كشفت دراسة حديثة أن مسكن الألم الشائع "ترامادول"، الذي يُوصف على نطاق واسع لتخفيف الآلام المتوسطة إلى الشديدة، قد لا يحقق الفعالية المرجوة في علاج الألم المزمن.
وأجرى باحثون من مستشفى Rigshospitalet في كوبنهاغن تحليلا للسجلات الصحية لأكثر من 6500 مريض، بهدف تقييم فعالية "ترامادول" مقارنة بمخاطره. وخلص الفريق إلى أن هذا العقار يوفر راحة مؤقتة فقط، في حين يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والآثار الجانبية الخطيرة.
وشملت المراجعة 19 تجربة سريرية أجريت على مرضى يعانون من أنواع مختلفة من الألم المزمن، بينها هشاشة العظام وآلام الظهر المزمنة وآلام الأعصاب والألم العضلي الليفي. وتناول المشاركون "ترامادول" لفترات تراوحت بين أسبوعين و16 أسبوعا.
وبيّنت النتائج أن "ترامادول" ساهم في تخفيف الألم بدرجة طفيفة فقط، دون إحداث تحسن ملموس في حياة المرضى اليومية. كما أظهرت أن متعاطيه كانوا أكثر عرضة بمرتين تقريبا للآثار الجانبية مقارنة بمن تناولوا أقراصا وهمية، وتشمل هذه الأعراض الغثيان والدوخة والنعاس والإمساك، إلى جانب آلام الصدر وأمراض القلب وقصور القلب.
وأشار الباحثون إلى أن أكثر من 60 مليون شخص حول العالم يعانون من تبعات الإدمان على المواد الأفيونية، مؤكدين أن تعاطيها كان مسؤولا في عام 2019 عن نحو 600 ألف حالة وفاة، منها 80% مرتبطة بالأفيونات وربعها بسبب الجرعة الزائدة.
وقالت البروفيسورة كاميلا هوثورن، رئيسة الكلية الملكية للأطباء العامين في بريطانيا، تعليقا على النتائج: "يدرك الأطباء العامون تماما مدى تأثير الألم المزمن على حياة المرضى، ولهذا نوصي منذ سنوات بتقليل وصف "ترامادول" والتوقف عن استخدامه قدر الإمكان في حالات الألم طويل الأمد، خصوصا للمرضى الجدد".
وأضافت أن علاج الألم المزمن غالبا ما يكون صعبا لأن أسبابه غير واضحة تماما، ما يجعل من الضروري النظر إلى العوامل الجسدية والنفسية والاجتماعية عند وضع خطة العلاج، التي تشمل عادة خيارات غير دوائية مثل العلاج الطبيعي والدعم النفسي.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة BMJ Evidence Based Medicine.
المصدر: ديلي ميل