كشفت دراسة جديدة أن النشاط البدني ارتبط بمعدلات أبطأ من التدهور الإدراكي لدى كبار السن الذين لديهم مستويات مرتفعة من بروتين بيتا أميلويد، وهو بروتين مرتبط بمرض ألزهايمر.
ووجد الباحثون أن كبار السن الذين يمشون أقل من 3 آلاف خطوة يوميا، والذين لديهم مستويات مرتفعة من بروتين بيتا أميلويد في الدماغ، أظهروا تدهورا إدراكيا أسرع وتراكما لبروتينات تاو أكبر في الدماغ مقارنة بالأفراد الأكثر نشاطا.
تشير الدراسة إلى أن زيادة عدد الخطوات، ولو قليلا، قد يساعد في إبطاء تطور مرض ألزهايمر لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
وأجرى الدراسة باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام في الولايات المتحدة، ونشرت النتائج في مجلة نيتشر ميدسين (Nature Medicine) في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
تأخر التدهور الإدراكي لمدة 3 سنوات في المتوسط لدى الأشخاص الذين يمشون ما بين 3 آلاف و5 آلاف خطوة يوميا، و7 سنوات لدى الأشخاص الذين يمشون ما بين 5 آلاف و7 آلاف و500 خطوة يوميا.
وكان لدى الأفراد الذين لا يمارسون نشاطا بدنيا تراكم أسرع بكثير لبروتينات تاو في الدماغ، وتراجع أسرع في الإدراك والأداء اليومي. وبروتين تاو هو بروتين عصبي ضروري للعمل السليم للخلايا العصبية، ولكنه يشكل تجمعات في مرض ألزهايمر.
قال الباحث الرئيسي جاسمير شاتوال، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب، من قسم طب الأعصاب في مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام "يلقي هذا الضوء على سبب عدم تدهور حالة بعض الأشخاص الذين يبدو أنهم في مسار مرض ألزهايمر بنفس سرعة تدهور الآخرين".
وأضاف "يبدو أن عوامل نمط الحياة تؤثر على المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر، مما يشير إلى أن تغييرات نمط الحياة قد تبطئ ظهور الأعراض الإدراكية إذا تحركنا مبكرا".
حلل الباحثون بيانات من 296 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عاما في دراسة هارفارد لشيخوخة الدماغ، والذين لم يعانوا من ضعف إدراكي في بداية الدراسة.
استخدم الباحثون فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للدماغ لقياس المستويات الأساسية لأميلويد بيتا وبروتين تاو، وقيّموا النشاط البدني للمشاركين باستخدام عدادات الخطوات المثبتة على حزام الخصر.
ارتبط عدد الخطوات الأعلى بمعدلات أبطأ من التدهور المعرفي وتراكم أبطأ لبروتينات تاو لدى المشاركين الذين لديهم مستويات أساسية مرتفعة من أميلويد بيتا.
أشارت النتائج إلى أن معظم فوائد النشاط البدني المرتبطة بإبطاء التدهور المعرفي كانت مدفوعة بتراكم أبطأ لتاو.
وكان لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات أساسية منخفضة من أميلويد بيتا، وكان هناك تدهور معرفي أو تراكم طفيف جدا لبروتينات تاو بمرور الوقت ولم يكن هناك ارتباط كبير بالنشاط البدني.
وقالت الدكتورة واي ينغ ويندي ياو، وهي طبيبة أعصاب معرفية في قسم الأعصاب في مستشفى ماساتشوستس العام "نريد تمكين الناس من حماية أدمغتهم وصحتهم المعرفية من خلال الحفاظ على النشاط البدني. كل خطوة لها أهميتها، وحتى الزيادات الصغيرة في الأنشطة اليومية يمكن أن تتراكم مع مرور الوقت لتؤدي إلى تغييرات مستدامة في العادات والصحة".
المصدر:
الجزيرة