شهدت الأسواق الأميركية نهاية أسبوع مضطربة بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية بدءا من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، في خطوة تصعيدية جديدة ضمن الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وفقا لتقرير إنفستنغ دوت كوم.
القرار أشعل موجة بيع حادة في الأسهم، بينما لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، في وقت شهدت فيه أسعار النفط انهيارا واسعا.
وقال ترامب في بيان نُشر على منصة "تروث سوشيال" إن الصين تبنت "موقفا عدوانيا للغاية في التجارة"، مضيفا أنها وجهت "رسالة عدائية إلى العالم" تتحدث عن خطط لتطبيق "قيود تصدير واسعة النطاق على كل ما تنتجه تقريبا".
ووصف الرئيس الأميركي هذه الخطوة بأنها "سابقة لم يشهدها التاريخ التجاري الدولي من قبل، وعار أخلاقي في التعامل مع الدول الأخرى".
وأكد ترامب أن الرسوم الجديدة تُضاف إلى الرسوم القائمة، وستترافق مع قيود أميركية على تصدير البرمجيات الحساسة اعتبارا من التاريخ نفسه، مع إمكانية تقديم موعد التنفيذ "إذا اتخذت الصين إجراءات جديدة".
وتسببت تصريحات ترامب المبكرة حول الصين في عمليات بيع كثيفة قبل صدور القرار الرسمي، إذ أغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضا بنسبة 1.9%، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.7%، في حين هبط ناسداك ذو الثقل التكنولوجي بنسبة 3.6%.
ووفق إنفستنغ دوت كوم، تواصلت الخسائر في التعاملات الآجلة بعد إغلاق الجلسة، مع ترقب رد صيني محتمل يزيد من حدة الاضطرابات في الأسواق العالمية.
وعلى الجانب الآخر، عززت التطورات الجيوسياسية ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، إذ أغلقت العقود الآجلة عند 4030.30 دولارا للأوقية مرتفعة بنسبة 1.45%، بينما بلغت العقود الفورية 4012.90 دولارا بزيادة 0.90%.
ويرى محللون أن الذهب استفاد من "التحول السريع في شهية المخاطرة" بعد التصعيد الأميركي، مع تراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.45% إلى 98.95 نقطة، ما دعم الطلب على الأصول الآمنة.
في المقابل، انهارت أسعار النفط الخام تحت تأثير القلق من تباطؤ النمو العالمي بعد الرسوم الجديدة، إذ تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4.32% ليغلق عند 58.85 دولارا للبرميل، بينما هبط خام برنت بنسبة 3.85% إلى 62.71 دولارا.
وبحسب إنفستنغ دوت كوم، فإن الأسواق "تسعّر الآن احتمالات تراجع الطلب العالمي على الطاقة مع تصاعد التوترات التجارية وتراجع الثقة في النمو الصناعي".
ويشير مراقبون إلى أن خطوة ترامب الأخيرة تمثل "أقوى تصعيد منذ بداية الحرب التجارية"، وتأتي ردا على إعلان الصين فرض قيود تصدير جديدة على المعادن النادرة والمنتجات التكنولوجية الحساسة.
ويرى خبراء تحدثوا إلى إنفستنغ دوت كوم أن هذا التصعيد "قد يعيد الأسواق إلى أجواء 2019/2018 حين تسببت الرسوم المتبادلة في اضطرابات حادة في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية".
التباين الحاد بين صعود الذهب وانهيار النفط والأسهم يعكس -وفق محللين- "تحولا جذريا في شهية المخاطر"، إذ تتجه السيولة نحو الأصول الدفاعية وسط تصاعد الغموض بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين.
ويرى التقرير أن الأيام المقبلة "ستكون اختبارا لقدرة الأسواق على امتصاص صدمة الرسوم"، خاصة في ظل توقعات بأن الصين قد ترد بإجراءات انتقامية مماثلة تطال الشركات الأميركية الكبرى والتجارة الثنائية بين البلدين.