يشير الدكتور يفغيني بيلوسوف، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، إلى أن عدم تحمل الفركتوز هو اضطراب أيضي يمنع الجسم من امتصاص الفركتوز بفعالية.
ووفقا للدكتور، فإن الفركتوز سكر طبيعي موجود في الفواكه والخضراوات والعسل والمحليات المضافة. وعدم تحمل الفركتوز له شكلان: فرط سكر الدم الوراثي الخلقي، وهو مرض نادر، وسوء امتصاص الفركتوز المكتسب، وهو الأكثر شيوعا. وتظهر الأعراض عادة بعد 1-3 ساعات من تناول أطعمة غنية بالفركتوز، وتشمل الانتفاخ، ألم البطن، الإسهال، التعب، الصداع، الدوخة، الغثيان، وضعف التركيز.
ويشرح الدكتور بيلوسوف أن آلية تطور الدوخة في حالة عدم تحمل الفركتوز مرتبطة بعدة عمليات مرضية فيزيولوجية. فالفركتوز غير المهضوم يتخمر بواسطة البكتيريا المعوية، مما يسبب اختلال توازن الميكروبيوم والتهابات تؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي.
وأضاف أن ضعف استقلاب الفركتوز لدى بعض المرضى قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم، ما يسبب الدوخة والضعف. كما يمكن أن يسهم سوء الامتصاص المزمن في تطور الالتهاب الجهازي والإجهاد التأكسدي، مؤثرا سلبا على الأوعية الدموية والدورة الدموية الدماغية.
وأشار الطبيب إلى أن الطريقة الرئيسية للتحكم بعدم تحمل الفركتوز هي تعديل النظام الغذائي. ويُنصح بتقليل أو تجنب تناول العسل، والحد من الأطعمة الغنية بالفركتوز مثل التفاح، الكمثرى، المانغو، الخرشوف، البصل، وبعض الفواكه المجففة، والمحليات. أما الفواكه منخفضة الفركتوز، مثل الموز، البرتقال، الفراولة، الكيوي، فمسموح بتناولها باعتدال، بالإضافة إلى معظم الخضراوات. ومن المهم أيضا اتباع قاعدة الجمع بين الفركتوز والغلوكوز لتحسين امتصاصه، وتدوين مذكرات غذائية، وتناول البروبيوتيك للحفاظ على توازن ميكروبيوم الأمعاء.
ووفقا للطبيب، تعتمد أسباب عدم تحمل الفركتوز على نوع الاضطراب. ففرط الفركتوز الخلقي يحدث نتيجة طفرة في جين ALDOB، ويتطلب استبعاد الفركتوز من النظام الغذائي مدى الحياة. أما سوء الامتصاص المكتسب فيرتبط بنقص ناقل GLUT5 في الأمعاء، ويمكن أن يتطور على خلفية أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، الالتهابات، اختلال التوازن البكتيري، أو زيادة استهلاك الفركتوز. ويُعتبر الاستعداد الوراثي عاملا رئيسيا في كلتا الحالتين.
ويؤكد بيلوسوف أن الدوخة المتكررة قد لا تكون مجرد علامة على مشكلات في الجهاز الدهليزي أو فقر الدم، بل قد تكون أيضا مظهرا خفيا من مظاهر عدم تحمل الأطعمة. لذلك، يوصي بأنه في حال ظهور الأعراض، خاصة عند حدوث اضطرابات الجهاز الهضمي بعد تناول الفاكهة أو الحلويات، من الضروري استشارة طبيب أمراض الجهاز الهضمي لإجراء تشخيص شامل ووضع نظام غذائي مناسب لكل حالة."
المصدر: صحيفة "إزفيستيا"