آخر الأخبار

بريطانيا تحظر أدوية مثبطات البلوغ.. حماية للأطفال أم تقييد حرية اختيار الهوية الجنسية؟

شارك الخبر
هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

حظرت المملكة المتحدة استخدام الأدوية التي من شأنها تثبيط البلوغ لدى الأطفال والمراهقين دون سن 18 عامًا، والتي تُستخدم عادة لتأخير نمو الثديين والخصيتين وشعر الجسم والصوت الرخيم.

وانضمت المملكة المتحدة، بقرار كهذا، إلى محفل الدول الأوروبية التي طبقت القرار، حيث يُعتقد أن لهذه الأدوية، المستخدمة بهدف إعطاء الطفل المجال لتقرير هويته الجنسية، أو كعلاج للمتحولين جنسيًا، آثارًا سلبية.

كما يُستخدم هذا النوع من الأدوية عادةً للأطفال الذين يعانون من البلوغ المبكر، مثل الفتيات اللواتي يبلغن في سن السابعة أو الفتيان الذين يبلغون في سن الثامنة، باعتبار أنهم لم يمتلكوا الوقت الكافي لاختيار جنسهم.

ويمكن للمراهقين لاحقًا تناول هرمونات مثل الإستروجين أو التستوستيرون للتطور وفق جنسهم المختار، أو اللجوء إلى عمليات جراحية لتغيير الجنس عند بلوغهم.

وكانت دول أوروبية مثل السويد والدنمارك وفرنسا قد لجأت إلى منع المثبطات بسبب جدل طبي يتعلق بكيفية تقديم الرعاية للأطفال الذين اختاروا جنسًا لا يتوافق مع هيئتهم البيولوجية.

مصدر الصورة داعمون لصحة المتحولين جنسياً،في حديقة مبنى الكابيتول في ولاية كنتاكي في فرانكفورت، كي، الأربعاء، 29 مارس/آذار 2023. Timothy D. Easley/Copyright 2023 The AP. All Rights Reserved.

في هذا السياق، يقول الدكتور آشلي غروسمان، الأستاذ الفخري في علم الغدد الصماء بجامعة أكسفورد، في حديث مع "يورونيوز"، إن القرار بمنع مثبطات البلوغ يتطلب يقظة صحية وجمعًا دقيقًا للبيانات. فمن جهة، قد يُسهم في إزالة عبء اختيار الجنس عن الأطفال، ومن جهة أخرى، قد يجعل أطفالًا آخرين غير مرتاحين مع أجسادهم.

وعن آثار المثبطات على الصحة النفسية، تشير دراسة طويلة نُشرت في عام 2014 لباحثين هنود، إلى أن الحصول على هذه العلاجات قد حسّن الصحة العقلية للمرضى وكبح اضطراب الهوية الجنسية لديهم.

ولكن في السنوات الأخيرة، لاحظ الأطباء والباحثون في هولندا أن هذه النتائج قد لا تنطبق على الشباب الذين يتساءلون عن جنسهم اليوم، وأن الدراسات المبكرة لم تتابع أداء المرضى لفترة كافية في مرحلة البلوغ.

وبشكل مماثل، توصل باحثون فنلنديون في عام 2015 إلى أنه لا يمكن تعميم الاستفادة من المثبطات على كل الدول، إذ تلعب الخلفية الاجتماعية والثقافية دورًا كبيرًا في ذلك.

كيف تتعامل الدول الأوروبية مع مثبطات البلوغ؟

في الدنمارك وفنلندا، يتجه العاملون الصحيون لتقديم مشورة نفسية للأطفال الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية قبل اللجوء إلى التدخلات الطبية.

أما السلطات السويدية، فتؤمن بأن مخاطر مثبطات البلوغ تفوق على الأرجح فوائدها، لكنها أشارت إلى أنه يمكن تقديم العلاج في حالات "استثنائية".

وعلى غرار السويد، اتخذت فرنسا نهجًا مماثلًا، إذ تقول الأكاديمية الطبية الفرنسية إن مثبطات البلوغ متاحة في أي سن بموافقة الوالدين، لكنها تتحفظ على استخدامها بسبب الآثار الجانبية المحتملة على المدى الطويل، إذ قد تتسبب بهشاشة العظام أو تضعف الخصوبة.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا