في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في السنوات الأخيرة، ازداد اهتمام الباحثين بفهم العلاقة بين نمو الدماغ و الصحة النفسية لدى الأطفال. دراسة حديثة نُشرت في مجلة NeuroImage: Clinical قدّمت دليلاً جديداً على أن مناطق الدماغ المرتبطة بالسيروتونين , الناقل العصبي المسؤول عن تنظيم المزاج والانتباه والسلوك العاطفي , تلعب دوراً أساسياً في تشكّل المشكلات السلوكية والعاطفية في سن مبكرة.
دراسة: الاضطرابات النفسية للأطفال تعيق تطورهم المهني في الكبر
اعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 2,400 طفل من مشروع Generation R في مدينة روتردام الهولندية. خضع المشاركون لفحوص بالرنين المغناطيسي عند عمر عشر سنوات، كما استكملوا استبيانات عن مشاعرهم وسلوكياتهم اليومية. النتائج بيّنت أن الأطفال الذين أبلغوا عن مشكلات سلوكية أو عاطفية أكبر، أظهروا تغيرات لافتة في القشرة الدماغية، خاصة في المناطق الغنية بمستقبلات وناقلات السيروتونين.
دراسة صينية تحذر من مخاطر تيك توك على الأطفال تحت عمر السادسة
أظهرت التحليلات أن صغار السن الذين واجهوا صعوبات في التركيز أو سلوكيات خارجية مثل العدوانية، كانت لديهم مساحة سطحية أصغر في بعض المناطق الدماغية المرتبطة بالسيروتونين. المفاجأة تمثلت في أن زيادة سماكة القشرة في مناطق أخرى ارتبطت أيضاً بارتفاع المشكلات الداخلية مثل القلق والحزن، إضافة إلى صعوبات الانتباه. ووفق الباحث دوغوكان كوتش، قائد فريق الدراسة، فإن هذا النمط قد يشير إلى "تأخر في نضج الدماغ"، وليس مجرد تباطؤ في النمو.
كما قارن الباحثون نتائج الأطفال بعينة من البالغين في الدنمارك، حيث أظهرت صور الدماغ لدى من لديهم توفر أقل لناقلات السيروتونين قشرة أكثر سماكة، وهو ما يعكس النتائج التي ظهرت عند الأطفال.
توضح هذه الدراسة أن التغيرات الدقيقة في بنية الدماغ، وليس حجم الدماغ ككل، قد تسهم في تفسير أسباب التباين في الصحة النفسية بين الأطفال. لكنها في الوقت ذاته دراسة مقطعية، أي أنها لا تؤكد ما إذا كانت بنية الدماغ سبباً للمشكلات النفسية أم نتيجة لها.
ويؤكد الفريق البحثي حاجته لمتابعة هؤلاء الأطفال على المدى الطويل، لمعرفة ما إذا كانت التغيرات في مناطق السيروتونين يمكن أن تتنبأ بالصحة النفسية في مرحلة المراهقة والشباب. الهدف النهائي هو الجمع بي ن العوامل الوراثية والبيئية والبيولوجية لفهم لماذا يكون بعض الأطفال أكثر عرضة للاضطرابات النفسية من غيرهم، وتطوير أساليب وقائية وعلاجية فعّالة.