آخر الأخبار

من الأب إلى نسله: العلم يكشف مفتاح وراثة اللياقة البدنية!

شارك

كشفت دراسة حديثة عن دليل علمي أولي يثبت أن جزيئات microRNAs في الحيوانات المنوية تعمل كناقلات للمعلومات فوق الجينية بين الأجيال.

صورة تعبيرية / bluebay2014 / Gettyimages.ru

وأكدت الدراسة، التي قادها فريق بحثي مشترك من جامعة نانجينغ وجامعة نانجينغ الطبية، أن ممارسة الأب للتمارين الرياضية قبل الإنجاب يمكن أن تنقل تأثيرات إيجابية على قدرة التحمل والصحة الأيضية للجيل التالي.

وعلى مر التاريخ، كانت القدرة على ممارسة النشاط البدني عاملا أساسيا لبقاء الإنسان، حيث اعتمد أسلافنا على التحمل البدني للصيد والهجرة والهروب من المفترسات. لكن أنماط الحياة الحديثة جعلت الخمول البدني أكثر شيوعا، ما قلل من إدراك أهميته، رغم أن الفوائد البيولوجية للتمارين الرياضية لا تزال هامة، ليس فقط لصحة الفرد، بل أيضا للأجيال المستقبلية.

وأظهرت الدراسة أن أبناء الآباء الذين يمارسون التمارين الرياضية "يمتلكون قدرة أعلى على التحمل وتحسنا ملحوظا في المؤشرات الأيضية" مقارنة بأبناء آباء غير ممارسين للرياضة.

كما أظهرت تجارب على الفئران المعدلة وراثيا لإنتاج كميات أكبر من PGC-1α — جين يعزز وظيفة الميتوكوندريا "محطات توليد الطاقة" — تحسنا واضحا في القدرة على التحمل والخصائص الأيضية، حتى في غياب هذا الجين الموروث. (أي أن تمارين الذكر أو تعديل جين معين مرتبط بالطاقة داخل العضلات، يحسن من قدرة النسل على التحمل، حتى إذا لم يرث الجين نفسه).

وأوضحت النتائج أن التمارين الرياضية أو التعبير الزائد عن جين PGC-1α يعيدان تشكيل نمط microRNA في الحيوانات المنوية. وهذه الجزيئات الدقيقة تعمل على تثبيط بروتين NCoR1 في الأجنة المبكرة، وهو بروتين يعارض وظيفة PGC-1α. ويعيد تثبيط هذا البروتين برمجة الشبكات الجينية في الجنين، ما يعزز التكوين الحيوي للميتوكوندريا ويحسن الأيض التأكسدي.

وبذلك، ترسم الدراسة مسارا جزيئيا واضحا يربط بين جين PGC-1α الأبوي، وmicroRNA للحيوانات المنوية، وNCoR1 الجنيني، كآلية لنقل القدرة على التحمل والتكيف الأيضي الناتج عن التمارين الرياضية إلى الجيل التالي.

أهمية الاكتشاف


*

كشف آلية جديدة لوراثة الأنماط الظاهرية: بعد الإخصاب، تستهدف جزيئات microRNA للحيوانات المنوية بروتين NCoR1، ما يعيد برمجة نمو الجنين ليحمل تأثيرات التمارين الرياضية للأبناء.


*

توسيع مفهوم دور جزيئات الرنا الدقيقة: لم تعد مجرد وسيلة للتواصل داخل الجسم أو بين الأفراد، بل وسيلة للتواصل بين الأجيال، حاملة الخبرات والتجارب الحياتية للوالد.


*

تحسين صحة الأجيال القادمة: ممارسة الأب للرياضة قبل الإنجاب قد تعزز توازن الغلوكوز لدى الأبناء، وتزيد من امتصاصه في العضلات، ما يقلل خطر السمنة والأمراض المزمنة، ويفتح آفاقا لوقف انتقال هذه الأمراض عبر الأجيال.

نشرت الدراسة في مجلة Cell Metabolism.

المصدر: ميديكال إكسبريس

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار