بعد الإبلاغ عن أول حالة "خطيرة" لإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة لدى امرأة من ولاية لويزيانا، كشفت الفحوصات أن الفيروس المعروف باسم "H5N1"، تطور داخل جسدها بشكل "قد يزيد من قابليته للانتقال إلى البشر".
وأكد العلماء أن الفيروس الذي تفشى في مزارع للطيور والماشية بالولايات المتحدة، وتسبب بأكثر من 60 إصابة بشرية خفيفة، "قد يزداد خطورة ويصبح أكثر قدرة على الانتقال للبشر مستقبلاً"، وفق ما ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وخضعت السيدة المصابة في لويزيانا للعلاج في المستشفى بعد ظهور أعراض تنفسية شديدة. أظهرت التحاليل الجينية أن الفيروس H5N1 تحور في جسدها ليصبح أكثر قدرة على الارتباط بالمستقبلات الموجودة في المجاري التنفسية العلوية لدى البشر.
وأكد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن هذه الطفرات "مقلقة"، لكن خطر تفشي الفيروس على مستوى عام بين السكان "لا يزال منخفضاً".
والمريضة، التي لم يتم الكشف عن هويتها، يزيد عمرها عن 65 عامًا، وتعاني من مشكلات صحية مزمنة، حيث كانت قد تعرضت للطائر المصاب أو النافق، وهو المصدر المحتمل للعدوى.
ولم يُسجل حتى الآن أي انتقال للفيروس من هذه الحالة إلى أشخاص آخرين.
وفي هذا السياق، أعلنت ولاية كاليفورنيا حالة الطوارئ بسبب الفيروس الذي أصاب أكثر من 600 مزرعة ألبان خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وكان قد جرى العثور على فيروس "H5N1" في عينات من الحليب الخام غير المبستر المعروض للبيع.
وفي حين لم تُسجل أي حالات انتقال الفيروس للبشر من خلال الحليب، دعت السلطات الصحية الجمهور إلى الامتناع عن استهلاك هذا النوع من الحليب.
وكان حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، قد فرض حالة الطوارئ في 18 ديسمبر بعد أن أصاب الفيروس قطعان ماشية في 16 ولاية.
وكان الباحث في الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، مايكل أوسترهولم، قد حذر من أن إنفلونزا الطيور قد تشكل جائحة كبرى، "مماثلة أو ربما أسوأ من جائحة كورونا".
وقال أوسترهولم لوكالة أسوشيتد برس: "نعلم أن ساعة الجائحة تدق، لكننا لا نعرف متى ستنطلق".