وبحسب تقرير نشره موقع "New Atlas"، ركّزت ال دراسة التي قادها باحثون من جامعة ماساتشوستس أمهيرست على ثلاثة أنواع من السرطان تُعد من الأكثر تحديًا سريريًا: سرطان الجلد (الميلانوما)، وسرطان البنكرياس، وسرطان الثدي الثلاثي السلبية. ويُعرف عن هذه الأنواع أنها عدوانية وشائعة وصعبة الاستجابة للعلاج التقليدي.
قالت برافهاني أتوكورالي، أستاذة مساعدة في قسم الهندسة الطبية الحيوية في كلية ريتشيو للهندسة في جامعة ماساتشوستس وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، إن تصميم الجسيمات النانوية يهدف إلى "تنشيط الجهاز المناعي عبر مسارات متعددة إلى جانب مستضدات محددة للسرطان"، الأمر الذي ساعد على منع نمو الأورام بمعدلات بقاء ملحوظة لدى الفئران .
يُدمج اللقاح بين جزيئين محفزين للمناعة داخل جسيمات نانوية دهنية صغيرة تعزّز الاستجابة المناعية الفطرية والمكتسبة معًا. تعمل المناعة الفطرية كخط الدفاع الأول للجسم وتستجيب بسرعة وبشكل غير نوعي، في حين توفّر المناعة المكتسبة استجابة مستهدفة وطويلة الأمد من خلال تدريب خلايا T وB على التعرّف على التهديدات المستقبلية.
جرى إعطاء اللقاح تحت الجلد وفق جدول زمني في الأيام 0 و14 و35، باستخدام مزيج من ببتيدات أورام محددة أو مستخلصات خلوية كاملة لمحاكاة بيئة الورم. وبعد ذلك اختُبر على نماذج لثلاثة أنواع من السرطان العدواني. كما قاس الباحثون مدى وصول الجسيمات النانوية إلى العقد اللمفاوية، وقدرتها على تنشيط الخلايا المتغصنة وتحفيز خلايا T وB.
أظهرت النتائج أن الجسيمات النانوية المزدوجة أدت إلى استجابة مناعية فعالة ومُعززة، مع تصريف جيد إلى العقد اللمفاوية وتنشيط واضح للخلايا المتغصنة. وعند استخدامها مع ببتيدات متعددة، تمكّنت 100% من الفئران الملقّحة من مقاومة الأورام، في حين نفقت جميع الفئران غير المعالجة أو تلك التي تلقت محفزًا واحدًا خلال شهر واحد. كما ظلّت الفئران التي نجت من التحدي الأول خالية من الأورام عند إعادة تعريضها لها بعد أشهر، ما يشير إلى وجود ذاكرة مناعية طويلة الأمد.
قالت أتوكورالي إن "الانتشار السرطاني يظل التحدي الأكبر في علاج الأورام، إذ تتسبب النقائل في معظم حالات الوفيات المرتبطة بالسرطان". وأضافت أن "ميزة العلاج المناعي هي أن الذاكرة المناعية لا تقتصر على موضع الورم، بل تعمل على مستوى الجسم بالكامل".
وعند استخدام مستخلصات الورم الكاملة بدلًا من الببتيدات المحددة، حقق اللقاح حماية عبر الأنواع الثلاثة: الميلانوما، والبنكرياس، وسرطان الثدي، إذ بقي ما بين 69% و88% من الفئران خالية من الأورام بعد التحدي الأول، ونجت جميعها من التحدي الثاني. وأظهرت النتائج أن خلايا T وB ساهمت معًا في توفير مناعة متعددة الأذرع.
قال غريفين كين، الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة ماساتشوستس والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن "الاستجابة القوية لخلايا T الخاصة بالأورام هي المفتاح وراء الفوائد التي لوحظت في معدلات البقاء". وأضاف أن "معالجة الخلايا المناعية الفطرية بهذه التركيبة تولّد استجابة قوية تتيح تقديم المستضدات وتحفيز خلايا T القاتلة للأورام".
ويتصور الباحثون أن يُستخدم هذا اللقاح مستقبلًا كعلاج وقائي وعلاجي في آن واحد، مع إمكانية استهداف أنواع متعددة من السرطان. وفي هذا السياق، أسس أتوكورالي وكين شركة ناشئة باسم NanoVax Therapeutics لتطوير التقنية وتحويلها إلى تطبيقات سريرية.