آخر الأخبار

احذر.. فقدان السمع باكرا قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف

شارك
يُعاني ما يناهز 57 مليون شخص حول العالم من الخرف، وتتزايد الحالات بمعدل 10 ملايين حالة جديدة كل عام.صورة من: Ute Grabowsky/photothek/picture alliance

يُعد فقدان السمع تدريجيا في كلتا الأذنين مع التقدم في السن، حالة شائعة لدى كبار السن، ويُصيب هذا المرض حوالي اثنين من كل ثلاثة بالغين ممن تبلغ أعمارهم 70 عاما فأكثر في الولايات المتحدة، ويزداد خطر الإصابة بفقدان السمع مع التقدم في السن.

وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في JAMA Network OpenTrusted Source أن فقدان السمع المرافق للتقدم في العمر يرتبط بزيادة بنسبة 71% بخطر الإصابة بالخرف ، وأن استخدام المعينات السمعية قد يُساعد في التخفيف من هذا الخطر.

وصرح الدكتور ميل إتيان، الأستاذ المتخصص في علم الأعصاب والطب في كلية نيويورك الطبية، والذي لم يشارك في هذه الدراسة، لموقع medicalnewstoday "ميديكال نيوز توداي" قائلا: "هناك أدلة كثيرة عن أن فقدان السمع مرتبط بخطر الإصابة بالخرف.

دور فقدان السمع في الإصابة بالخرف

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، يُعاني ما يناهز 57 مليون شخص حول العالم من الخرف، وتتزايد الحالات بمعدل 10 ملايين حالة جديدة كل عام. في معظم الحالات، يحدث الخرف نتيجة تفاعل بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية.

وحدد الباحثون العديد من عوامل الخطر القابلة للتعديل للخرف، بما في ذلك مستويات ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، ومستويات التعليم، والعزلة الاجتماعية، وتناول الكحول، والتدخين. وأظهرت الأبحاث الحديثة أيضا وجود علاقة بين فقدان السمع المرتبط بالعمر وخطر الإصابة بالخرف .

كما وجدت دراسات مختلفة صلة بين فقدان السمع واختلالات في الوظائف الإدراكية أو تغيرات في بنية الدماغ، كما يتضح من خلال فحوصات تصوير الدماغ. ومع ذلك، فإن الدراسات القليلة التي جمعت بين التقييمات الإدراكية وتصوير الدماغ عملت على عينات قليلة.

تفاصيل الدراسة الجديدة

استخدمت الدراسة الجديدة بيانات من المشاركين المسجلين في دراسة فرامنغهام للقلب، وهي دراسة سكانية طويلة الأمد تتتبع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض داخل العائلات على مدى أجيال متعددة، وتُجري فحوصات صحية كل سنتين إلى أربع سنوات.

شملت الدراسة الحالية 2178 مشاركًا، وُزِّعوا على مجموعتين فرعيتين متداخلتين جزئيا. استُخدمت مجموعة فرعية، بمتوسط أعمار 58 عامًا، لتقييم العلاقة بين فقدان السمع من جهة، وعلامات تصوير الدماغ والأداء الإدراكي من جهة أخرى.

وقد خضع جميع المشاركين في هذه الدراسة لتقييم سمعي خلال الزيارة الأولى، وأُجريت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والاختبارات الإدراكية للمجموعة الفرعية الأولى خلال الزيارات اللاحقة بعد 4 أو 8 سنوات من الزيارة الأولى.

وجد الباحثون أن زيادة شدة فقدان السمع ارتبطت بانخفاض مصاحب في الأداء في الاختبار الإدراكي، وزيادة في تشوهات تصوير الدماغ. ولوحظت أوجه قصور في الأداء الإدراكي المرتبط بفقدان السمع في التقييمات التي تُقيّم الوظيفة التنفيذية، والتي تشمل وظائف إدراكية عليا مثل التخطيط والانتباه وتنظيم وظائف إدراكية أخرى.

كان الأفراد الذين يعانون من فقدان سمع خفيف أو شديد أكثر عرضة لصغر حجم الدماغ وانخفاض أكبر في الأداء التنفيذي مقارنةً بمن يتمتعون بسمع طبيعي. حتى الأفراد الذين يعانون من فقدان سمع طفيف كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بمستويات أعلى من تشوهات المادة البيضاء.

كما وجد الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من فقدان سمع طفيف كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 71% خلال فترة المتابعة التي استمرت لأكثر من 15 عاما.

لماذا يزيد فقدان السمع من خطر الإصابة بالخرف؟

يعتقد العلماء أن فقدان السمع قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، مما قد يزيد بدوره من خطر التدهور المعرفي. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي ضعف السمع إلى زيادة تخصيص موارد الدماغ للمحفزات السمعية، مما يترك موارد أقل للذاكرة والوظائف التنفيذية.

مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الدراسة كانت رصدية، وبالتالي لا تُثبت وجود علاقة سببية لفقدان السمع في حدوث الخرف. بالإضافة إلى فقدان السمع الذي تم تقييمه من خلال اختبار السمع، جمع الباحثون أيضًا بيانات ذاتية الإبلاغ عن القدرة السمعية من المشاركين.

هل يُمكن أن تُخفف المعينات السمعية من زيادة المخاطر؟

تُشير نتائج الدراسة إلى أن المعينات السمعية قد تُساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف. تماشيًا مع هذه النتائج، أفادت مراجعة منهجية نُشرت عام 2022 بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 19% مع استخدام المعينات السمعية.

وأشار إتيان إلى أن "هذا يُشير إلى أن استخدام المعينات السمعية قد يُوفر حماية جزئية، ربما من خلال تحسين المُدخلات السمعية، أو تقليل الحمل المعرفي، أو الحفاظ على التفاعل الاجتماعي، أو إبطاء التغيرات الهيكلية الدماغية اللاحقة". ومع ذلك، حذّر من أن الدراسة لم تُراعِ مدة استخدام المعينات السمعية أو بدايته أو استمراريته.

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار