آخر الأخبار

البرازيل: تحويلات نقدية للأسر الفقيرة تحد من خطر السل.. دراسة جديدة

شارك الخبر
هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

في اكتشاف يُعد إنجازًا لافتًا في مجال الصحة العامة، كشفت دراسة حديثة أن برنامج التحويلات النقدية المشروطة للأسر ذات الدخل المنخفض في البرازيل، والمعروف باسم "بولسا فاميليا"، قد أسهم في تقليل خطر الإصابة بمرض السل والوفيات الناجمة عنه، خاصة بين الفئات الأكثر فقرًا وتهميشًا.

وتم إطلاق برنامج بولسا فاميليا عام 2004 بهدف دعم الأسر ذات الدخل المحدود، بشرط الالتزام بمتطلبات تعليمية وصحية. وتتلقى هذه الأسر مبالغ شهرية تبدأ من 93 يورو وتزداد للأسر التي تضم أطفالًا صغارًا أو نساء حوامل. وبحلول عام 2023، شمل البرنامج أكثر من 21 مليون أسرة، ما يجعله واحدًا من أكبر برامج التحويلات النقدية في العالم.

وقد أثبت البرنامج نجاحه في تحسين مؤشرات صحية عديدة، مثل تقليل وفيات الأطفال وأمراض القلب والأوعية الدموية، ليضيف الآن إلى إنجازاته دورًا بارزًا في مكافحة السل. وأشارت الدراسة المنشورة في مجلة نايتشر مديسين إلى أن البرنامج خفض معدلات الإصابة والوفيات بمرض السل بين الفقراء المدقعين، مع تأثيرات ملحوظة بين السكان الأصليين والبرازيليين من السود والباردو.

يساعد برنامج بولسا فاميليا الكثير من العائلات المحتاجة في البرازيل مما يخفف من آثاره على الأطفال

وأوضحت الدراسة التي شملت 54.5 مليون شخص أن معدل الإصابة بالسل بين المستفيدين من التحويلات النقدية كان أقل بنسبة كبيرة مقارنة بمن لم يحصلوا على هذه المساعدات، حيث بلغ 49.44 لكل 100,000 مقابل 81.37 لكل 100,000. كما كان معدل الوفيات نصف ما هو عليه بين الفقراء غير المستفيدين من البرنامج.

ويعتبر الفقر عاملًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بالسل بسبب ضعف التغذية، وسوء ظروف السكن، وقلة الوصول إلى الرعاية الصحية. ولعبت التحويلات النقدية دورًا هامًا في تحسين ظروف المعيشة، من خلال توفير أموال تتيح للأسر شراء الغذاء، تحسين التهوية، وتقليل التلوث الناتج عن استخدام وقود الطهي غير النظيف.

برنامج بولسا فاميليا يساعد الكثير من العائلات الفقيرة في البرازيل

كما يفرض برنامج بولسا فاميليا شروطًا صحية وتعليمية تهدف إلى تعزيز الوقاية من الأمراض. على سبيل المثال، يجب على النساء الحوامل تلقي رعاية ما قبل الولادة، بينما يُطلب من الأطفال الحصول على اللقاحات المطلوبة والمواظبة على الحضور المدرسي، ما يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض ومعالجتها.

وعلى الرغم من انتهاء فترة الدراسة في عام 2015، يعتقد الباحثون أن آثار البرنامج لا تزال قائمة. وأظهرت تجارب مشابهة في الهند وأوغندا نتائج واعدة، مع توصيات بتمديد فترة التحويلات لتعظيم الفوائد الصحية والاجتماعية.

كما تُبرز النتائج أهمية القضاء على الفقر كخطوة أساسية للتقليل من عبء الأمراض المعدية، خاصة في المجتمعات الأكثر هشاشة في الجنوب العالمي. ويُعتبر الاستثمار في برامج مشابهة أداة فعّالة لتحقيق تحسن ملموس في الصحة العامة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك الخبر

الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا حماس سوريا

إقرأ أيضا