آخر الأخبار

دراسة تسلّط الضوء على أحد أخطر تأثيرات التدخين الخفية

شارك

مع تزايد الاهتمام العالمي بصحة الدماغ والوقاية من أمراض الشيخوخة، يواصل العلماء البحث في العوامل التي تؤثر في القدرات الإدراكية والذاكرة مع التقدم في العمر.

صورة تعبيرية / Andrew Brookes / Gettyimages.ru

وفي هذا الإطار، أجرى فريق بحثي من جامعة كوليدج لندن (UCL) دراسة جديدة استهدفت فهم العلاقة بين التدخين والتدهور المعرفي، مستعينين ببيانات 9436 شخصا تبلغ أعمارهم 40 عاما فأكثر من 12 دولة.

وبيّنت النتائج أن الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين سجلوا تراجعا أبطأ في اختبارات الذاكرة والطلاقة اللفظية خلال السنوات الست التالية للإقلاع، مقارنة بمن استمروا في التدخين. فقد تبين أن معدل التدهور في الذاكرة كان أبطأ بنحو 20%، وفي الطلاقة اللفظية بنحو 50% لدى من أقلعوا عن التدخين.

وأظهرت الدراسة أن الإقلاع عن التدخين قد يساهم في إبطاء التدهور المعرفي المرتبط بتقدم العمر، ما يعزز الأدلة على أن ترك التدخين لا يفيد الصحة الجسدية فحسب، بل يدعم أيضا سلامة الدماغ والذاكرة على المدى الطويل.

وقالت الدكتورة ميكايلا بلومبرغ، من معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية بجامعة كوليدج لندن: "تشير دراستنا إلى أن الإقلاع عن التدخين قد يساعد الأفراد على الحفاظ على قدراتهم الإدراكية لفترة أطول، حتى عند الإقلاع في سن الخمسين أو بعدها. نعلم أن التوقف عن التدخين، في أي مرحلة عمرية، يؤدي إلى تحسن في الصحة العامة، ويبدو أنه يعود أيضا بالنفع على صحة الدماغ".

وأضافت أن هذه النتائج تكتسب أهمية خاصة لأن المدخنين في منتصف العمر وكبار السن غالبا ما يكونون أقل ميلا للإقلاع رغم تعرضهم الأكبر لأضرار التدخين.

وأكدت أن توفير أدلة جديدة على الفوائد الإدراكية للإقلاع عن التدخين قد يشكل دافعا إضافيا لهذه الفئة للبدء في ترك التدخين، في وقت تسعى فيه الحكومات إلى مواجهة تحديات شيخوخة السكان عبر الاستثمار في برامج مكافحة التبغ.

ومن جانبه، أوضح البروفيسور أندرو ستيبتو، المشارك في إعداد الدراسة، أن تباطؤ التدهور المعرفي يرتبط عادة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، مشيرا إلى أن النتائج الجديدة تعزز الفكرة بأن الإقلاع عن التدخين قد يشكل استراتيجية وقائية فعالة، رغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث المتخصصة لتأكيد ذلك.

وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت الدكتورة جوليا دادلي، رئيسة قسم الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة: "يرتبط التدخين بعدد من الأمراض الخطيرة، أبرزها السرطان وأمراض القلب والخرف. ويمكن للإقلاع عن التدخين أن يقلل بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بهذه الحالات. ورغم أن الدراسة رصدية، فإنها تقدم دليلا إضافيا على الصلة بين الإقلاع عن التدخين وبطء التدهور المعرفي، ما يستدعي المزيد من الأبحاث لتوضيح العوامل المؤثرة الأخرى مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو استهلاك الكحول".

أما البروفيسور باريش مالهوترا، رئيس قسم علم الأعصاب في إمبريال كوليدج لندن، فأكد أن "ما يفيد القلب والأوعية الدموية يفيد الدماغ أيضا. وتظهر هذه الدراسة أن الإقلاع عن التدخين بعد سن الأربعين يرتبط بتحسن في الذاكرة والمهارات اللغوية، وهو ما يدعم ضرورة مساعدة الجميع — بغض النظر عن أعمارهم — على التوقف عن التدخين نهائيا".

نشرت الدراسة في مجلة "لانسيت لطول العمر الصحي".

المصدر: إندبندنت

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار