حذّرت مديرة برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز من عودة "جائحة الإيدز " إذا ما سحبت الولايات المتحدة دعمها المالي، قائلة "سنرى أشخاصا يموتون، كما كانت الحال في التسعينات ومطلع الألفية الثالثة".
وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، قالت ويني بيانيما، مديرة برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، إن "الاقتطاعات المالية الأمريكية جعلت اليوم 27 بلدا إفريقيا يشهد نقصا في الطواقم واضطرابات في أنظمة التشخيص والعلاج، فضلا عن انهيار أنظمة الترصّد".
وأضافت "على المدى الطويل، نشهد عودة لجائحة الإيدز على الصعيد العالمي، ليس فحسب في البلدان المنخفضة الدخل... في إفريقيا ، بل أيضا في أوساط الفئات الرئيسية في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية".
ودق البرنامج ناقوس الخطر، قائلا إن خفض المساعدات المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية قد يتسبب في تسجيل ألفي إصابة جديدة بالفيروس يوميا على مستوى العالم.
وأثار تعليق الولايات المتحدة مساعداتها إلى الخارج لعدّة أشهر ارتباكا واضطرابا في الشبكة العالمية لمكافحة الإيدز، بالرغم من إعفاء بعض البرامج من هذا التدبير.
حذّرت الأمم المتحدة من عودة "جائحة الإيدز" إذا ما سحبت الولايات المتحدة دعمها المالي.صورة من: Rick D'Elia/ZUMA Press/IMAGOويقدّر البرنامج الأممي المموّل بنسبة 50 % من الولايات المتحدة عدد الوفيات الإضافية الناجمة عن المرض في خلال السنوات الأربع المقبلة بـ6,3 ملايين، إذا لم تعد الولايات المتحدة تقديم مساعداتها التي لم تعلن أيّ دولة أخرى عن نيّتها تعويضها.
وحذّرت ويني بيانيما من "أننا سنشهد تفشّيا فعليا لهذا المرض"، موجّهة نداء مباشرا إلى الرئيس دونالد ترامب حتى "يعقد صفقة" بشأن الوقاية من المرض منافعها أكبر من تكاليفها.
وقالت ويني بيانيما إن هذه الوفيات الإضافية "هي أكثر بعشر مرّات" من تلك المسجلة في 2023، محذرة من "خطر خسارة التقدّم المنجز في خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية".
واعتبرت أنه "من الصائب أن تسعى الولايات المتحدة إلى خفض تمويلها على مرّ الوقت"، لكنّ "الإعلان المباغت عن سحب مساعدة حيوية له تداعيات وخيمة على كلّ البلدان، وخصوصا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية".
وفور إعلان ترامب عزمه خفض المساعدات التنموية الأمريكية، قالت منظمة الصحة العالمية إن قرار الرئيس الأمريكي سيؤدي إلى انتكاسات هائلة في مكافحة الأمراض المميتة مثل الملاريا والإيدز.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن تجميد التمويل الأمريكي قد تسبب في "وقف فوري لخدمات علاج فيروس نقص المناعة البشرية، واختباره والوقاية منه في أكثر من 50 دولة".
م ف/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)