اكتشف باحثون أستراليون مسارا بيولوجيا جديدا يسبب تضاعف احتمالية إصابة مرضى داء السكري من النوع الثاني بجلطات دموية خطيرة، مما يعرّضهم لخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. ويمهد الاكتشاف الطريق لعلاجات جديدة تقلّل من هذا الخطر.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة سيدني في أستراليا، ونشرت نتائجها في مجلة الأبحاث السريرية في 15 أغسطس/آب الجاري، وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية.
صرحت فريدة بسام، أستاذة أمراض الدم ومؤلفة البحث، لمجلة نيوزويك: "يعاني مرضى داء السكري من النوع الثاني من خطر أكبر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويعود ذلك جزئيا إلى فرط تفاعل الصفائح الدموية لديهم".
الصفائح الدموية هي شظايا صغيرة من الخلايا توجد في دمنا تشكّل جلطات للمساعدة في وقف النزيف، ولكن أوضحت الدكتورة فريدة أن ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري يسبب تغيرات كيميائية حيوية تجعل الدم "أكثر لزوجة"، ما يتيح له التجلط عند عدم الحاجة إلى ذلك.
وتابعت الدكتورة فريدة: "تمنع أدوية مثل الأسبرين تجلط الصفائح الدموية، لكنها أقل فعالية بـ3 مرات لدى مرضى السكري من النوع الثاني. إن فهم سبب زيادة نشاط الصفائح الدموية لدى مرضى السكري يفتح الباب أمام تطوير أدوية تستهدف هذا المسار المكتشف حديثا".
وجد فريق البحث في دراستهم أن مستويات بروتين يسمى "إس إي سي 61 بي" (SEC61B) ترتفع بشكل ملحوظ في الصفائح الدموية لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
وأوضح الباحثون أن هذا البروتين يبدو أنه يعطل توازن الكالسيوم داخل الصفائح الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة للتكتل وتكوين الجلطات.
ووجد الباحثون أن تثبيط نشاط "إس إي سي 61 بي" باستخدام مضاد حيوي يسمى أنيسوميسين يقلل من تكتل الصفائح الدموية في كل من العينات البشرية والنماذج الحيوانية.
وصرحت مؤلفة البحث، في بيان، "الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني أكثر عرضة لخطر الإصابة بجلطات الدم، تحدد هذه النتائج المثيرة طريقة جديدة كليا للحد من هذا الخطر والمساعدة في منع المضاعفات المهددة للحياة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية".
وحلل الفريق في دراستهم الصفائح الدموية لدى البشر والفئران، واكتشف أن جين "إس إي سي 61 بي" يساهم في تسرب الكالسيوم من مخزون الصفائح الدموية، مما يجعل شظايا الخلايا أكثر تفاعلية.
وتقلل هذه الحساسية المتزايدة للصفائح الدموية للتخثر من فعالية مضادات التخثر التقليدية لدى مرضى السكري من النوع الثاني، مما يقلل من الخيارات المتاحة للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولا تزال العلاجات التي تستهدف جين "إس إي سي 61 بي" في مراحلها الأولى، ويعتقد الباحثون أن التجارب على الحيوانات قد تبدأ في غضون عام إلى عامين، ومن المرجح أن تتوفر علاجات محتملة للمرضى خلال العقد المقبل.