حذرت شركات سيارات أوروبية ويابانية من أزمة جديدة قد تضرب مصانعها، بعد قرار الحكومة الهولندية السيطرة على شركة الرقائق الإلكترونية الصينية "نيكسبرِيا"، ما يهدد بتعطيل خطوط الإنتاج في أوروبا وآسيا ويفتح فصلًا جديدًا من التوتر الاقتصادي بين بكين والغرب.
ففي الوقت الذي تحاول فيه صناعة السيارات التعافي من أزمات سابقة في سلاسل التوريد، جاء القرار الهولندي ليعيد القلق إلى الواجهة. وأبدت شركات كبرى مثل " فولفو " و"فولكسفاغن" و"هوندا" و"نيسان" قلقها من أن يتسبب الصراع الدبلوماسي بين هولندا والصين في نقص حاد بالرقائق الإلكترونية الأساسية المستخدمة في أنظمة التحكم داخل المركبات.
وقالت رابطة مصنّعي السيارات اليابانيين، التي تضم "نيسان" و" تويوتا " و"هوندا" و"مازدا"، إنّها تلقت إنذارًا من "نيكسبرِيا" يفيد بأن بعض المكونات الحيوية قد تتأخر أو تتوقف كليًا، مما قد يعطل الإنتاج في مصانع عديدة حول العالم. وأضافت: "ندرك أن ما يحدث سيكون له أثر خطير على الإنتاج العالمي لأعضائنا، ونأمل أن تتوصل الدول المعنية إلى حل سريع وواقعي".
وفي ألمانيا، دقت رابطة صناعة السيارات ناقوس الخطر محذّرة من أنّ المصانع قد تواجه توقفًا تامًا في حال لم تُستأنف إمدادات الرقائق خلال وقت قصير. وقالت رئيسة الرابطة هيلديغارد مولر إنّ الشركات تلقت إشعارات رسمية من "نيكسبرِيا" تؤكد أن الشركة لم تعد قادرة على ضمان التوريد الكامل للمكونات الإلكترونية.
وتأتي هذه الأزمة بعد أن قررت الحكومة الهولندية، الأسبوع الماضي، تفعيل قانون يعود إلى حقبة الحرب الباردة للاستحواذ على الشركة الصينية بدعوى حماية أمنها التكنولوجي وضمان استمرار إمدادات أشباه الموصلات إلى أوروبا، وهو ما أثار غضب بكين التي ردّت بحظر صادرات الشركة بالكامل.
ويهدد هذا القرار بإعادة مشهد أزمة الرقائق التي شلّت صناعة السيارات العالمية خلال جائحة كورونا، في وقت لا يزال فيه المصنعون يسعون إلى تنويع مصادرهم وتقليل اعتمادهم على الصين.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "فولفو كارز"، هوكان سامويلسون، إن مجموعته لا تواجه مشكلات فورية، لكنه حذر من أنّ مصانع منافسة قد تضطر إلى الإغلاق. وأضاف: "يجب أن تكون أذكى من الآخرين حتى لا تكون أنت من يوقف الإنتاج".
وفي لندن، عبّرت جمعية مصنّعي وتجار السيارات البريطانية عن قلقها من تداعيات الأزمة الجديدة، مشيرة إلى أنّ "قطاع السيارات بذل جهودًا كبيرة لتنويع سلاسل التوريد، لكن استمرار هذه الأزمة قد يؤدي إلى اضطراب خطير في الإنتاج والأسواق".
وتُنتج "نيكسبرِيا" كميات ضخمة من أشباه الموصلات في هولندا، تُستخدم في السيارات والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، ويتم تغليف معظمها في الصين قبل توزيعها عالميًا.
وتعيش شركات السيارات اليوم حالة ترقّب، في انتظار تسوية سياسية بين لاهاي وبكين قد تحدد مستقبل الإمدادات، وبالتالي وتيرة عجلة الصناعة التي تمسّ ملايين الوظائف حول العالم.
المصدر:
يورو نيوز
مصدر الصورة
مصدر الصورة