شهد عالم التغذية والعناية الشخصية طفرة غير مسبوقة في الاهتمام بالطحالب البحرية، خاصة ذلك النوع المعروف باسم "الطحلب الأيرلندي" أو كما يعرف أيضا باسم "كرَاجين".
وهذا الطحلب نوع من الطحالب الحمراء التي تنمو بكثافة على طول السواحل الصخرية للمحيط الأطلسي.
ولسنوات، كان يحصد بشكل أساسي لاستخراج "الكاراجينان"، وهي مادة هلامية تستخدم على نطاق واسع كمادة مثخنة ومثبتة في الأغذية ومستحضرات التجميل والأدوية.
وفي الآونة الأخيرة، أعلن نجوم عالميون ومؤثرون على "تيك توك"، بما في ذلك بيلا حديد وهايلي بيبر، أن الطحلب اﻷيرلندي هو "غذاء خارق" بحد ذاته، ما حول هذه الطحالب المتواضعة إلى صناعة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
على الرغم من الضجة الحديثة، فإن استخدام الطحلب الأيرلندي ليس بالأمر الجديد. وتشير السجلات التاريخية إلى استخدامه في الطب الصيني التقليدي منذ نحو 600 عام قبل الميلاد. وفي منطقة الكاريبي، كان يعتبر علاجا تقليدي لنزلات البرد منذ القرن التاسع عشر. وهذه الخلفية التاريخية تمنح الطحلب مصداقية أكبر في عيون خبراء التغذية.
يتميز الطحلب الأيرلندي بتركيبة غذائية فريدة تجعله يستحق لقب "طعام خارق". فهو غني باليود الذي يدعم وظائف الغدة الدرقية، والبوتاسيوم الضروري لصحة القلب، والمغنيسيوم المهم للعضلات والأعصاب. كما يحتوي على مجموعة من الفيتامينات الأساسية مثل A وC وE التي تلعب دورا محوريا في تعزيز المناعة وحماية البشرة، وفقا لأخصائية التغذية لورين مانيكر.
تشير الدراسات الأولية إلى أن الطحلب قد يساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي بفضل محتواه من الألياف البروبيوتيكية. كما أن تأثيره المحتمل على تنظيم مستويات السكر والكوليسترول في الدم يجعله مرشحا واعدا لدعم صحة القلب والأوعية الدموية. ولا ننسى دوره في العناية بالبشرة، حيث يساعد فيتامين C على تعزيز إنتاج الكولاجين.
وقالت مانيكر إن فوائد هذ الطحلب تبدأ في الظهور بشكل مختلف من شخص لآخر، لكن الكثيرين يلاحظون تحسنًا في الهضم أو بشرة أكثر إشراقا بعد بضعة أسابيع من الاستخدام المنتظم.
يشير الخبراء إلى ان الإفراط في تناول الطحلب اﻷيرلندي قد يحمل بعض المخاطر. ومحتواه العالي من اليود قد يتعارض مع بعض حالات الغدة الدرقية، كما أن قدرته المحتملة على تمييع الدم تتطلب حذرا من قبل الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر. وأخطر ما في الأمر هو احتمالية تلوث الطحلب بالمعادن الثقيلة إذا نما في مياه ملوثة.
أصبحت خيارات استهلاك الطحلب اﻷيرلندي متنوعة جدا. يمكن إضافته كمسحوق إلى العصائر والسموثي، كما فعلت هايلي بيبر في مشروبها الشهير "عصير البشرة المتألقة بنكهة الفراولة". كما يتوفر في شكل كبسولات أو مكملات غذائية مدعمة بمواد أخرى مثل زيت الحبة السوداء لتعزيز الامتصاص.
بالرغم من كل هذه الفوائد، يحذر الخبراء من المبالغة في التوقعات. فمعظم الدراسات التي تؤكد فوائد الطحلب أجريت على الحيوانات أو في المختبرات، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث على البشر. كما أن بعض الادعاءات المبالغ فيها على وسائل التواصل الاجتماعي تفتقر إلى الدليل العلمي القوي.
وينصح الخبراء بالبدء بجرعات صغيرة واختيار منتجات خضعت لاختبارات للتأكد من خلوها من الملوثات. كما يفضل استشارة الطبيب قبل تناوله، خاصة للحوامل والمرضعات والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية.
المصدر: نيويورك بوست