يواجه البابا فرانسيس أزمة صحية جديدة بعد إصابته بعدوى متعددة الميكروبات في الجهاز التنفسي، مما استدعى تلقيه علاجًا دوائيًا أكثر تركيزًا. وأكد الفاتيكان أن اليابا البالغ من العمر 88 عامًا، والذي فقد جزءًا من رئته اليمنى قبل عقود، يعاني من التهاب معقد في جهازه التنفسي، وسط مخاوف من تأثير ذلك على صحته.
تم نقل البابا إلى المستشفى الأسبوع الماضي بعد تدهور حالته نتيجة نوبة التهاب الشعب الهوائية، فيما أعلن المسؤولون أنه يعاني من "التهاب في الجهاز التنفسي متعدد الميكروبات"، دون تقديم تفاصيل إضافية عن شدة المرض أو التغييرات في خطته العلاجية.
تُشير هذه الحالة إلى وجود مزيج من البكتيريا والفيروسات أو الفطريات التي تتكاثر في الرئتين، مما يؤدي إلى تعقيد العلاج.
وأوضح الدكتور ماور سولر، أخصائي طب الرئة في جامعة ييل، أن في كثير من الأحيان يصاب الأشخاص بالتهاب الشعب الهوائية أوبعدوى الجهازالتنفسي تؤدي غالبا إلى عدة مضاعفات بما فيها الالتهاب الرئوي.
ويضيف الاختصاصي بأن هذه العدوى شائعة بين كبار السن، خاصة أولئك الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة أو ضعف في جهاز المناعة. ويقول: إن البابا على الأرجح مصاب بأكثر من بكتيريا واحدة في رئتيه وأن الفريق الطبي المعالج قد يضطر إلى مراجعة طريقة العلاج لضمان القضاء على جميع مسببات العدوى.
نظرًا لتاريخ البابا الصحي، حيث فقد جزءًا من رئته اليمنى وتعرض سابقًا لالتهاب رئوي، فإن إصابته بعدوى في الجهاز التنفسي تثير القلق.
وقال الدكتور نيك هوبكنسون، المدير الطبي لمنظمة الربو والرئة في المملكة المتحدة، إن الأشخاص الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة يواجهون خطرًا أكبر من تفاقم العدوى، مما قد يستدعي دعمًا بالأكسجين أو جلسات علاج طبيعي لمساعدتهم على التنفس.
عادةً ما تستغرق العلاجات بالمضادات الحيوية من بضعة أيام إلى أسبوعين، ولكن في حالة البابا، قد تمتد فترة العلاج اعتمادًا على استجابته للأدوية.
وأشار هوبكنسون إلى أن الخطة العلاجية قد تتضمن استخدام موسعات الشعب الهوائية وأدوية مخصصة لأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، إلى جانب جلسات علاج طبيعي لمنع تراكم السوائل في الرئتين.
يبقى الالتهاب الرئوي من أخطر المضاعفات المحتملة، إذ يُعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين كبار السن، وفقًا للدكتور سولر. وأكد أن قدرة الجهاز المناعي تلعب دورًا حاسمًا في مقاومة العدوى، مشيرًا إلى أن كبار السن غالبًا ما يعانون من استجابة مناعية أضعف.
وذكر الأطباء إلى أنهم سيراقبون تطورات الحالة الصحية للبابا خلال الأيام المقبلة، مع التركيز على أي علامات تدل على تدهور حالته، حيث قال سولر: "أهم ما نبحث عنه الآن هو التأكد من أن حالته لا تسوء رغم العلاج".
وبينما تتجه الأنظار إلى الفاتيكان لمتابعة المستجدات، يحدو الأطباء الأمل في استجابة البابا فرانسيس للعلاج وعودته إلى ممارسة مهامه قريبًا.