آخر الأخبار

هل يعد الباراسيتامول آمنا للحوامل؟.. رأي العلم حول علاقته بالتوحد

شارك

أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجدل بعدما حثّ النساء الحوامل على تجنّب تناول الباراسيتامول، مشيرا إلى احتمال وجود علاقة بينه وبين اضطرابات طيف التوحد.

صورة تعبيرية / Yta23 / Gettyimages.ru

ويعدّ الباراسيتامول (الأسيتامينوفين)، المعروف تجاريا باسم "تايلينول"، من أكثر الأدوية شيوعا لتخفيف الألم وخفض الحرارة، ويُستخدم على نطاق واسع خلال الحمل.

ويُصنّف الدواء ضمن الفئة "أ"، أي أن استخدامه الطويل من قبل عدد كبير من النساء لم يرتبط بزيادة تشوّهات خلقية أو حدوث آثار سلبية على الجنين.

أهمية علاج الحمى أثناء الحمل

يؤكد الأطباء أن معالجة الحمى ضرورية، إذ قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة في بداية الحمل إلى الإجهاض أو تشوّهات خلقية، مثل عيوب الأنبوب العصبي والشفة الأرنبية وعيوب القلب. كما قد ترفع العدوى من احتمالية إصابة الطفل باضطرابات طيف التوحد.

أبحاث متباينة

خلال الأعوام الأخيرة، تعددت الدراسات حول تأثير الباراسيتامول على نمو الجنين. ففي عام 2021، حذّر فريق دولي من أن تناوله قد يؤثر سلبا في صحة الطفل.

أما في أغسطس 2025، فقد راجع باحثون من جامعة هارفارد نتائج 46 دراسة. وأظهرت 27 منها وجود ارتباط محتمل بين استخدام الدواء أثناء الحمل واضطرابات النمو العصبي، بينما لم تجد تسع دراسات أي علاقة، وأربع أخرى ربطته بانخفاض المخاطر.

ومن أبرز الأبحاث، دراسة سويدية واسعة شملت 2.5 مليون طفل وامتدت بين عامي 1995 و2019، ونُشرت نتائجها في 2024. وبينما رصدت الدراسة ارتفاعا طفيفا في خطر الإصابة بالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لم يُثبت تحليل بيانات الأشقاء وجود علاقة مباشرة، ما يشير إلى أن عوامل وراثية وبيئية قد تكون وراء النتائج.

كما خلصت مراجعات حديثة إلى أن كثيرا من الدراسات السابقة تعاني من تحيزات منهجية، وأن قوة الارتباط تضعف عند ضبط العوامل المؤثرة.

وعند أخذ هذه العوامل في الحسبان، تبيّن أن أي ارتباطات ضعفت بشكل كبير، ما يشير إلى أن العوامل الوراثية والبيئية المشتركة قد تكون مسؤولة عن التحيز في النتائج الأولية.

ما وراء التوحد: عوامل أخرى محتملة

لا تزال أسباب التوحّد غير معروفة بشكل كامل، لكن هناك عدة عوامل وراثية وغير وراثية مرتبطة به، مثل: استخدام الأم لبعض الأدوية، والأمراض المزمنة، ومؤشر كتلة الجسم، واستهلاك الكحول، والتدخين، ومضاعفات الحمل كارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل، ووزن الجنين، وعمر الأم والأب، وترتيب الطفل بين إخوته، والرضاعة الطبيعية، والعوامل الوراثية، إضافة إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي والخصائص الأسرية.

وتعد العوامل الثلاثة الأخيرة من الأكثر صعوبة في القياس، لذا غالبا ما لا تُؤخذ بدقة في الاعتبار داخل الدراسات. وأحيانا، لا يكون الباراسيتامول هو السبب المباشر، بل الحالة المرضية التي استدعت تناوله، مثل الحمى المصاحبة للعدوى، هي ما قد يؤثر على نمو الجنين.

ماذا يعني ذلك للحوامل؟


*

من المهم أن تستشيري طبيبك/طبيبتك إذا كانت لديك حالة تستدعي استخدام الباراسيتامول (حمّى شديدة، ألم لا يطاق، إلخ).


*

يجب استخدام أقل جرعة فعالة لأقصر فترة ممكنة.


*

متابعة الحالة الصحية العامة، خصوصا الحمى أو العدوى، لأن عدم معالجتها قد يكون أكثر خطورة من بعض المخاطر المحتملة للدواء.


*

تجنّب استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الأيبوبروفين) أثناء الحمل، حسب توصيات الطبيب.

المصدر: ميديكال إكسبريس

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار