حول علاقة الكحول بالسرطان

شارك

وجدت دراسة حديثة أن استهلاك الكحول يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، فيما لا يظهر التأثير نفسه على أنواع أخرى، ما يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الكحول والمرض.

صورة تعبيرية / jittawit.21 / Gettyimages.ru

وتشير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إلى أن تناول الكحول يزيد من خطر الإصابة بما لا يقل عن سبعة أنواع من السرطان، محذّرة من أن حتى الكميات القليلة قد تساهم في رفع هذا الخطر.

ورغم أن أبحاثا سابقة ربطت استهلاك الكحول بسرطانات عدة، من بينها سرطان الثدي والأمعاء والمريء والكبد والفم والحلق والحنجرة، يؤكد باحثون من جامعة كامبريدج ومعهد كارولينسكا في السويد أن معظم هذه الأدلة تستند إلى دراسات قائمة على الملاحظة، ما يجعل من الصعب الجزم بوجود علاقة سببية مباشرة.

واعتمدت الدراسة الجديدة على تحليل العوامل الجينية المرتبطة باستهلاك الكحول باستخدام تقنية "التوزيع العشوائي المندلي"، التي تقوم على دراسة الاختلافات الجينية المرتبطة بسمات محددة لدى الأفراد.

وحلل فريق البحث بيانات جينية تعود إلى نحو 1.4 مليون شخص مشاركين في دراسات طويلة الأمد في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفنلندا.

وأظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباط بين الجينات المرتبطة بزيادة استهلاك الكحول وخطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق والمريء والأمعاء.

أما بالنسبة لأنواع السرطان الأخرى، بما في ذلك سرطان الثدي، فقد كانت الأدلة غير متسقة أو غير كافية، وهو ما يشير إلى عدم وجود رابط جيني واضح، وفقا لجامعة كامبريدج.

كما بيّنت الدراسة، عند التركيز على بيانات المملكة المتحدة، أن الاستهلاك المتوقع للكحول بناء على العوامل الجينية ارتبط بزيادة خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 44% عموما.

وقال البروفيسور ستيفن بورغيس، أستاذ الإحصاء الحيوي في جامعة كامبريدج والمشرف على الدراسة، إن النتائج "تؤكد التأثير الضار لاستهلاك الكحول على خطر الإصابة بالسرطان، لكنها تشير إلى أن هذا التأثير يتركز في الأجزاء التي تتعرض للكحول بشكل مباشر"، مضيفا أن الدراسة لم تجد أدلة تدعم وجود تأثير لاستهلاك الكحول على خطر الإصابة بسرطان الثدي، خلافا لما توصلت إليه أبحاث سابقة.

ومن جهتها، أوضحت الدكتورة سوزانا لارسون، عالمة الأوبئة في معهد كارولينسكا وقائدة التحليلات، أن عدم رصد علاقة واضحة مع سرطان الثدي قد يعود إلى أن التأثير الحقيقي ضعيف جدا، أو إلى تأثر نتائج الدراسات السابقة بعوامل أخرى، مثل استخدام الهرمونات، يصعب ضبطها في الدراسات الرصدية.

ورغم هذه النتائج، شدد باحثون على أن شرب الكحول، ولا سيما الإفراط فيه، يظل ضارا بالصحة العامة، إذ يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والكبد والخرف، إضافة إلى العنف والانتحار.

وفي تعليقها على الدراسة، قالت الدكتورة كلير نايت، مديرة المعلومات الصحية في مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إن هناك "أدلة قوية متراكمة على مدى عقود تربط الكحول بعدد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي".

وأضافت أن حتى الكميات القليلة من الكحول قد تلحق أضرارا بخلايا الجسم، مشيرة إلى أهمية وضع ملصقات تحذيرية واضحة على عبوات الكحول لرفع مستوى الوعي وتشجيع الناس على التفكير في كمية ما يستهلكونه.

وبدورها، أكدت سالي كوم، نائبة مديرة التمريض والمعلومات الصحية في مؤسسة Breast Cancer Now، أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يتأثر بعوامل متعددة، منها الوراثة ونمط الحياة والبيئة، وأنه لا يمكن الجزم بسبب إصابة أي شخص بالمرض.

وأضافت أن الدراسة، رغم إشارتها إلى غياب تأثير مباشر للكحول على سرطان الثدي، لا تنفي وجود علاقة محتملة مدعومة بدراسات أخرى، مشددة على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث، ومجددة التوصية بالحد من تناول الكحول واتباع نمط حياة صحي.

نشرت الدراسة في مجلة BMC Medicine.

المصدر: إندبندنت

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار