كشف علماء الأحياء الأمريكيون أن تناول دواء سيماغلوتايد ونظائره، المستخدمين في علاج مرض السكري والسمنة، يؤدي إلى امتصاص الكحول بشكل أبطأ في الدم، مع وصول متأخر إلى أنسجة الدماغ.
أفادت إدارة العلاقات العامة في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا أن تناول دواء سيماغلوتايد ونظائره، المستخدم في علاج مرض السكري والسمنة، يؤدي إلى تأخير امتصاص الكحول في الدم، مما يقلل من حدة المشاعر الذاتية المرتبطة بالسُكر ويخفض الرغبة في تناول الكحول لدى المستخدمين.
وقال الأستاذ المساعد أليكس دي فيليسيتونيو:"إذا كان سيماغلوتايد ونظائره قادرين على إبطاء امتصاص الإيثانول في الدم، فهذا يسمح باستخدامها لمكافحة الإفراط في تناول الكحول. أظهرت تجاربنا أن سيماغلوتايد يبطئ بالفعل وصول الكحول إلى جسم الإنسان، وينفذ هذه الوظيفة بطريقة تختلف عن الأدوية الحالية مثل النالتريكسون والأكامبروسيت".
وأشار الباحثون إلى أن تجارب عامي 2024 و2025 أظهرت أن أدوية إنقاص الوزن القائمة على سيماغلوتايد، مثل أوزيمبيك، تقلل بشكل ملحوظ من رغبة الأشخاص في الكحول وتخفض متوسط استهلاكهم لدى المصابين بأشكال حادة من إدمان الكحول، ما أثار اهتماما كبيرا بدراسة تأثير هذه الأدوية على الرغبة البشرية في تناول الكحول وتطور حالة السكر.
شارك في الدراسة 20 متطوعا يقيمون في مدينة روانوك بولاية فرجينيا، جميعهم يعانون من زيادة الوزن ويتناولون الكحول بشكل دوري، دون أن يكونوا مدمنين. طلب الباحثون من المشاركين مراقبة التغيرات في تأثير الكحول على أجسامهم خلال عدة أسابيع، وزيارة ما أطلق عليه الباحثون "حانة المختبر" لإجراء اختبارات تحكمية.
تم تقديم جرعات من المشروبات الكحولية القوية للمشاركين، مع مراعاة كتلة أجسامهم ومعايير أخرى، ثم قياس تركيز الإيثانول في الدم والتنفس. وأظهرت النتائج أن سيماغلوتايد أبطأ امتصاص الكحول خلال أول 20-30 دقيقة بعد تناول كل جرعة، كما قلل بشكل كبير من حدة المشاعر الذاتية المرتبطة بالسكر.
وأشار الباحثون إلى أن هذا التأثير يختلف جذريا عن الأدوية المعتمدة حاليًا لمكافحة إدمان الكحول، التي تمنع تأثير الكحول على الدماغ دون منع وصوله إلى الدم، مما يجعل سيماغلوتايد ونظائره موضوعا مثيرا لمزيد من الدراسة المستقبلية.
المصدر: تاس