كشفت وكالة "رويترز" في تقرير من مدينة أُيو النيجيرية أنّ شركة محلية للأطراف الاصطناعية تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في حياة مبتوري الأطراف عبر تطوير ذراع صناعية ذكية أُطلق عليها اسم "أوبوكوبونغ"، تعتمد على إشارات الدماغ لتشغيلها، وتستهدف جعل هذه التقنية في متناول المواطنين العاديين في نيجيريا.
قال جون أمانام، المدير التنفيذي لشركة "إيمورتال كوزمتيك آرت" والمتخصص في الأطراف الاصطناعية فائقة الواقعية، إن الذراع الجديدة لا تبدو فقط شبيهة بالذراع البشرية بل تتمتع بقدرات وظيفية حقيقية، مضيفًا: "إنها خطوة متقدمة مقارنة بما هو متاح حاليًا في السوق. والأجمل أنها تأتي بلون البشرة السوداء، ما يجعلها أكثر واقعية وملاءمة للمستخدمين الأفارقة".
وأوضح أن الذراع بُنيت "من الأفارقة ولأجل الأفارقة"، وقد تلقت بالفعل عدة طلبات شراء من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وغانا، حتى قبل إطلاقها رسميًا.
تعود فكرة تطوير الذراع الذكية إلى حادثة شخصية عاشها أمانام ، حين فقد شقيقه الأصغر أوبوكوبونغ أصابعه نتيجة انفجار مفرقعات نارية في احتفالات رأس السنة قبل ستة أعوام.
ولأن الأطراف الاصطناعية المتاحة في السوق لم تكن متوافقة مع لون بشرته، شعر الشقيقان بإحباط كبير، ما دفع أمانام إلى تأسيس الشركة.
وفي البداية، اقتصرت الأطراف على الناحية الجمالية فقط، لكنها كانت تفتقر إلى الوظائف. بعد ذلك، استثمر أوبوكوبونغ خبرته في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات ليطوّر حلًا عمليًا، وتمكّن بعد ثلاث سنوات من البحث المتواصل من تصميم الذراع الذكية.
تعتمد الذراع على تقنية التخطيط الكهربي للعضلات (EMG)، حيث تلتقط الإشارات العصبية الصادرة من الدماغ إلى العضلات عند فقدان الطرف، ما يمكّن المبتورين من تحريك الذراع والتحكم بوظائفها.
وتأمل الشركة أن يحظى المشروع بدعم حكومي أو منظمات غير حكومية لتأمين التمويل اللازم وجعل هذه التكنولوجيا متاحة بأسعار معقولة في نيجيريا، حيث لا تتوفر بيانات دقيقة عن عدد مستخدمي الأطراف الاصطناعية ، لكن كثيرًا من المبتورين يعجزون عن الحصول عليها بسبب ارتفاع كلفتها أو محدودية توفرها.
وتأمل الشابة غيفت أوسن، البالغة من العمر 25 عامًا والمولودة بيد واحدة فقط في ولاية أكوا إيبوم جنوبي نيجيريا، أن تكون من أوائل المستفيدين من هذه التكنولوجيا. وقالت: "نشأت وأنا أعيش بيد ونصف، وغالبًا ما شعرت بالإحباط، لكن كان عليّ أن أُقوّي نفسي. عندما يتم إطلاق هذه الذراع رسميًا، سيكون ذلك أسعد يوم في حياتي، لأنني سأمتلك أخيرًا يدين كاملتين".
ولم يُعلن أمانام بعد عن موعد الإطلاق الرسمي لـ"أوبوكوبونغ"، لكنه أكد أنّ المشروع بات جاهزًا لبدء الإنتاج بمجرد تأمين الدعم اللازم.