أعلن الملياردير الأميركي بيل غيتس ، مؤسس مايكروسوفت وأحد أبرز الشخصيات في مجال العطاء العالمي، أنه سيتبرع بكل ثروته تقريبًا خلال العقدين القادمين، مؤكدًا أنه يعتزم إغلاق مؤسسة "غيتس" الخيرية العملاقة بحلول نهاية عام 2045 بعد إنفاقها ما يُقدّر بنحو 200 مليار دولار لدعم الفقراء ومكافحة الأمراض القاتلة.
وقال غيتس (69 عامًا) في رسالة شخصية نشرها على موقعه الإلكتروني: "سيقول الناس كثيرًا من الأشياء عني عندما أموت، لكنني مصمم على أن عبارة مات غنيًا لن تكون واحدة منها".
وأضاف: "هناك مشكلات ملحّة جدًا في العالم لا يمكنني تجاهلها، ولا أستطيع الاحتفاظ بموارد يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس".
كشف غيتس أن هدفه الأساسي هو تسريع التقدم في مجالات مثل وقف وفيات الأمهات وحديثي الولادة، والقضاء على أمراض مثل شلل الأطفال والملاريا والحصبة، وتقليص الفقر العالمي.
جاء هذا التصريح في وقت تواجه فيه المساعدات الدولية تراجعًا حادًا، خاصة من جانب الولايات المتحدة، التي خفّضت مساهماتها خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وكذلك من بريطانيا وفرنسا.
وفي ما بدا توبيخًا ضمنيًا لهذه السياسات، أشار غيتس إلى أن "من غير الواضح ما إذا كانت أغنى دول العالم ستواصل الدفاع عن الشعوب الأشد فقرًا"، مؤكدًا أن نجاح الجهود الخيرية يعتمد في النهاية على شراكة الحكومات.
وتأسست مؤسسة بيل وميليندا غيتس عام 2000، بالشراكة مع زوجته السابقة ميليندا، وانضم إليهما لاحقًا المستثمر العملاق وارن بافيت. ومنذ نشأتها، أنفقت المؤسسة أكثر من 100 مليار دولار لدعم الصحة العالمية، وإنقاذ ملايين الأرواح، وتعزيز مبادرات مثل تحالف اللقاحات (Gavi) والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.